• الخميس 5 شَوّال 1446 هـ ,الموافق :03 ابريل 2025 م


  • ومن أراد الآخرة




  • هناك أناس يعيشون معنا، ولكن قلوبهم قد رحلت للآخرة واستوطنت فيها.

    إنهم أولئك الذين قال الله عنهم " ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً ".

    إنهم الصادقون مع الله، الزاهدون في الدنيا، الذين عرفوا أن الحياة الدنيا محطة للمرور منها إلى الآخرة.

    إن المتأمل لقضية الآخرة في القرآن ليجد العجب في كيفية تناول القرآن لها، وإليك بعض الآيات:

    - " وللدّار الآخرة خيرٌ للذين يتقون ".

    - " تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة ".

    - " أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاعُ الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل".

    - " ولأجر الآخرة خيرٌ للذين آمنوا وكانوا يتقون ". 

    - " وإنّ الآخرة هي دار القرار ".

    - " والآخرةُ خير وأبقى ".

    إن هذه النصوص وغيرها تجعل القلب يرحل من هذه الدنيا ويتصور تلك الآخرة بأهوالها وعظمتها، ويتفكر في الخلود الأبدي في الجنة أو في النار.

    إن القلب الذي يريد الآخرة يرفض كل شيء يقطعه عن الفوز فيها.

    إنه قلب عامر باليقين متصل برب العالمين، مبادر لكل طاعة، معرض عن كل معصية.

    نعم، إن طالب الآخرة ليس بمعصوم، ولكن قضية الآخرة تعطيه انتباه دقيق لأي ذنب، وهكذا كان السلف.

    ومن أراد أن تكون الآخرة حاضرة في قلبه فعليه بأمور:

    1- تدبر القرآن، لأنه مليء بالحديث عن الآخرة.

    2- قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم بقلب متأمل، وسيجد كيف أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يعيش الآخرة في تفاصيل حياته.

    وتأمل في حديث عمر لما دخل على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو نائم على الحصير وقد أثّر على جنبه، فبكى عمر.

    فقال صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك؟

    فقال: يا رسول الله إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله.

    فقال صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة. رواه البخاري.

    3- النظر في حياة الصحابة والسلف، لأنهم كانوا أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة.

    4- ادع ربك بأن يعمر قلبك بتعظيم الآخرة والعمل لها.

    5- مجاهدة النفس على ترك الذنوب، لأن الذنوب تضعف مسيرة القلب، وتجعله يؤثر الدنيا بشهواتها على الآخرة.

    6- مجالسة الصالحين الأتقياء، الذين إذا رأيتهم وجدت فيهم الإيمان واليقين وتشعر أن قلبك يقوى بهم.

    ومضة: اليقين بالآخرة وتعظيمها لا يعني ترك الدنيا ومباحاتها، ولكنه يعني ألا يتعلق القلب بها ويؤثرها على الآخرة.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    الكون كله يسبح لله

    0:00

    الإعتكاف

    0:00

    البحث عن الحلول

    0:00

    مشاهد في الحج

    0:00

    إنا وجدناه صابرا

    0:00



    عدد الزوار

    5533805

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 33 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1640 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة