1- الدعوةُ إلَى اللهِ شرفٌ كبيرٌ لكَ، وَلَقَدْ سارَ الأئمةُ قبلكَ عَلَى هَذَا الطريقِ، وعلَى رأسِهِمْ الرسلُ عليهِمُ الصلاةُ والسلامُ، فتأمَّلْ شرفَ القدواتِ، وسِرْ علَى خُطاهمْ، واقتبِسْ مِنْ هدْيِهِمْ، قَالَ تعالَى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ).
2- الداعيَةُ الحكيمُ هُوَ الذي يُتقِنُ قاعِدَةَ الأولوياتِ فِي مَسِيرَتِهِ الدعويةِ، فلا يُقدِمُ على برنامجٍ إلا بَعْدَ أنْ يَعرِضَهُ عَلَى قاعِدَةِ الأولوياتِ، وهذا النوعُ مِنْ الدعاةِ ينجَحُ بِشَكلٍ سريعٍ، ويحقِّقُ أهدافاً عظيمةً لَهُ وللدعْوَةِ، وأمّا الداعيةُ الذي لا يُرتِّبُ أولوياتِهِ، ففي الغالِبِ أنَّهُ يُخطِئُ كثيراً وتفوتُهُ فرصٌ كثيرةٌ.
3- الدعوةُ إلى اللهِ تنيرُ الطريقَ للتائهينَ، فيَا لله كم مِن برنامجٍ دعويٍ كانَ سبباً في هدايَةِ شابٍ أو فتاةٍ كانَا في غفلَةٍ عَنْ طَاعَةِ اللهِ تَعَالَى.
4- الدعوةُ إلى اللهِ سببٌ للثبَاتِ علَى الدينِ، يقولُ اللهُ تَعالَى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾، فليُبْشِرْ كلُّ من سارَ في قافلةِ الدعوةِ أنَّ اللهَ سيمنَحُهُ الثباتَ علَى الدينِ جزاءً لجهودِهِ وبرامِجِهِ الدعويَّةِ.
5- أعظمُ صفاتِ الداعيَةِ أنْ يكونَ مُخلِصاً للهِ تعالَى، لا يُريدُ بدعوتِهِ إلا رضوانَ اللهِ تعالَى ونفعَ النَّاسِ، وكلمَا قَوِيَ إخْلاصُ الداعيةِ وجَدَ التوفيقَ مِنَ اللهِ تَعَالَى.
6- الدعوةُ إلى اللهِ مِنْ أفضلِ الأعمالِ وأحسنِ الأقوالِ، قَالَ تَعالَى ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾، فكلماتُ الدعاةِ مِنْ أفضلِ الكلمَاتِ، فيَا فوزَكُمْ يا دعاةَ الإسلامِ حينمَا يمدَحُ اللهُ كلماتِكُمْ.
7- ينبغي على الدعاةِ أنْ يعتنُوا بتوريثِ الدعوةِ، والمعنى أنْ يُربّوا الشبابَ على الدعوةِ على المنهجِ السليمِ معَ الهمَّةِ العاليةِ لِكَيْ ينطلقوا في الدعوةِ في أرجاءِ البلادِ، وبهذا نضْمنُ - بإذنِ اللهِ -بقاءَ الهمِّ الدعويِّ في النفوس.
8- مجتمعُ الدعاةِ يحتاجُ لبعضِ النقدِ، وهذا لا بأسَ بهِ، ولكنْ مَعَ التحلّي بأدبِ النقْدِ، والحذرِ من الظُلْمِ في النقد.
9- الدعوةُ إلى اللهِ تزيدُ مِنْ حسناتِكَ بشكلٍ لا يخطرُ لكَ على بالٍ، كما قالَ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: من دلَّ على هُدًى فلهُ مِنَ الأجْرِ مثلَ أجورِ من تبِعَهُ. رواهُ مسلم.
ولهذا، فكم مِنْ فكرةٍ دعويةٍ أو كلمةٍ أو تغريدةٍ أو مقطعٍ، انتفعَ بِهِ الناسُ، وهكذا تنتشِرُ حسناتُكَ، ثم تبقَى لكَ بَعْدَ موتِكَ.
10- الدعوةُ إلى اللهِ سَبَبٌ لإنقاذِ النَّاسِ مِنَ النارِ، وانظُر مثلاً في البرامجِ الدعويةِ في مكاتِبِ دعْوَةِ الجالياتِ كَمْ أنقذَتْ أنَاساً مِنَ النارِ؟ فكمْ أسلَمَ على أيديهِمْ منْ رجالٍ ونساءٍ كانوا على معتقداتٍ مخالفَةٍ للإسلامِ، ويا تُرى لَو لَمْ تُوجَدْ مكاتِبُ دعوةِ الجالياتِ كَيْفَ سيتحقَّقُ إسلامُ هؤلاء؟
11- لو أنّ بَعضَ التجارِ ترَكَ بناءَ مسجدٍ بخمْسَةِ ملايين، وبَنَى بذلكَ المبلغِ وقفاً للدعوةِ، لانتَفَعَتِ الدعوةُ فِي بلادٍ كثيرة.
12- بعضُ مَنْ يَشْتَغِلُ بالدعْوَةِ يُصابُ بِدَاءِ التكاثُرِ وهو لا يَشْعُرُ، فتجدُهُ يهتمُّ بأرقامِ المتابعينَ لَهُ في مواقعِ التواصُلِ بشَكْلٍ غريبٍ، ويسعَى لزيادَتِهِمْ بأيِّ وسيلَةٍ، ويتضايَقُ حينَمَا لا يحظَى بأرقامٍ مليونيةٍ، وربَّمَا حسدَ غيرَهُ مِنَ الدعَاةِ إذا كَانَ لهمُ انتشارٌ واسعٌ عبْرَ مواقعِ التواصلِ، وهذه آفةٌ خطيرةٌ في طريقِ الدعْوَةِ، وهِيَ شهوةٌ خفيةٌ تنتهِي بصاحبِهَا للفتورِ في الغَالِبِ.
13- أخي، أختي، إِنَّ المجتمعَ يريدُ منكُمْ جُهْداً أكثرَ فِي نشْرِ الخيرِ في المجتَمَعِ بالطريقةِ التي تُحْسِنُونَهَا، فاستعينُوا باللهِ، وتأكَّدُوا أَنَّ بصمتَكُمْ سيكونُ لهَا أثرٌ بإذْنِ اللهِ تعالى.
14- الدعوةُ إلى اللهِ سببٌ لحفظِ الشريعَةِ وبقائِهَا، وانظرْ للبلادِ التِي تغيبُ فيهَا الدعوةُ، كيفَ تغيبُ فيهَا العقائِدُ الصحيحةُ والعباداتُ الشرعيةُ والسننُ النبويةُ، حتى لا يبقَى مِنَ الإسلامِ إلا اسمُهُ فقط، واللهُ المستعان.
15- حينما تكونُ لدينَا الرغبَةُ في تعليمِ الناسِ فيجِبُ أنْ نستخدِمَ أحسنَ الوسائِلِ في تعليمِهِمْ؛ لأنَّ النَّاسَ لنْ يفهمُوا مِنَّا إذا كُنَّا نعلمُهُمْ بطريقَةٍ غيرِ جيدَةٍ.
16- إنزالُ الناسِ منازلَهُمْ، مبدأٌ مهمٌ في طريقِ الدعوةِ، وهوَ فنٌّ جميلٌ يحتاجُ إلى حكمةٍ وذكاءٍ في تطبيقِهِ.
17- عامّةُ الناسِ يحبونَ الداعيَةَ الذي يتَلَطَّفُ معهُمْ ويُدخِلُ السرورَ عليهِمْ، ولا يعجبُهُمُ القاسي بكلماتِهِ والبخيلُ بابتسامَتِهِ.
18- الدعوةُ إلى اللهِ سببٌ لضبطِ الأمْنِ الفكريِّ وإشاعتِهِ، وتوضيحِ المنهجِ الوسطِ في التعامُلِ مَعَ الأحداثِ، وكَم مِنْ شابٍ كانَ يعتنقُ بعضَ الأفكارِ المخالِفَةِ ولكنَّهُ اهتدَى بعدَ الحوارِ مَعَهُ، ورَجَعَ للمنهجِ الحقِّ، وقد جرَى مثلُ ذلكَ فِي زَمَنِ ابنِ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ تعالَى عنهُمَا حينَما حاوَرَ بعضَ الخوارِجِ فرَجَعَ منهمْ ألفانِ للمنهجِ الحقِّ.
19- لا تستعجِلْ هدايةَ صاحبِكَ، وابذُلِ الوسائِلَ التي تؤثِّرُ فيهِ إيجابياً ولا تجعلْهُ يشعُرُ بأنَّكَ تنتظِرُ هدايتَهُ.
20- يا إمامَ المسجدِ، إنَّ طريقةَ القراءةِ مِنْ كتابٍ بعدَ الصلاةِ علَى المصلينَ قد تُناسِبُ البعضَ، ولكنِّي رأيتُ أَنَّ الناسَ يُحبُّونَ الذِي يتحدثُ لهمْ مباشَرَةً وينظرُ لهم بدونِ أنْ ينظرَ في الكتَابِ، وإذَا تدرّبَ الإمامُ علَى إلقاءِ الكلماتِ بدونِ كتابٍ فسيَجِدُ أنَّ هَذَا أفضل.
مواد آخرى من نفس القسم
مكتبة الصوتيات
انشراح الصدر
0:00
رسالة إلى الأمهات
0:00
تلاوة من سورة الأنبياء 89-90
0:00
تلاوة من سورة النور 35-40
0:00
تلاوة من سورة البقرة - 286
0:00
عدد الزوار
6804527
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 41 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1687 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |
