الحياة مع القرآن في رمضان

عدد القراءات : 6820 تاريخ الإضافة : الأربعاء 22 ربيع الثاني 1436 هـ

إن من أسرار رمضان، التلذذ بقراءة القرآن.

إنه السبيل إلى طمأنينة القلوب (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

وهو الطريق إلى رضا الرحمن، كيف لا وفيه الوعد والوعيد، وفيه أسرار العبودية وقواعد التوحيد، وفيه أنوار الإيمان وألطاف الإحسان.

فما أجمل الحياة مع القرآن، وما أحسن تلك الأوقات التي تنظر بعينيك إلى تلك الآيات التي هي سبيل سعادتك ومفتاح نجاحك.

إنه القرآن، طريقك إلى الجنان، وشفيعك من النيران، (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).

إنه القرآن، به يحفظك الله من كيد الشيطان، وبالاعتصام به ترتقي في معالم الإيمان.

إنه القرآن مفتاح السعادة، وعنوان الفلاح، ولذة الأرواح، فليكن جليسك وأنيسك، وحينها ستعرف أنك في حياة، وأيُّ حياة.

أيها الصائم، إن الإقبال على القرآن عمل جليل وسبب لصلاح النفس بل وللأمة، ولكنني توقفت مع حال أكثر الناس حيث يقرأه سرداً وبسرعة حتى إنك تجزم أن القارئ لم يعرف ماذا يقرأ، ولم يتأثر عند آية، ولم تدمع عينه، ولم يتحرك فؤاده.

وإني أجدُ أن هذا خللاً ظاهراً؛ لأنه مخالف لقول الرب تبارك وتعالى:( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ) فأين التدبر والتأمل لكلام ربنا تبارك وتعالى؟

وأكاد أجزم أن بعض القراء للقرآن في رمضان لم تظهر عليهم آثار القرآن ومواعظه وزواجره، والسبب قطعاً هو السرد السريع لأجل الختمة.

وبالنظر إلى سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم نجد أنه في رمضان كان يتدارس مع جبريل مرة واحدة لختم القرآن، وفي آخر عام تدارسا القرآن مرتين.

وللفائدة فإن مما يساعدك على التدبر:

1- قراءة الآية بشكل صحيح، وهذا يحصل من خلال تصحيح التلاوة على أحد الأساتذة أو من خلال التطبيقات في الجوال التي يمكنك من خلالها متابعة القارئ وتصحيح النطق.

2- معرفة المعنى المختصر للآية، وهذا يحصل من خلال قراءة التفسير المختصر لها، أو النظر في تطبيقات الجوال التي تعتني بذلك.

3- تكرار الآية مع الترتيل.

4- الدعاء بأن يرزقك الله فهم القرآن وتدبره.

ومضة: إننا بحاجة أن نتدرب على التدبر، وفي التنزيل: ( َفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ).

مواد آخرى من نفس القسم

أبواب كثيرة للصائمين

استعداد القنوات فأين الدعاة ؟

ولكنه صيام قلب

مكتبة الصوتيات