تزويج الشخص الراغب في التعدد

عدد القراءات : 1203

السؤال:

إذا تقدم رجل للزواج من ابنتك أو أختك وهذا الرجل لديه زوجة سابقة، فهل هناك قواعد معينة في قبول الشخص الراغب في التعدد؟

الجواب:

١- ‏لابد أن تتأكد أن هذا الشخص غير مستعجل في التعدد، يعني أن لا يكون من النوع الذي يريد أن يعاقب زوجته الأولى من خلال التعدد، أو أنه قد غضب من زوجته في موقفٍ ما، وذهبت إلى أهلها ويشعر بأنه غير قادر على أن يجلس لوحده فقرر التعدد، لأن مثل هذا النوع من الرجال لن يستطيع أن يدير حياته بشكل جيد.

٢- ‏يجب أن تتأكد أن هذا الرجل الراغب في التعدد، قادر مادياً على إدارة البيت الأول والبيت الجديد الذي هو بيت ابنتك أو أختك، وهذا يتبين من خلال معرفة طبيعة عمله ومعرفة الالتزامات المالية لديه، وهل لديه قروض طويلة الأجل، وهل عنده دخل مادي آخر غير الراتب‏.

وبالنسبة للأقساط فنحن نعرف أن البعض ربما كانت عليه قروض طويلة نحو 5000 شهرياً لمدة 10 سنوات، فمثل هذا كيف يستطيع أن يفتح بيتاً جديداً؟

والبيت الثاني بلا شك أنه سيتطلب المزيد من المال لأجل الإيجار والأثاث ونفقات الزوجة الثانية، وفي المستقبل سيكون لديها أولاد وبنات ولديهم طلبات، فهل هذا الشخص الراغب في التعدد لديه القدرة على استيعاب النواحي المالية للأسرة الأولى والأسرة الجديدة؟

أقول هذا لأن بعض المُعدّدين يتفاجئون بالضغوط المالية، ثم إذا شعر بقوة الضغط المادي بسبب زواجه الثاني، يتخذ قرار الطلاق للمرأة الثانية، ويعتذر بأشياء غير صحيحة، والغالب أنه لا يطلق الزوجة الأولى بل يطلق الثانية لأن الثانية لم يجلس معها وقت طويل، ولأنه يرى أن هذا القرار خاطئ، أما الزوجة الأولى فهي أم الاولاد كما يقال فلا يطلقها.

٣- ‏أرى أنه يجب أن يكون لدى الشخص الراغب في التعدد مسكن مُلك للأولى وللثانية، لأنني وجدت أن بعض المُعدّدين لا يمتلك منزلاً فيستأجر للأولى وللثانية، وهذا يسبب له ضغوط مالية كثيرة، وبالتالي يقع في ديون أخرى لسداد ديون سابقة، ويبدأ يقصر في النفقات على الأولى والثانية.

ثم تبدأ المشكلات بين الزوجة الأولى والثانية بسبب قلة المال، وسيشعر أن زواجه الثاني كان خاطئاً وقد يطلق الثانية نتيجةً لتراكم المشكلات.

4- من المهم أن نعرف أن بعض الرجال عندهم ما يُسمّى بشهوة التعدد ويرى أنها من الرجولة، وقد رأيتُ من تزوج بثمان نساء ولكنه الآن مع امرأة واحدة، فهل يا ترى كل أولئك النساء غير جيدات، أو غير جميلات؟

إنه الظلم الذي يمارسه البعض ضد النساء فيتزوج ويطلق وهكذا بحجة التعدد، وفي النهاية يقول " ليس فيه نصيب، والشرع حلّل أربع " وهذا غير صحيح، لأن الذي أباح التعدد لم يجعله هكذا بدون ضوابط وأخلاق.

والقصص كثيرة في هذا الباب، وإني أنصح كل أب أو أخ، أن لا يستعجلوا في تزويج ابنتهم أو أختهم من الراغب في التعدد، وأن يجمعوا معلومات كافية عنه بشكل جيد، حتى يكون هذا الزواج ناجحاً بإذن الله.