تجارب دعوية من أفريقيا

عدد القراءات : 726

حدثني أحد الدعاة القادمين من أفريقيا وقال :

1- كنا إذا دخلنا قرية نتألف قلوبهم بأن نذبح لهم بقرة ثم نوزعها عليهم وكان هذا الفعل مؤثراً كثيراً في محبتهم لنا وفي قبول دعوتنا .

2- في الغالب أننا نجد استجابة سريعة من الكفار للإسلام بسبب الهدايا التي نقدمها لهم والكلمات الطيبة والتعريف البسيط عن الإسلام .

3- أكبر مشكلة نواجهها أننا حينما نخرج من القرية نتفاجأ بأنه لايوجد أحد من أهلها يعرف الأحكام ، أي لايوجد عندهم داعية متفرغ ، وهذا الأمر من أكبر الصعوبات التي تكون للمسلمين هناك ، لأن الداعية الذي يبقى عندهم ويتنقل بين القرى القريبة يعتبر هو المرجع لهم في التعليم .

4- كنا نجد صعوبة في التنقل بين المدن ، وأذكر أننا مشينا 8 ساعات بالسيارة لأجل أن نقطع مسافة 200 كيلو ، فلاحظ أن المسافة قصيرة 200 ك ، ولكن لأن الطرق وعرة جداً فكان الوقت الذي نقضيه كثيراً ، ولكن ما أجمل التعب في سبيل الدعوة إلى الله ، ( ولربك فاصبر ) .

5- ركبنا مع سائق تاكسي غير مسلم ، فعرضنا عليه الإسلام فقال : لا أذكر أن أحداً دعاني للإسلام مع أن لي أصدقاء مسلمين ، وبفضل الله وبعد 3 دقائق من الكلام معه دخل في الإسلام .

6- في إحدى القرى دخلناها فوجدنا أغلب أهلها غير مسلمين ولكنهم يحبون المسلمين لحسن تعاملهم معهم ، فجمعناهم ودعوناهم للإسلام .
ومن المتقرر أنك في أفريقيا إذا كنت تريد أن تدعو غير المسلمين دعوة جماعية فمن الضروري أن تدعوهم بعد إذن رئيس القبيلة ، فلما فرغنا من الكلام قال الرئيس : أنا أعلم أن الإسلام حق وسوف أفكر فيه .
ومن حسن الحظ أنه كان معنا تمر وماء زمزم ، والعادة أننا نوزعه على المسلمين ولكن إذا دخلنا قريه فيها مسلمين وغير مسلمين فإننا نعطيهم كلهم .
فوزعنا عليهم فسأل : ماهذا ؟ فشرحنا له ماهو التمر ، وماقصة ماء زمزم .
فقال : وجدنا وسمعنا وقرأنا في كتبنا أن هذا طعام الأنبياء وشرابهم فما أحد جائنا قبلكم بهذا ، فالآن تيقنت أن الإسلام دين الحق فأنا أريد الدخول بالإسلام ، فنطق الشهادة ومن معه من أهل القرية كلهم .

7- ومما وجدنا ، أن الناس تتأثر من رؤية الدعاة وبالذات العرب لأنهم يسمونهم أحفاد الصحابة .
وأذكر أنني قابلتُ رجل كبير بالسن وكان يبكي ويقول : والله لو حدثني أجدادي وآبائي أنه في يوم من الأيام سيأتي العرب لم أصدقه .
ولكن الآن العرب أمامي فالحمد لله ، ولكن أبشركم أن مجيئكم هذا كفيل أن يصد الباطل عدة سنوات ، فنحن سوف نخبر دعاة الباطل من النصارى والشيعة وغيرهم أن العرب وأحفاد الصحابة وأهل الدين الحق أتو إلى هنا .

8- وجدنا أن الذي يملك السوبر ماركت هناك أشخاص من الشيعة ، وهم يشتغلون هناك في تغيير عقائد الناس ، والغالب أن الناس يستجيبون لهم لأنهم في جهل كبير .

9-وجدنا كثير من المُنصّرين يعملون هناك بشكل عجيب .

10- من المتقرر أن دعوة الباطل ضعيفة جداً ، ولقد ثبت لنا أنهم يجتهدون سنوات عديدة ، ولكن يأتي الدعاة الصادقون وهم يحملون الحق فيختفي الباطل في ساعات قليلة ، لبركة الحق وبركة الدعوة ، وربنا يقول ( ولينصرنّ الله من ينصره ) .

11- وجدنا كنائس لها مئات السنين ، يأتي الدعاه بأموالهم وقد يكونون تابعين لمؤسسة دعوية فيشترونها ويجعلونها مساجد ، فيختفي صوت الجرس والباطل ويتحول إلى صوت الأذان وصوت الحق .

--
وهنا تعليقات :

1- لماذا لايتفق بعض الدعاة أن يرحلوا للدعوة في كل سنة ، ولكن هذا الهدف يحتاج لعدة عوامل لنجاحه ؟

2- ياليت أن التجار يخصصوا شيئ من أموالهم لدعم الدعاة .

3- أقترح على الجامعات ذات التخصصات الشرعية أن تزيد من نسبة قبول الطلاب القادمين من الدول البعيدة لأنهم سيكونون دعاة في بلادهم وهذا مما يقوي الدعوة في تلك البلاد ويزيد من نسبة المسلمين هناك .

4- لماذا لانجعل الناس يفكرون بالدعوة ونقل الإسلام للناس ؟

5- أيها الداعية لا ننتظر أحد يعطيك المال لترحل للدعوة ، أنفق أنت لدين الله كما تنفق على عيالك ؟

6- أدعوك أيها الداعي إلى الله التمسك بلباس السُنّة ، ورفع الأذان وإقامة الصلاة بأي مكان بالعالم ، فوالله إن لها أثراً لايعلم به إلا الله .

7- تأكد أيها الداعي أن الدعوة ليست عملاً عادياً ، فكل الخير الذي تراه في الأمة فسببه الدعوة إلى الله .

مواد آخرى من نفس القسم

ذكريات من حياتي مع الشيخ السدحان

ابن عثيمين يطرد النوم

أطعمته شهراً فأسلم

مكتبة الصوتيات