كلنا نفرح بحلقات التحفيظ ( حفظ القرآن والحديث ).
التي عمّت البلاد وانتفع بها المئات بفضل الله، فكم مِن حافظٍ وحافظةٍ لكتابِ اللهِ تعالى ولسُنّةِ النبي ﷺ .
وكم مِن برامج متنوعة ساهمت في تزكيةِ أولئك الطُلاّب حتى أصبحوا قادةً في الخير.
وعندي إلماحة يسيرة لكل مَن له مشاركة في إدارةِ الحلقات.
أقول: إن الطالب الذي بين يديك يتكون مِن جسدٍ وروحٍ وعقل، وهو الآن صغير ليس عنده أي اهتمامات إلا الحفظ، ولكنه غداً سيتحمّل عدة مسؤوليات في حياته لنفسهِ أو لأسرتهِ أو لمجتمعه.
إنّ هذا العُمق في النظرةِ لطالب التحفيظ، يجب أن تتولد منه رؤية شاملة لتلك البرامج التي تُقدمونها للطُلاّب، حتى يحققوا التوازن العلمي والتربوي والفكري.
إنّ مِن أوجب الواجبات أن تكون هناك عِدّة برامج تساهم في الرقي بطالب التحفيظ في شتى مجالات الحياة، وهنا بعض المقترحات لعناوين عامة، ثم لك أن تنظر فيها وتُضيف أو تُعّدل عليها حسب خبرتك وحكمتك.
الهدف الأول: حفظ القرآن بإتقان مع التجويد، وهناك عدة طرق لتحقيق هذا الهدف ومنها:
1- تخصيص لمقدار الحفظ اليومي.
2- التلقي عن شيوخ القرآن المتقنين.
3- سرد قصص الُحفّاظ.
4- اللقاء مع الُحفّاظ.
5- إقامة المسابقات الشهرية للحفظ، وغيرها، ويدخل في ذلك أيضاً حفظ الحديث النبوي.
الهدف الثاني: البناء الروحي، أي الإيماني.
وهنا أقول: قد نرى طالب يحفظ عشرة أجزاء بدون أن يخطئ في حرف، ولكنك قد تراه مُقصراً في الصلاة، مُتساهلاً في بعض الذنوب، فهل يصح هذا؟
قد يقول قائل: إنك لاتهدي من أحببت، فأقول صدقت، ولكن يجب العناية بتزكية قلب ذلك الطالب ليحقق التقوى بإذن الله في حياته.
وقد قال الله عن نبيه ﷺ ﴿لَقَد مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤمِنينَ إِذ بَعَثَ فيهِم رَسولًا مِن أَنفُسِهِم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ ﴾[آل عمران: ١٦٤].
فانظر في مهمات النبي ﷺ: التعليم، تلاوة القرآن، تزكية النفوس.
وهناك عدة طرق لتحقيق هدف التزكية ومنها:
1- إقامة دروس ومواعظ إيمانية.
2- رحلات للعمرة.
3- جلسات أسبوعية فيها شيء مِن الموضوعات عن حياةِ الأنبياءِ والصحابةِ والعلماء.
3- سماع الطالب لعدة دروس في الأسماء الحسنى، وأعمال القلوب.
4- الجلوس مع العلماء للاستفادة مِن علومهم وأخلاقهم.
الهدف الثالث: البناء الفكري، ويشمل توعيته فكرياً بطبيعة الحياة، وفنّ إدارة الضغوط، وقواعد النجاح، ومهارة اتخاذ القرار، وغيرها مِن العناوين المهمة، التي تجعل الشاب ينشأ وعنده تكامل في شخصيته.
وهناك عدة طرق لتحقيق هذا الهدف، ومنها:
1- حضور دورات تدريبية ميسرة في تلك العناوين.
2- سماع محاضرات عن تلك الموضوعات مع تلخيص أهم الفوائد منها.
3- إقامة ورش عمل للمناقشة مع الطالب في تلك العناوين لاختبار قدرته على إتقان تلك العلوم.
أيها المشرف على حلقات القرآن أو الحديث، أتمنى أن توقن أن ذلك الطالب سيكون غداً موظفاً وزوجاً ومديراً وعسكرياً ومدرساً وربما وزيراً وتاجراً.
إن إدراك هذا البعد التربوي يجعلك لاتفكر فقط في مجرد حفظه للسورة أو للحديث، بل يجب أن تكون همّتك لما وراء ذلك، فحتى لو لم يحفظ اليوم فيمكن أن يحفظ غداً.
ولكن لايصح أن يعيش بين يديك عِدّة سنوات وهو لم يتعلم منك أو ممن معك تلك المعلومات المهمة التي تساعده على النجاح في الحياة.
ومضة: لابد من مراعاة أعمار الطلاب عند طرح مثل هذه الموضوعات.
مكتبة الصوتيات
الحسد.. دليل النجاح
0:00
همسات حول الشتاء
0:00
رسائل للزوجة
0:00
اعمل ما تحب
0:00
رسائل للتائبين
0:00

عدد الزوار
5533772
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 33 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1640 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |