• الثلاثاء 14 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :23 ابريل 2024 م


  • ومن أراد الآخرة



  • هناك أناس يعيشون معنا ، ولكن قلوبهم قد رحلت للآخرة واستوطنت فيها .

    إنهم أولئك الذين قال الله عنهم " ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً " .
    إنهم الصادقون مع الله ، الزاهدون في الدنيا ، الذين عرفوا أن الحياة الدنيا محطة للمرور منها إلى الآخرة .
    إن المتأمل لقضية الآخرة في القرآن ليجد العجب في كيفية تناول القرآن لها ، وإليك بعض الآيات :
    - " وللدّار الآخرة خيرٌ للذين يتقون " .
    - " تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة " .
    - " أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاعُ الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل".
    - " ولأجر الآخرة خيرٌ للذين آمنوا وكانوا يتقون " .  
    - " وإنّ الآخرة هي دار القرار " .
    - " والآخرةُ خير وأبقى " .

    إن هذه النصوص وغيرها تجعل القلب يرحل من هذه الدنيا ويتصور تلك الآخرة بأهوالها وعظمتها ، ويتفكر في الخلود الأبدي في الجنة أو في النار .
    إن القلب الذي يريد الآخرة يرفض كل شيء يقطعه عن الفوز فيها .
    إنه قلب عامر باليقين متصل برب العالمين ، مبادر لكل طاعة ، معرض عن كل معصية .
    نعم ، إن طالب الآخرة ليس بمعصوم ، ولكن قضية الآخرة تعطيه انتباه دقيق لأي ذنب ، وهكذا كان السلف .

    ومن أراد أن تكون الآخرة حاضرة في قلبه فعليه بأمور :
    1- تدبر القرآن ، لأنه مليء بالحديث عن الآخرة .
    2- قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم بقلب متأمل ، وسيجد كيف أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يعيش الآخرة في تفاصيل حياته .
    وتأمل في حديث عمر لما دخل على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو نائم على الحصير وقد أثّر على جنبه ، فبكى عمر .
    فقال صلى الله عليه وسلم : مايبكيك ؟
    فقال : يارسول الله إن كسرى وقيصر فيما هما فيه ، وأنت رسول الله .
    فقال صلى الله عليه وسلم : أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة .
    رواه البخاري .
    3- النظر في حياة الصحابة والسلف ، لأنهم كانوا أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة .
    4- ادع ربك بأن يعمر قلبك بتعظيم الآخرة والعمل لها .
    5- مجاهدة النفس على ترك الذنوب ، لأن الذنوب تضعف مسيرة القلب ، وتجعله يؤثر الدنيا بشهواتها على الآخرة .
    6- مجالسة الصالحين الأتقياء ، الذين إذا رأيتهم وجدت فيهم الإيمان واليقين وتشعر أن قلبك يقوى بهم .
    ومضة : اليقين بالآخرة وتعظيمها لايعني ترك الدنيا ومباحاتها ، ولكنه يعني أن لايتعلق القلب بها ويؤثرها على الآخرة .

    نسأل الله أن يجعلنا من أبناء الآخرة .



    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    كيف تحمي نفسك من السحرة ؟

    0:00

    تأملات في اسمي الله تعالى : ( الغفور والشكور )

    0:00

    آية الكرسي

    0:00

    إن الأبرار لفي نعيم

    0:00

    حسن العلاقة مع الأبناء

    0:00



    عدد الزوار

    4151056

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة