السؤال:
حينما تضيق علي أبواب الرزق، وأرى غيري يتمتع بالمال، أشعر بالحزن والضيق، علماً بأني أدعو الله كثيراً، وأبذلُ الأسباب، فما توجيهك لي؟
الجواب:
1- يجب أن نعلم أن هذه الدنيا دار ابتلاء في كل جوانب الحياة، ومنها أمور الرزق والمال والوظيفة وغيرها، وقد يُضيّق الله عليك تلك الأبواب من باب الابتلاء، قال تعالى (ولنبلونكم بشيء من الخوفِ والجوعِ ونقصٍ مِن الأموالِ والأنفسِ والثمرات وبشر الصابرين).
2- تأكد أن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لايحب، ولكنه لايعطي الدين إلا من يحب، فإذا رزقك الله التقوى فأنت الغني حقاً.
3- انظر في سيرة نبيك صلى الله عليه وسلم الذي ذاق من البلاء أعظم منك فقد كان يمر عليه الشهرين والثلاثة ولايوجد في بيته إلا التمر والماء، ومع ذلك هو في قمة الرضى بالله تعالى.
4- ابذل كل سبب يوصلك إلى الرزق، وإذا أغلق عنك باب فابحث في باب آخر، وفكّر بطرق جديدة لكسب الرزق، وكم رأينا من أشخاص بحثوا ففتح الله عليهم في أبواب الرزق لأنهم فكروا بطريقة جديدة، كما هو الحال في التجارة الإلكترونية التي نسمع عنها، وربما كسبوا من المال أكثر مما يجده أصحاب الوظائف العادية.
5- إذا دعوت الله ولم يستجب لك فهذا لايعني أن الله لايريد لك الخير، لأن الدعاء له ثلاثة أحوال كما في الحديث " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ : إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا ، قَالُوا : إِذًا نُكْثِرُ ؟ قَالَ : اللَّهُ أَكْثَرُ " رواه أحمد، وصححه الألباني في " صحيح الترغيب والترهيب ( 1633 ) .
6- استمر على الدعاء، ولاتستعجل الإجابة، وفي الحديث " يستجاب لأحدكم مالم يعجل فيقول قد دعوت فلم يستجب لي " رواه مسلم.
7- اعلم بأن الله هو الحكيم العليم في تقديره، فإذا تأخر عنك الرزق أو الوظيفة، أو تكالبت عليك الديون، فلله حِكمٌ في ذلك، وهو أحكم الحاكمين سبحانه وتعالى.
8- انظر إلى من وقع في بلاء أشد منك، فإن كان عليك دين بخمسين ألف، فهناك من عليه ديون ربما بمليون، وإن كنت لاتملك وظيفة فهناك من عنده وظيفة ولكنه يعاني من أمراض عجيبة في نفسه أو أهله، والقصص كثيرة التي نراها لأناس يعانون أشد مما نعانيه في الحياة، فاحمد الله على ما أنت فيه.
9- كن قنوعاً بما رزقك الله، قال صلى الله عليه وسلم: وارْضَ بما قسم اللهُ لك تكن أغنى الناسِ. رواه الترمذي بسند حسن، فكن راضياً من كل قلبك براتبك، بمنزلك، بسيارتك، وهذا الرضى ناتج من يقينك بالله تعالى، ومن عاش في بستان الرضى ذاق حلاوة الإيمان، كما في صحيح مسلم " ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً ".
فإذا كنتَ ترضى بأنّ الله ربك وخالقك، فكن راضياً أيضاً بأقداره عليك.
10- يجب أن يتعاون كل زوجين في تحقيق الرضا بالحال التي هم فيها، فلا يناسب أن تمارس الزوجة الضغوط على زوجها وتطالبه بما لايقدر عليه من المال، لأن الزوج سيشعر بالمزيد من الهموم، لأن زوجته لم تشاركه الهمَّ الذي يعيشه.
فالواجب على الزوجة أن تصبر مع زوجها وتُظهِر قناعتها بالحال التي هم عليها، وتُشجع زوجها على الاجتهاد في طلب الرزق بدون أن تُشعِره بأنه مقصر أو أن الناس يعيشون في حياةٍ أحسن منهم، وكم يتمنى كل زوج أن يدخل إلى بيته فيجد الزوجة القنوعة الراضية التي تشارك زوجها رغيف الخبز والأكل البسيط بدون أي اعتراض أو شكاوى أو مقارنة بأحوال الناس الذين هم أغنى منهم.
11- جاهد نفسك على دفعِ الخواطر التي قد تجعلك تعيش التسخط على أقدار الله، قال تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سُبلنا ).
12- قد تكون بعض الذنوب هي السبب في نقص الرزق، قال تعالى ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) ، فعليك بالتوبة وكثرة الاستغفار لعل الله أن يفتح لك أبواب الرزق.
13- أحسن الظن بالله تعالى، وكن موقناً بأن الله سيكشف عنك ما أصابك وسيرزقك المال الطيب والوظيفة المناسبة، قال تعالى ( فما ظنكم برب العالمين ) ، وكم رأينا من أناس ضاقت عليهم أبواب الرزق ففتح الله عليهم أبواب أخرى لم تكن في الحسبان، قال تعالى ( سيجعلُ اللهُ بعد عُسرٍ يُسرا ) وقال سبحانه ( لا تدري لعل الله يحدثُ بعد ذلك أمرا ) ، فالبلاء لن يطول، وسوف يستجيب الله لك ويغير حالك إلى الأفضل في الأيام القادمة.
نسأل الله أن يرزقنا الرضى والقناعة وأن يقضي عنّا ديوننا، وأن يفتح لنا أبواب فضله إنه جوادٌ كريم.
مواد آخرى من نفس القسم
مكتبة الصوتيات
الابتلاء
0:00
صفحات مضيئة من حياة السلف
0:00
رسائل في طلب العلم
0:00
ثلاث مشكلات في البيوت
0:00
مع القرآن
0:00
عدد الزوار
4970399
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 24 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1596 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |