• الاحد 20 جُمادى الآخرة 1446 هـ ,الموافق :22 ديسمبر 2024 م


  • أخبر خطيبتك بهذه المعلومات قبل عقد الزواج

  •  

    من وجهة نطري ، بعد أن يتم اختيار الزوجة وقبل البدء في ترتيب يوم عقد الزواج المُسمّى بالملكة ، أقترح على الزوج أن يتواصل مع خطيبته في تنسيق لطيف ليخبرها ببعض المهمات في شخصيته وطبيعة حياته ، ويمكن أن يكون التواصل برسالة لجوالها ، أو بالتنسيق مع والدها أو أخوها .

    وتحتوي هذه المعلومات مايلي :

    ماذا تحب وماذا تكره بشكل عام في حياتك ، وطبيعة عملك ودوامك ، أو دراستك ، رغبتك في السكنى في أي مدينة ، مقدار راتبك ، وليس شرطاً أن تخبرها به على التحديد ، ولكن بالتقريب ، كأن تقول : راتبي متوسط ، أو راتبي قليل " قريب من الخمسة آلاف مثلاً " .

    وقد تسأل ، لماذا كل ذلك ؟

    فأقول : في هذا الزمن ، تبين أن بعض الفتيات لايصبرن على الرجل ، وبعد أشهر من الزواج تشعر بالصدمة من اكتشافها لطبيعة حياته الوظيفية أو الأسرية أو المالية .

    فحينما يتم توضيح ذلك قبل العقد تتضح الصورة لها ، فإن أعجبتها طبيعة حياتك فالحمد لله ، وإن لم يعجبها فتوقف عن إكمال الزواج بها لأنها لن تتناسب مع وضعك .

    وهنا أمثلة لبعض القصص التي وقفتُ عليها :

    مثال ١ :

    تزوج أحدهم ، وكان ذلك الزوج يعمل في مدينة تبوك وتزوج فتاة من منطقة جدة ، وبعد زواجه بشهر ، ذهب بزوجته لأهلها للسلام عليهم .

    فقالت : أريد الجلوس معهم أسبوع ، فسمح لها بذلك .

    ثم قالت : أريد البقاء شهراً كاملاً للراحة ، فوافق ، ولكنها رفضت بعد ذلك الرجوع له .

    وقالت : مدينتك لاتناسبني لأنها ليست كمدينتي وبعيدة عن أهلي .

    وبعد محاولات وعدة حوارات رجعت ، والحمد لله .

    فلو أن تلك الزوجة عرفت - قبل عقد الزواج - طبيعة عمله وأنه مستقر في تلك المدينة ولن ينتقل منها لفترة طويلة ، لأنه مرتاح في عمله وفي مدينته ، لقررت قبل الموافقة عليه أن تتزوجه أو لا .

    أما أن تتزوج ، ثم تطالبه كل فترة " أريد أهلي ، لماذا لاتنقل من مدينتك ، أنا لا أشعر بالاستقرار هنا " وغيرها من العبارات التي تسبب للزوج القلق والتوتر وربما الندم على الزواج منها ، فهذا لايصح .

    وأعرفُ كثير من الزملاء كانوا يعملون معي في مدينة تبوك ولكنهم انتقلوا منها بسبب ضغط زوجاتهم اللواتي لم يقدرن على البعد عن أهاليهنّ وقد تكبد البعض منهم خسائر نفسية ومالية لايحيط بها قلم .

    مثال ٢ :

    تزوج أحدهم ، وبعد مضي شهرين تفاجئت زوجته من راتبه ، واستغربت من تلك الديون التي عليه ، وتضجرت من ذلك لأنه يرفض السفر بها للخارج ، وأصبح يرفض بعض الطلبات المالية بسبب الوضع المالي الصعب .

    إنها لو عرفت مقدار راتبه قبل زواجها وأن ظروفه المالية كذا وكذا ، وأنه استدان للزواج نحو سبعين ألف ، وعنده أجار وفواتير ونحو ذلك ، فسوف ترضى بالأمر الواقع .

    مثال ٣ :

    تزوج ذلك الشاب ، ولم تكن تعرف زوجته أنه ساكن مع والدته وأخواته في نفس العمارة ، نعم لها شقة لوحدها ولكنها لم ترغب في القرب من أهله لهذه الدرجة خوفاً من المشاكل التي تسمع عنها عند بعض النساء .

    وبعد الزواج بدأت تعاتب زوجها .

    إنها لم تسأله قبل زواجه عن تفاصيل السكن ، وهو لم يخبرها قبل عقد الزواج بها ، وهكذا تبدأ سلسلة من المشكلات .

    مثال ٤ :

    تزوج ذلك الشاب ، ولم يخبر زوجته قبل عقد الزواج أنه يعمل في شركة والدوام فيها لفترتين ، صباحية ومسائية .

    وبعد الزواج اكتشفت ذلك ثم بدأت تعاتبه ، وتقول أنت لاتجلس معنا ، طبعاً هو لايجلس معها لأجل دوامه ، ولكنها لم تكن تتوقع أن دوامه بهذا الارتباط .

    وهكذا تبدأ الصراعات والحوارات عن تغيير وظيفتك ، وكيف أزور صديقاتي ، وكيف أذهب للسوق ونحو ذلك من الشكاوى .

    فلو أنها عرفت قبل الزواج بذلك ووافقت فهنا لاجدال معها لأنها وافقت على ذلك ، ولكنها ولأنها لم تعرف ذلك شعرت بالخيبة والندم على هذا الزواج .

    إن هذه القصص ليست من نسج الخيال ، بل هي جزء من عشرات القصص التي تتكرر بصيغ أخرى .

    إن الزمن تغير ، وتغيرت معه المشكلات الأسرية ، حتى إنني أستقبل أسبوعياً عشرات الاستشارات التي تبدو غريبة ، بسبب تغير الظروف والأحوال لدى الرجال والنساء .

    هذه وجهة نظري حيال هذا الموضوع ، وربما فاتني بعض الصواب .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    موعظة القلوب

    0:00

    تأملات من قصة آدم عليه السلام

    0:00

    خطبة عيد الفطر

    0:00

    أحكام الحيض والنفاس

    0:00

    المرأة وطلب العلم

    0:00



    عدد الزوار

    5077596

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 27 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1611 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة