فضل النفقة على الأسرة

عدد القراءات : 628

ثبت في فضل النفقة على الأهل أحاديث كثيرة :

منها : ما رواه أبو مسعود الأنصاري أن النبي ﷺ قال: " إذا أنفق المسلم نفقة على أهله، وهو يحتسبها، كانت له صدقة » رواه البخاري .

قال العلماء : يفيد منطوق الحديث أن الأجر في الإنفاق إنما يحصل بقيد قصد القربة، سواء كانت واجبة أو مباحة، أفاده القرطبي، كما نقله عنه في فتح الباري (١/‏١٣٦) .

ومنها : ما رواه سعد أن رسول الله ﷺ قال له: " إنك مهما أنفقت على أهلك من نفقة فإنك تؤجر، حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك " رواه البخاري ومسلم .

قال الحافظ ابن حجر : النفقة على الأهل واجبة بالإجماع، وإنما سماها الشارع صدقة خشية أن يظنوا أن قيامهم بالواجب لا أجر لهم فيه، وقد عرفوا ما في الصدقة من الأجر، فعرفهم أنها لهم صدقة حتى لا يخرجوها إلى غير الأهل إلا بعد أن يكفوهم، ترغيباً لهم في تقديم الصدقة الواجبة قبل صدقة التطوع .

وعن أبي هريرة قال ﷺ : " دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة ، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك " رواه مسلم .

وعن كعب بن عُجرَة قال : مرَّ على النبي ﷺ رجل، فرأى أصحابه من جَلَده ونشاطه ما أعجبهم، فقالوا : يا رسول الله لو كان هذا في سبيل الله ؟
فقال رسول الله ﷺ : " إن كان خرج يسعى على أولاده صغارًا فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يُعِفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان " رواه الطبراني ، وهو في صحيح الترغيب (1692) .

وعن عبد الله بن المبارك قال : لا يقع موقع الكسب على العيال شيء ، ولا الجهاد في سبيل الله .

وقال وهو مع إخوانه في الغزو : تعلمون عملًا أفضل مما نحن فيه؟
قالوا: ما نعلم ذلك .
قال: أنا أعلم ، قالوا : ما هو ؟
قال: رجل متعفف ذو عائلة ، قام من الليل ، فنظر إلى صبيانه نيامًا متكشفين ، فسترهم، وغطاهم بثوبه، فعمله أفضل مما نحن فيه .

يستفاد من هذه الأحاديث والآثار :
1- أن يسعى الأب لجلب الرزق لعياله بقدر مايستطيع ، وسوف يعينه الله ، ولايكسل فيتعتمد على عطايا الناس .
2- أن يحرص على الكسب الحلال ، حتى يعينه الله ويبارك له فيه .
3- أن لايجعل كل وقته في الكسب ، بل يخصص وقت للجلوس مع أسرته ليعلمهم ويلاعبهم ويغرس الآداب فيهم .
4- أن يحتسب كل ساعة يقضيها في وظيفته أو تجارته ، لأن النفقة على الأسرة باب من أبواب الحسنات .