السؤال: كيف نربي بناتنا على العفاف والستر؟
الجواب: قبل البدء لابد أن نذكر بمسائل:
1- لابد أن نعلم الفرق بين العفاف والستر، فالعفاف صفة داخلية، والستر هو شيء ظاهر، والغالب أن من كانت عفيفة فهي أيضاً تحرص على الستر.
2- من الضروري أن يكون الوالدان على قناعة تامة بالحجاب والعفاف حتى يمكنهم غرس ذلك في نفوس بناتهم من الصغر، وأما إن كان الوالدان أو أحدهما ضد الحجاب والستر فمن الطبيعي أن يحصل التقصير في تحقيق ذلك الهدف.
3 - لابد أن نربي البنات على المعنى العميق للحجاب وهو تحقيق الستر والعفاف وليس على المعنى الظاهر الذي هو مجرد لبس العباءة، فقد تنشأ البنت وهي تقع في مخالفات في ألفاظها وأفعالها والأم في غفلة عن ذلك، ثم إذا بلغت البنت ولبست العباءة، فإنها تلبسها ظاهراً ولكنه حجابٌ هش بدون معاني تربوية عميقة.
4- يجب أن نعلم أن المهم ليس هو لبس العباءة فقط، لأن البنت قد تلبس العباءة ولكنها قد ترتكب عدة مخالفات مع أنها لابسة للعباءة، ومن ذلك:
- أنها قد تجلس في السوق وهي واضعة قدم على قدم، قد ظهر بنطالها كاملاً، وقد رمت بالعباءة جانباً، والرجال بجانبها، فهذه البنت قد تظن أنها محجبة لأنها قد لبست العباءة، ولكنها في الحقيقة ليست عفيفة، لأنها جلست بطريقة تلفت أنظار الرجال، فأين العفاف والستر الذي يحبه الله ويرضاه؟
- بعض البنات تلبس العباءة ولكنها تظهر وجهها وقد وضعت المكياج، وأخرجت شعرها للناس، فهل يكفي أنها تلبس العباءة؟
نعود للسؤال السابق، وهو كيف نربي بناتنا على العفاف والستر مع الحجاب، فهنا عدة وسائل:
1- الحوار معهم حول الحجاب وفوائده للفتاة وأنه يحفظها من النظرات المحرمة والاعتداءات اللفظية والفعلية من الشباب المنحرف، مع ذكر الأدلة بأسلوب يناسبهم.
2- تحدَّث مع بناتك عن أحوال البنات في المجتمعات التي تساهلت في العفاف، وماذا يعانون من جرائم، كالتحرش والاغتصاب وغيرها.
3- القدوة الحسنة من الأم والمعلمات والأقارب، لأن القدوة تصنع الكثير في نفوس البنات.
4- قراءة المقالات والتغريدات - مع البنات - التي تتحدث عن الحجاب والعفاف، والتعليق عليها بما يناسب أعمارهن.
5- دور المدرسة والجامعة في تفعيل أهمية الحجاب يساعد في تربية البنات على ذلك.
6- تذكير البنات بأن الإسلام لا يهمش جمال البنت وعنايتها بالزينة، ولكنه يجعل ذلك في محيط مجتمع البنات وليس في أماكن وجود الشباب والرجال.
7- الدعاء، أعظم سبيل لحفظ بناتك من الشرور والفتن، فادع لهم في سجودك - وفي مواطن الإجابة - بأن يشرح الله صدروهم للعفاف والتقوى والبعد عن الذنوب.
8- تخويف البنات بعاقبة التبرج، وأن المعاصي التي يتعدى ضررها للمجتمع ليست كغيرها، وأوضح حديث في التخويف هو حديث " صنفان من أهل النار لم أرهما، ومنهم ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات " رواه مسلم .
ومعنى كاسيات عاريات أي لابسات ولكن اللبس يفتن بطريقته وهيئته وكأنها عارية لأنه ضيَّق أو شفَّاف أو يلفت أنظار الرجال بطريقة ما.
وأما معنى مائلات، أي: مائلات عن العفة والاستقامة بالمعاصي والسيئات.
ومعنى مميلات، أي يدعين إلى الشر والفساد، فهنَّ بأفعالهنَّ وأقوالهنَّ يملن غيرهن إلى الفساد والمعاصي.
9- يجب أن تعلم البنت أنها مسؤولة عن نفسها وأنها محاسبة أمام الله عن كل شيء، ولنفترض أنها تعيش في بيئة مقصرة في الحجاب كأن تكون صديقاتها لا يتحجبن أو أن والدتها كذلك، فهذا لا يعني أن تتساهل في ذلك، فالمسؤولية أمام الله لكل شخص لوحده، قال تعالى ( يوم تأتي كل نفسٍ تجادل عن نفسها ).
10- إذا كانت ابنتك تتابع مقاطع عن الحجاب، فقد تسمع بعض الكلام الذي يقلل من قيمة الحجاب والستر والعفاف، فيأتي دورك في الإجابة عن تلك الشبهات، وإقناع ابنتك أن تلك المقاطع تهدف إلى زعزعة الثوابت الشرعية والقيم الإسلامية، وهذا يتطلب منك أن تزداد علماً في المسائل التي تعالج هذا الموضوع، مثل سماع المحاضرات أو قراءة البحوث التي تناولت مسائل الحجاب.
نسأل الله أن يحفظ المجتمع من كل سوء.
مواد آخرى من نفس القسم
مكتبة الصوتيات
50 خاطرة في طلب العلم
0:00
تلاوة من سورة التوبة 38-40
0:00
تلاوة من سورة الرعد - 28-29
0:00
الاهتمام بالزوجة
0:00
ياليتني قدمت لحياتي
0:00
عدد الزوار
5077596
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 27 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1611 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |