أحاديث في ضوابط المزاح

عدد القراءات : 9 تاريخ الإضافة : الجمعة 18 ذو القعدة 1446 هـ

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدَّثنا أصحاب محمد ﷺ أنه قال: لا يحل لمسلم أن يُروع مسلمًا. رواه أبو داود بسندٍ صحيح.

وعن عبد الله بن السائب عن أبيه عن جده أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: لا يأخذنَّ أحدكم متاع أخيه لاعبًا ولا جادًا، فمن أخذ عصا أخيه فليردها إليه. رواه الترمذي وقال: حديث حسن.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: لا يُشيُر أحدُكُم على أخيهِ بالسلاحِ، فإنه لا يدري لعلَّ الشيطانَ ينزعُ في يدهِ فيقعُ في حُفرةٍ مِن النار. متفق عليه.

وعنه قال: قال رسول الله ﷺ: مَن أشار إلى أخيه بحديدة، فإنّ الملائكة تلعنه وإن كان أخاه لأبيه وأمه. رواه مسلم.

يستفاد من مجموع هذه الأحاديث:

١- أنَّ هناك مزاح مخالف للشريعة يجبُ الابتعاد عنه.

٢- لايجوز تخويف المؤمن حتى لو كان مِن باب المزاح، وفي زمننا ظهر مايُسمَّى بالمقالب التي فيها تخويف عبر عدة وسائل، وكل ذلك يجلبُ الضرر النفسي للآخر، وربما أصابه شيء صحي، لأنَّ النفوس تختلف في تحمّل تلك المقالب، والغريب أنَّ بعض الأطفال أصبح يمارس ذلك مع الأطفال الآخرين، تقليداً لبعض المقاطع المنتشرة عبر مواقع التواصل.

٣- لايجوز المزح برفع السلاح أو الحديدة في وجه الآخر، فقد يخطئ ويصيب أخيه فيقتله أو يؤذيه وبهذا يستوجب الوعيد بالنار إن لم يتب أو يغفر الله له.

٤- بعض الناس يعتذر لنفسه ويقول أنا امزح، والجواب على هذا أن المزح بهذه الطريقة لايجوز لظاهر الحديث " لايأخذن أحدكم متاع أخيه لاعباً ولاجاداً ".

٥- أن الملائكة تلعن مَن يُشيرُ لأخيه بالسلاح أو الحديدة، لعلمها بخطر ذلك الأمر، واللعن يفيد أنَّ ذلك العمل مِن كبائر الذنوب.

٦- هناك مجال واسع للمزاح بالمباح مِن الكلام أو الأفعال التي لاتُسببُ الضرر النفسي ولا الجسدي للآخر، وهناك مواقف لنبينا ﷺ مزح فيها مع أصحابه يمكنُ الرجوع إليها.

مواد آخرى من نفس القسم

حديث " الحمو الموت "

فضل مجالس الذكر

كلام العلماء في تقبيل اليد

مكتبة الصوتيات