إذا أصيب الزوج بأمراض نفسية هل تبقى زوجته معه؟

عدد القراءات : 82

السؤال:

تقول إحدى الأخوات: أنا متزوجة، وعندي 4 أولاد، ولكن حالة زوجي النفسية أصبحت لاتطاق بسبب المرض الذي أصابه، وقد تعبتُ مِن تصرفاته، فماذا أفعل؟

الجواب:

1- يجب أن تعلمي أنّ الحياة الزوجية قد تتعرض لمثل هذه الأحوال الصحية أو النفسية أو المالية الصعبة، وهنا تظهر الأخلاق وحقيقة المحبة بين الزوجين، لهذا أوصيك أن تتعلمي فنون التعامل مع زوجك المُصاب بالمرضِ النفسي، وأهل الاختصاص عندهم جُملة مِن الوصايا في ذلك.

2- ضعي نفسكِ مكان زوجك، وتخيلي أنكِ أنتِ التي تعرضتِ لشيء من الاضطرابات النفسية أو الصحية التي يصعُب علاجها، فهل تحبين أن يقف معكِ زوجكِ أو أن يُطلقكِ أو يتزوج عليك، ولهذا أوصيك أن تحرصي على الذهاب به للمستشفى ومتابعة أدويته ومواعيده، لعل الله أن يشفيه أو يخفف عنه ذلك المرض.

3- إذا كانت حالة زوجك مِن النوع التي يمكن الصبر عليها، فهنا يجب الصبر، مع احتساب الأجر في ذلك، وأما إن كانت حالته النفسية لاتُطاق وقد يكون فيها شيء من الأذى الجسدي أو اللفظي، بسبب مرضه، فهنا يمكن أن نقول: إذا تم اكتشاف ذلك في بداية الزواج، فلاتكملي معه قبل أن يكون لديك أولاد.

وأما إن كان المرض النفسي قد أصاب زوجك بعد سنوات من زواجكم، وعندكم أبناء وبنات، فهنا يجب الانتباه لأمور:
- الحرص على العلاج النفسي النافع بإذن الله، لعله يتحسن ولو لبعض الشيء حتى يمكن التعايش معه.
- إن كان يمكن البقاء معه في نفس البيت ولكن يكون الزوج في مكان لوحده - مثل المجلس - مع الإشراف عليه بين وقتٍ وآخر فهذا جيد، وهنا نستفيد مراعاة حالته، وفي نفس الوقت تسلم الزوجة من الأذى الذي قد يصدر منه، وحتى تتفرغ لتربيةِ الأبناء والبنات في جوٍ من الهدوء.

4- لو طلبت المرأة الطلاق، مع أنه يُمكن التعايش معه، فسوف تكون هناك أضرار كبيرة عليها وعلى الأولاد وعلى الزوج، والمرأةُ العاقلة تفكر جيداً قبل اتخاذ قرار الطلاق.

5- قد يُناسب أن يكون الزوج في المستشفى في بعض الأيام - حسب حالته - ، بمتابعة أحد الأبناء له، وهذا خير من الطلاق الذي يُسبب الشتات بين الأسرة، وقد يهجر الأولاد أبيهم بسببِ مرضه، وهذا هو العقوق الكبير.

6- قد تكون الحالة النفسية صعبة جداً، فهنا قد نوافق على الطلاق، لأنه قد يكون الحل المناسب للجميع، ولأن الزوجة لها حق في الهدوء النفسي، وحتى تتفرغ لأسرتها، بعيداً عن هموم الزوج التي ربما كان لها الأثر السلبي على تحقيق التوازن النفسي والتربوي لأفراد أسرته.

نسأل الله أن يشفي كل مريض، وأن يديم العافية على بيوتنا.