الداعية الذي اختار سيرلانكا

عدد القراءات : 673

كان هناك أحد الدعاة يعمل في مكتب الجاليات بتبوك اسمه رضوان وهو من سيرلانكا، وكان يقيم دروس عندي للجاليات بعد صلاة الجمعة في جامع الملك عبدالعزيز بتبوك من عام 1425هـ حتى 1428هـ .

وفي أحد الأيام قال لي: ما رأيك أن أذهب لبلدي سيرلانكا وأكون هناك داعية لأن البلاد هناك في حاجة ماسة لداعية من أهل البلد.

فقلت له: إذا كانت المصالح الدعوية هناك أكثر فأوصيك بالرجوع لبلدك.

فقال: ولكن من يعطيني راتب لأتفرغ للدعوة؟

فقلت: وكم تحتاج؟

قال: 900 ريال.

فقلت: سأبحث لك عن شخص يتكفل بذلك بإذن الله.

والحمد لله وجدتُ أحد الإخوة الذي بقي لنحو 18 سنة وهو يعطيه راتب شهري ليتفرغ رضوان للدعوة هناك، ولقد وفق الله ذلك الداعية فقام ببناء الآبار والمساجد هناك بطريقة رسمية عند الدولة وبالتعاون مع المحسنين.

وقام بمئات البرامج الدعوية هناك، وترجمة القرآن وبعض الكتب الأخرى، وله عدة برامج أخرى لايمكن حصرها، وأسلم على يديه مجموعة من الناس هناك.

من فوائد القصة:

1- كفالة الدعاة في الخارج تعتبر وسيلة دعوية مهمة ونافعة جداً، وتساهم في نشر المنهج الإسلامي المتوازن.

2- مكاتب الجاليات في بلادنا تقوم ببرامج نافعة جداً، وتتفاوت فيما بينها تفاوتاً كبيراً بحسب نشاط الدعاة والاستفادة من الخبرات وعلو الهمة والميزانية المالية، وغيرها من أسباب التميز لدى المكاتب الدعوية.

3- هنيئاً لذلك الرجل الذي أنفق ماله في كفالة ذلك الداعية، وليبشر بالحسنات التي ستبقى له بإذن الله بسبب تلك البرامج الدعوية التي انتفع الناس بها هناك، وياليت أن التجار يفكرون في مثل هذا العمل الذي سينفعهم في الدنيا وفي القبر وفي الآخرة.

4- الكنائس لديهم دعاة متفرغون للتنصير في الكثير من الدول وعندهم الدعم المادي الكبير، وياليت أن الفضلاء من رجال الأعمال والدعاة يدرسون كيف يمكنهم إرسال الدعاة لنشر الإسلام في كافة البلاد.

مواد آخرى من نفس القسم

الدعاء يفتح القلوب

زيارتي لدار الملاحظة - خواطر وتنبيهات

مات وهو صائم وعمره ( 16 ) سنة

مكتبة الصوتيات