• الثلاثاء 18 رَبيع الثاني 1446 هـ ,الموافق :22 أكتوبر 2024 م


  • الخشوع أم الكثرة في العبادة



  • أحياناً ننشط لبعض العبادات وتدفعنا النصوص والشوق للحسنات إلى مزيد من الاجتهاد في العبادات ، وقد ننسى أن العبرة في العبادة ليس بكثرتها وطول المدة الزمنية لها كصلاة القيام مثلاً، أو ختم القرآن، وكثرة الصدقات.

    وإنما العبرة في التعبد هو حال القلب في العبادة ومدى حضور الخشوع والتأثر القلبي.

    والنصوص تقرر ذلك وتؤكده ، قال تعالى: ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) .

    وقال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ) ولم يقل " أكثر " .

    قال ابن القيم في تقريره لذلك : وكذلك صلاة ركعتين يقبل العبد فيهما على الله تعالى بقلبه وجوارحه ، ويفرغ قلبه كله لله فيهما أحب إلى الله من مائتي ركعة خالية من ذلك، وإن كثر ثوابها عدداً.

    وقال : ولهذا يكون العملان في الصورة الواحدة وبينهما في الفضل بل بين قليل أحدهما وكثير الآخر في الفضل أعظم مما بين السماء والأرض.

    وقال : والأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والمحبة والتعظيم والإجلال ، وقصد وجه المعبود وحده دون شيء من الحظوظ سواه حتى تكون صورة العملين واحدة وبينهما في الفضل ما لا يحصيه إلا الله تعالى.

    ولعل تقرير ابن القيم واضح لمن كان له فقه في مراتب الأعمال وله دربة في تمييز العبادات.

    فلتكن حريصاً على إتقان الأعمال وجودتها من ناحية حضور القلب وخشوعه مع المتابعة الظاهرة لما جاء عنه صلى الله عليه وسلم .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    الثبات

    0:00

    قواعد في الإصلاح ورسائل للمصلحين

    0:00

    دعوة للإنفاق

    0:00

    تأملات في سورة الطور - 1

    0:00

    تزكية النفوس

    0:00



    عدد الزوار

    4840951

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 22 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1586 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة