ترتيب الاهتمامات

عدد القراءات : 159 تاريخ الإضافة : الإثنين 20 رجب 1446 هـ

في حياتنا نجدُ أنفسنا تتجه لبعض الاهتمامات وخاصةً مع وجودِ مواقع التواصل التي تضُخُ الجديد والكثير مِن المقاطعِ والصورِ والأخبار، مما ترتب على ذلك اختلاف بوصلة الاهتمامات، وهنا بعض الأمثلة:

1- هناك مَن يهتم بأخبارِ السياسةِ بكل تفاصيلها مما أثّر على نفسيته، ولو أنّه اعتدل في متابعةِ الأخبار لكان أفضل له.

2- هناك مَن يهتم بأخبار الرياضة بشكلٍ مبالغ فيه، وربما قضى عليها الساعات يومياً، بينما تجدهُ مُهملاً لأمورِ أسرتهِ ومتابعةِ شؤونهم التربوية والنفسية.

3- بعضُ النساء تقضي وقتاً طويلاً على مواقعِ التواصل حتى أثّر ذلك على تقصيرها تجاهَ زوجها وبيتها وأطفالها، بل ربما جعلها تؤخر الصلاة عن وقتها بسببِ تلك الاهتمامات.

4- بعضُ الشباب يهتمُ بمتابعةِ يومياتِ المشاهير حتى إنه نسيَ دراستهُ والتخطيط لمستقبله.

5- بعضُ الدعاة تغيرت اهتماماته، فقد كان مُهتماً بالدعوةِ في أغلبِ وقته، ولكنه الآن يفكر في كسبِ المزيدِ مِن المتابعين عبر مواقع التواصل، أو ربما أصبح يفكر في بعض الأمور الدنيوية التافهة بسببِ بعض الدعايات التي تظهر هنا وهناك.

6- بعضُ طُلّاب العلم تغيرت اهتماماته، فقد كان محباً للعلم، يقرأ ويحضر الدروس ويتابعها عبر الإنترنت وينشر الفوائد العلمية هنا وهناك، ولكنَّ القلوب تتغير والأفكار كذلك، فليس هو بصاحبنا الذي نعرف.

والحل هو في تحقيق التوازن في ترتيب تلك الاهتمامات، وأن نُقدم الأولويات على غيرها، وأن نحدد وقتاً لتلك الاهتمامات، حتى نشعر بأننا على المنهج السليم، لأنّ العُمر قصير، والوقت يمضي، والفرص في الحياة كثيرة، فإن نحن عشنا فوضى في الاهتمامات فسوف نستيقظ بعد زمن ونحن لم نكسب شيء، بل ربما أضعنا عدة مُكتسبات نفسية أو أسرية أو مالية، بل إنَّ هناك مَن أضاع دينه ووقع في الكبائر بسببِ الاهتمامات المحرمة التي يُزينها الشيطان وأصدقاء السوء والفراغ.

ومضة: الذي يركز في تفكيره على أهمِّ الأشياء سوف يُحقق إنجازات في حياته، في دراسته، أو وظيفته، أو أسرته، أو تجارته، أو في أموره العلمية والدعوية، وأمَّا الذي يُضيعُ وقتهُ ويُشتت قلبهُ، فلن يُحققَ شيء، ولن يكون له شأن في مستقبله.

نسألُ الله أن يهدينا إلى الصراط المستقيم، وأن يرزقنا الحكمةَ في نظرتنا للحياة، وأن يُبصرنا بفقهِ الأولويات.