• الجمعة 24 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :03 مايو 2024 م


  • وجبة يومية ( منتنة )



  • جميلٌ أن يختار المرء وجبة غذائية صحية مناسبة تساعد على نمو جسده ليكون في " عافية " وهذه نعمة خفية.

    ولكن الغريب أن من الناس من يختار وجبةً محرمة ومضرة يتناولها كل يوم ، بل في أغلب الأوقات ، والأعجبُ من ذلك أنه لا يشعر بقبح طعمها ، ولا بسوء مذاقها ؛ وما ذاك إلا لأن " الإحساس " عنده قد غاب ، فلا عجب.

    ولعلك تريد معرفة هذه الوجبة اليومية المنتنة ، نعم ، إنها سيئة المذاق ، قبيحة المنظر، إنها " أكل ميتة الإنسان " نعم وربي ، لقد رأيتُ الكثيرين قد اقتربوا منها ومارسوها ، ونصحتهم ولكن " لا يحبون الناصحين ".

    إنها " الغيبة " التي مثلها الله بقوله: ( وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ) .

    إنها الغيبة ، الكلمة التي تجري عبر ألسنة الكثيرين شعروا أم لم يشعروا ، فيا لسوء تلك الكلمة ، وما أقبح حروفها.

    الغيبة هي ذكرك أخاك بما يكره ، كذا فسرها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم.

    يا ترى : من منّا لم يغتب ؟ لعلهم قليل ، بل والله أقل من القليل.

    إن الغيبة جرحٌ من جروح هذا اللسان الخطير الذي يودي بصاحبه للمهالك ( وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ) .

    عجباً لحال الكثيرين ، تجد الواحد يتحفظ من النظر المحرم والسماع المحرم، ولكنه لا يستطيع أن يمسك لسانه عن الغيبة ، ونحوها من آفات اللسان.

    والأمر يحتاج إلى وقفة محاسبة ، وعناية لدى الدعاة والمربين أن يُفهموا الناس خطر الغيبة وقبح نتائجها على الفرد والمجتمع ، لعل الواقع فيها أن يقف ، ولعل المستمع لها أن ينتبه ، والتوفيق بيد الله جل في علاه.

    ومضة ، قال البخاري رحمه الله تعالى : إني أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحداً.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    الأعمال الصالحة

    0:00

    المحرمات المالية

    0:00

    تلاوة من سورة النور 36-40

    0:00

    الثقة بالنفس

    0:00

    الشتاء.. أحكام وآداب

    0:00



    عدد الزوار

    4179747

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1593 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة