• الاحد 20 جُمادى الآخرة 1446 هـ ,الموافق :22 ديسمبر 2024 م


  • لماذا ندم هؤلاء ؟



  • في
    بعض المجالس كنتُ التقي ببعض الشباب، فيطرح بعضهم عدة مواضيع، وكنت أجيبُ بالتفصيل.

    ثم أضعُ القواعد العامة في الاستشارات، وخاصةً فيما يتعلق باتخاذ القرارات الكبرى في الحياة كالزواج أو التعدد أو القضايا المالية كالقروض أو شراء العقار، أو الاستشارات المتعلقة بالوظيفة كالانتقال لبلدٍ آخر أو التقاعد المبكر.

    والغريب في الموضوع أن البعض يتعجب من الجواب المُفصّل والمُقنع، ويرى أنه نوعٌ من التشدد.

    والطريف أنّ هؤلاء كلهم كانوا يمزحون في رفض الفكرة، ويقولون الحياة حلوة ولابد من المغامرة.

    ولكن ماهي إلا أشهر أو سنة أو سنتين، إلا وقد رأيتُ أكثرهم في ندمٍ كبير، وفوضى في الحياة، فهذا طلّق زوجته، والثاني تزوج بأخرى ثم طلّقها بعد شهر لأنه استعجل في التعدد بدون أي تفكير وترتيب، والثالث فصل من وظيفته ليتفرغ للتجارة ولكنه فشل، والآن يحاول الرجوع للوظيفة، والرابع اشترى عقار لمدة عشرين سنة ولم يتخيل حجم المعاناة والديون التي تكالبت عليه، وضغط الأسرة عليه في الطلبات الأخرى.

    وكل هؤلاء قد جلستُ مع كل واحدٍ لوحده وحذّرته، ولكن دون جدوى، والآن عرفوا معنى اتخاذ القرار، ويقولون ياليتنا لم نغامر في الحياة .

    وفي المقابل فإن كل شخص ممن أعرف كان ينفذ قواعد اتخاذ القرار بكل احتراف، فإنه قد نجح بفضل الله.

    فهذا نجح في إكمال دراسته حتى الدكتوراة، والثاني ناجح في مشاريعه الاقتصادية، والثالث مستقر مع أسرته لأنه كان يتأنى في كل قرار يتعلق بهم ويستشير دائماً.

    وهكذا تتعدد صور النجاح لكل من يتقن قاعدة اتخاذ القرار مع الاستشارة في الوقت المناسب.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    الدعوة سبب لصلاح الأسر

    0:00

    الإحسان

    0:00

    الشباب والشهوة

    0:00

    وقفات تربوية في التسامح

    0:00

    مقدمة شريط/ 40 نداء لطالب التحفيظ

    0:00



    عدد الزوار

    5077596

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 27 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1611 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة