في المجتمع العلمي تظهر خاطرة عند بعض الفضلاء ممن فتح الله عليهم في أبواب أخرى من الخير كالمشتغلين بالعبادة أو العمل الخيري أو الدعاة إلى الله، وهي أن الأفضل لأهل العلم أن يقلدوهم فيما هم فيه مِن الأعمال ويتركوا العلم أو يُخففوا من طلبه، وهذا التفكير وُجِد عند بعض السلف ، وتأمل هذه القصة:
أن عبد الله العمري العابد، كتبَ إلى الإمام مالك يحضّهُ على الانفراد والعمل، فكتب إليه مالك: إن الله قسم الأعمال كما قسم الأرزاق، فرُبّ رجلٍ فتح له في الصلاة، ولم يُفتح له في الصوم، وآخر فُتح له في الصدقة، ولم يُفتح له في الصوم، وآخر فُتح له في الجهاد، فنشرُ العلم مِن أفضل أعمال البر، وقد رضيتُ بما فُتِح لي فيه، وما أظنّ ما أنا فيه بدونِ ما أنتَ فيه، وأرجو أن يكون كِلانا على خير . السير 8 / 114
ومعنى القصة باختصار، أن هذا الرجل العابد أرسل للإمام مالك وهو المعروف بعلمه وتعليمه للناس في المدينة النبوية، أن يترك ذلك ويتفرغ للعبادة، فأرسل له مالك بأن الله قسم الأعمال كما قسم الأرزاق وأنه قد يكون الله قد فَتحَ لك في العبادة ولكنه قد فَتح لي في العلم والتعليم وكِلانا على خير وفضل، بدون أن ينتقص أحدٌ الآخر، وهذا المفهوم يجب أن يدركه الفضلاء عموماً، وأن لايشعر أيّ واحد مُشتغل بالخير أنه الأفضل من غيره، وأن يتأكد أن غيره على خير ، وأنّ المسلمين بحاجةٍ إلى جميعِ التخصصات الأخرى، كالعلم والدعوة والإغاثة وغيرها.
وتأمّل في أدبِ الإمام مالك وحكمته في الجواب حتى تُدرك أن العلم يجب أن يظهرَ على صاحبه في اختيار الأجوبة التي يُخاطب بها الناس.
مكتبة الصوتيات
فضل الدعوة إلى الله
0:00
أخطاء في الدعاء
0:00
تزويج الأبناء
0:00
تلاوة من سورة الواقعة
0:00
تلاوة من سورة آل عمران 185
0:00
عدد الزوار
5206458
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 29 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1627 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |