قضية الدعوة ومواجهة الناس، تكتنفه بعض الصراعات النفسية والهموم الأسرية، ونقد الأقارب والزملاء، ونزغات الشيطان وجنوده في التثبيط والدعوة للقعود، وكل ذلك يساهم في إضعاف الحالة النفسية لذلك الداعية.
وإذا استسلم الداعية لتلك الطوارئ سيصاب بألم نفسي ينتابه بين الفترة والأخرى، ويشتد في حالة ازدياد المصائب.
ثم يقرر ذلك الداعية الاستسلام والقعود والالتفات لهموم أخرى كالمنزل والمستقبل والأمان الوظيفي وغيرها من هموم الدنيا التي هي من خدع الشيطان ومن خطواته التي تريد من صاحبنا أن يتوقف ويهاجر بهمته وطموحه إلى مجالات أخرى.
إن الناظر لما جرى للأنبياء عليهم الصلاة والسلام من ألوان المصائب والتحديات حتى من الأقارب ليرى أن فيها صدمات نفسية كبيرة، فهذا إبراهيم عليه السلام مع والده، ونوح عليه السلام مع زوجته وولده، ولوط عليه السلام مع زوجته، وموسى عليه السلام مع تعنت قومه، ورسولنا صلى الله عليه وسلم مع فقد خديجة وعمّه وهجرة أصحابه وتعذيب الكفار لهم وغير ذلك كثير.
وكل ذلك له أثر على النفس، ولكن النفوس كانت أقوى والطموح كان للعلي الأعلى.
وربنا يخبرنا بهم: (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا)[الأنعام:34].
لقد وقفوا أمام الصعاب، وكانت مواقفهم ثابتة، لا ضعف فيها ولا هوان ولا استسلام، وتأمل التوجيه الرباني لأهل أحد في شدة البلاء: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ) [آل عمران:139].
وبعد تاريخ الأنبياء طالع صفحات الصحابة، ثم انظر في حياة العلماء تجد أن ألوان المصائب قد أحاطت بهم، ولكن النفوس قويت على مواجهة كل بلاء وثبتوا على ذلك، ولم تكن تلك الضغوط النفسية طريقاً لهم للتراجع عن الطريق أو حتى التخلي عن الثوابت، وكل ذلك يمنحه الرحمن الرحيم لمن صدق معه.
أيها الداعية، كن قوياً، وخذ قوتك من القوي العزيز سبحانه وتعالى.
مكتبة الصوتيات
السعادة الأبدية
0:00
جراحات الخطايا
0:00
لماذا نزل الرسول من المنبر ؟!
0:00
يوم التلاق
0:00
يوم التلاق
0:00
عدد الزوار
5077596
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 27 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1611 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |