• الاحد 26 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :05 مايو 2024 م


  • كثرة الخروج من البيت

  •  

    يُصاب بعض الرجال بداء غريب ومرض عجيب ، والغريب أن الأكثر لا يشعر به ، ألا وهو مرض " حب الابتعاد عن البيت " بل إن البعض يجد أن أسعد لحظة هي في " خروجه من البيت ".

    ويشترك في إحداث هذا الداء عدة أطراف :

    1- الزوجة ، وخاصة إذا كانت لا تجيد العناية بالبيت من ناحية ترتيبه وتنظيفه، أو أنها سيئة الخلق والعشرة وصاحبة لسان متسلّط ، فحينها لا تتعجب من محبة الزوج للخروج من البيت لأنه يرى أن بيته ليس مكاناً للأنس والراحة، بل يشعر أن بيته مصدراً للهم و الاكتئاب والقلق.

    2- الزوج ، وهذا إن كان مهملاً لبيته ، غير مكترث بتربيته لأسرته، بل هو مشغول بماله أو بتجارته أو بأعماله الخاصة، سواء كانت في مجال الدنيا، أو حتى في مجال الدين من أعمال دعوية أو علمية أو غيرها.

    وهذا الخروج من البيت له سلبياته التي لا تخفى على ذي لُب ، وكم من مصيبة نزلت بالزوجة أو بالبنت أو بالولد، ولم يكن وراءها إلا كثرة خروج الأب من البيت، والله المستعان.

    3- الوالدان ، فقد يكونان سبب في خروج الابن من البيت وبل وكره البيت، بل إن بعض الأبناء قد ينام في خارج البيت، لأنه يرى أن بيته جحيم لا يطاق، لسوء خلق الوالدين معه.

    فهما إما من النوع الذي يضرب على الجسد ، وإما من النوع الذي يضرب على الروح ويجرح المشاعر ويقتل الطموح ، وهذا جرح غائر، ولكن أكثر الآباء والأمهات في غفلة عن هذا، فلهذا يخرج الابن من البيت، لأنه يجد خارج البيت الاحترام من الأصدقاء ، وصدق المحبة ، بل إنه قد يجد المال والمتاع الدنيوي.

    4- غفلة الابن ، نعم ، إن الابن الذي يخرج من البيت قد يكون غافلاً عن بيته ، مهملاً لأسرته ، كسولا ًعن السعي في الدنيا ، فهو جاهل ، ويكره البيت لأن والديه سيعاتبانه لأجل هذا الكسل عن طلب رزقه وأمر دنياه.

    وكان الواجب على هذا الابن أن يبر والديه ، ويعتني بنفسه ومستقبله، ويجتهد في أمر دنياه ، ليفوز برضا والديه ، ويحقق الأمل لنفسه ، في زمن زحمة الهموم، وانتشار البطالة.
    5- كثرة خروج البنت من البيت أصبحت ظاهرة غريبة في بعض المجتمعات والسبب في الغالب هو سوء التربية من الصغر ، أو تقليد الصديقات ، أو لعل تقليد الأم التي تعودَ بناتها أن يفعلن مثلها .
    ولعل من الآثار السلبية على ذلك أن تلك البنت حينما تتزوج يستغرب زوجها كثرة خروجها من البيت ، والحقيقة أنها قد نشأت على ذلك في بيت أهلها ، ومن تعود على شيء في بيته فالغالب أنه يبقى معه حتى بعد زواجه .
    وقد استقلبتُ عشرات الاستشارات من الرجال الذين يشتكون من كثرة خروج زوجاتهم من البيت بشكل غريب ، حتى إن البعض يقول إن زوجتي تخرج كل يوم لعدة ساعات .
    ولاشك أن هذا يؤثر على استقرار الأسرة ، وخدمة الزوج والأبناء والبنات ، ويترتب عليه إهمال البيت ، وربما وقعت مشكلات أخرى بسبب ذلك .

    نسأل الله أن يصلح أحوال بيوت المسلمين .
     


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    أحكام صلاة التطوع

    0:00

    غمسة في الجنة

    0:00

    قصص من حياة العلماء والصالحين

    0:00

    تأملات في سورة التحريم

    0:00

    أهل السنة والجماعة : ( خصائصهم .. والمخالفين لهم )

    0:00



    عدد الزوار

    4184147

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1595 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة