تاب التاجر بسبب أمانة الشيخ أحمد

عدد القراءات : 259

هذه قصة جميلة للشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى (١٢٥٣ - ١٣٢٧ هـ)
وهو أحمد بن إبراهيم بن عيسى من قبيلة بني زيد القبيلة المشهورة بشقراء، وقد شرح نونية ابن القيم رحمه الله تعالى.

والقصة هي: أنه كان يتردد على مكة وجدة للتجارة، وكان غالب تجارته في الأقمشة القطنية وكان يتعامل مع التاجر عبد القادر التلمساني أحد تجار جدة، وكان يدفع له أربعمائة جنيه ويشتري بألف ويسدد الباقي أقساطاً، ودام التعامل بينه وبين التلمساني زمناً طويلاً.

وكان الشيخ أحمد صادقاً وأميناً وقد أثّر هذا في نفس التلمساني حتى أخذ يبيعه كل ما يحتاج إليه مؤجلاً ويسدده فيما بعد على أقساط.

وقال له التلمساني: أني عاملتُ الناس أكثر من ثلاثين عاماً فما وجدتُ أحسنَ من التعامل معك يا وهابي، ويظهر أن ما يُشاع عنكم يا أهل نجد مُبالغ فيه من خصومكم السياسيين بسبب الحروب التي وقعت بينكم وبين أشراف مكة والمصريين والأتراك، فقد أشاعوا عنكم أقوالاً منكرة.

فسأله الشيخ أحمد أن يبينها له، فقال له التاجر التلمساني: يقولون إنكم لا تصلون على النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تحبونه.

فأجابه الشيخ أحمد: سبحانك هذا بهتان عظيم، كيف ونحن نعتقد أن من لا يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير أن صلاته باطلة، ونعتقد أن من لا يحبه كافر، وإنما نحن أهل نجد ننكر الاستغاثة والاستعانة بالأموات، فلا نستغيث إلا بالله وحده ولا نستعين إلا به سبحانه كما كان على ذلك سلف الأمة، واستمر النقاش بينه وبين التلمساني ثلاثة أيام وأخيراً هدى الله التلمساني للحق وصار موحداً ظاهراً وباطناً.

ثم هذا صار التلمساني - رحمه الله - من دعاة العقيدة السلفية وطبع على نفقته كتباً كثيرة من كتب السلف.

ومضة: انظر كيف تتم تشويه الدعوة السلفية التي جاء بها الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى، ثم تأمل كيف تكون ثمرة الدعوة بالأخلاق والصدق في البيع والشراء.

القصة في كتاب " علماء نجد خلال ثمانية قرون " للبسام .