جميلٌ أن يختار المرء وجبة غذائية صحية مناسبة تساعد على نمو جسده ليكون في " عافية " وهذه نعمة خفية.
ولكن الغريب أن من الناس من يختار وجبةً محرمة ومضرة يتناولها كل يوم ، بل في أغلب الأوقات ، والأعجبُ من ذلك أنه لا يشعر بقبح طعمها ، ولا بسوء مذاقها ؛ وما ذاك إلا لأن " الإحساس " عنده قد غاب ، فلا عجب.
ولعلك تريد معرفة هذه الوجبة اليومية المنتنة ، نعم ، إنها سيئة المذاق ، قبيحة المنظر، إنها " أكل ميتة الإنسان " نعم وربي ، لقد رأيتُ الكثيرين قد اقتربوا منها ومارسوها ، ونصحتهم ولكن " لا يحبون الناصحين ".
إنها " الغيبة " التي مثلها الله بقوله: ( وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ) .
إنها الغيبة ، الكلمة التي تجري عبر ألسنة الكثيرين شعروا أم لم يشعروا ، فيا لسوء تلك الكلمة ، وما أقبح حروفها.
الغيبة هي ذكرك أخاك بما يكره ، كذا فسرها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم.
يا ترى : من منّا لم يغتب ؟ لعلهم قليل ، بل والله أقل من القليل.
إن الغيبة جرحٌ من جروح هذا اللسان الخطير الذي يودي بصاحبه للمهالك ( وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ) .
عجباً لحال الكثيرين ، تجد الواحد يتحفظ من النظر المحرم والسماع المحرم، ولكنه لا يستطيع أن يمسك لسانه عن الغيبة ، ونحوها من آفات اللسان.
والأمر يحتاج إلى وقفة محاسبة ، وعناية لدى الدعاة والمربين أن يُفهموا الناس خطر الغيبة وقبح نتائجها على الفرد والمجتمع ، لعل الواقع فيها أن يقف ، ولعل المستمع لها أن ينتبه ، والتوفيق بيد الله جل في علاه.
ومضة ، قال البخاري رحمه الله تعالى : إني أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحداً.
مكتبة الصوتيات
أدلة وجود السحر
0:00
تلاوة من سورة الأنعام
0:00
التشويق للجنان
0:00
خذ العفو وأمر بالعرف
0:00
بشرى لأصحاب الذنوب
0:00
عدد الزوار
4973008
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 24 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1596 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |