في بعض الأحيان نحتاج إلى جرعة صبر قليلة لتعطينا قوة في الفعل أو الترك ، وكم من أمرنزل بنا وقد جزعنا منه ، ولو أننا صبرنا لكان خيراً لنا ، كما قال تعالى ( ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ) .
وحتى نفهم الآية جيداً ، فلنأخذ بعض التطبيقات في حياتنا :
١- ذلك الطالب الذي تأخر في الجامعة بسبب بعض الظروف الصحية أو المالية أو غيرها ، لو أنه صبر قليلاً لتخرج من الجامعة ليتأهل للوظيفة التي كان يتمناها ، ولكنه ملّ وتعب ، فترك الجامعة بعد أن قضى فيها نحو سبع سنوات ، والآن مضت السنوات بدون أي نتيجة ، ولو أنه صبر لكان خيراً له .
٢- تلك المرأة التي عانت من زوجها بسبب بعض التصرفات ، فطالبت بالطلاق عند أول خلاف ، مع أن زوجها عنده كثير من الصفات الجميلة ، ولكنه أخطأ عليها ذات يوم ، فلم تتحمّل ، وفعلاً وقع الطلاق نتيجة لإلحاحها ، وهي الآن في بيت والدها ، وقد مضت عليها عشر سنوات بلا زوج ، فلو أنها صبرت قليلاً لكان خيراً لها ، خاصة أن زوجها اعتذر واعترف ووعدها أن يتغير للأفضل .
والعجيب ان زوجها الآن قد تزوج وهو في حياة جميلة لأنه تغير للأفضل فلم تر منه زوجته الجديدة إلا كل خير .
٣- بعض طلاب العلم لايصبرون على متاعب الطلب ، فيتوقفون عند بعض البدايات الصعبة ، ولو أنهم صبروا قليلاً لتجاوزوا تلك المرحلة ، ولانتفعوا بالعلم وانتفع بهم المجتمع .
٤- ذلك الداعية الذي نفع الله به في مجالات كثيرة ، ولكن وقع عليه بلاء يسير في ماله أو في نفسه ، فتوقف عن الدعوة ، ولو أنه صبر لكان خيراً له وللمجتمع ، وهل كانت حياء الأنبياء إلا ابتلاء وصبر ، كما قال تعالى ( ولقد كُذِّبت رسلٌ من قبلك فصبروا على ماكُذّبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ) .
٥- ذلك التاجر الذي بدأ في تجارةٍ تناسب حاله ، ولكنه اكتشف في البدايات بعض الصعوبات ، فلم يصبر ، فتوقف ، ولو أنه صبر قليلاً لتجاوز تلك المرحلة ونجح بإذن الله كما نجح غيره ، وهل كانت حياة الكثير من التجار إلا ربح وخسارة وصبر ومصابرة ؟
٦- في بعض البيوت يوجد ذلك الشاب الذي عليه ملاحظات كثيرة ، وتكون ردة فعل والده الضرب والإهانة بأنواعها ، ولو أنه صبر على ولده لكان خيراً لهما ، لأن مرحلة المراهقة قد تكون فيها بعض التصرفات السيئة ، ولكن الحل هو التفاهم والحكمة في التعامل مع الشباب وليس الضرب والإهانات التي ربما جعلت الشاب ينحرف تدريجياً ، وقد يهرب من البيت ليعيش مع الصحبة السيئة التي ستأخذه إلى عالِم الجريمة والمخدرات كما نرى ونسمع .
7- وذلك الزوج الذي رأى من زوجته بعض التقصير أو الخطأ ، فلم يصبر عليها ، بل بادر للتهديد والإهانات ، فلم يكن منها إلا العناد وسوء الخلق ، فترافعت الأصوات ثم وقع الطلاق ، وحصل الشتات للأسرة بسبب أن الزوج لم يكن من الصابرين ، مع أن زوجته عندها صفات جميلة .
ولو أنه كان حكيماً في التعامل مع تقصيرها ، واتخذ أحسن الأساليب في النصيحة أو إخبار أهلها ثم صبر ولو قليلاً لكان ذلك أدعى لصلاح الحال وبقاء الأسرة في محبة واجتماع ، ولكن الاستعجال وقلة الصبر وغياب الحكمة كانت كفيلة بانتهاء اجتماع تلك الأسرة ، فما أجمل الصبر لو كنا من أهله .
أيها الأحبة ، إن الأمثلة التي تؤكد أن الصبر يحتاج إلى صبر لاحصر لها ، والحياة تعلمنا دائماً أن للصبر نتائج جميلة ، فلابد من المجاهدة والدعاء والنظر للعواقب وعدم استعجال النتائج .
ومضة : قال عمر رضي الله عنه : وجدنا خير عيشنا بالصبر .
مكتبة الصوتيات
من أخلاق النبوة - التواضع
0:00
حلاوة الإيمان
0:00
رسائل لأهل المصائب
0:00
شرح القواعد الأربع
0:00
الصدق مع الله
0:00
عدد الزوار
4168602
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة |