الثبات على الرأي أو الثبات على الدين

عدد القراءات : 1074

في حياة الناس تجد أن منهم مَن لا يفرق بين مبدأ الثبات على الدين ومبدأ الثبات على الأفكار.

وللتوضيح أقول: يقول الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون " وفي الدعاء النبوي المشهور " يا مُقلب القلوب ثبّت قلبي على دينك " رواه الترمذي بسند صحيح.

والمقصود هنا هو الثبات على الإسلام والإيمان والعمل الصالح.

وهذا الثبات هو أعظم نعمة يحصلُ عليها الإنسان بعد نعمة الهداية، وأخبار السلف ومواعظهم في التذكير بالثباتِ على الدينِ مشهورة ومتناثرة في الكتب.

ولكن مِن زاويةٍ أخرى لابد أن نُسلط الضوء على أنّ هناك آراء وأفكار – دنيوية - تقبل التغيير حسب مستجدات الحياة وتغير الظروف، فهنا لا بأس مِن الانتقال لها حسب الضوابط الشرعية والمصالح المعتبرة في حياة الناس.

وإنك لتتعجب ممّن يثبت على رأيه وفكرته حول قضية دنيوية لسنواتٍ طويلة ويرفض تغييرها، ويظن أن ذلك من الثبات المحمود، مع أن المصالح في الحياة تتجدد وتتغير كما هو معلوم، وهنا أمثلة:

المثال الأول: بعض عادات الناس في الزواج فيها تكاليف على الزوج كعادة الزواج في قاعة ضخمة لا شك أنها تكلف الزوج مبالغ كبيرة، فالبعض ثابت على هذه العادة بحجة عدم التغيير، مع أن التغيير لما هو أيسر على الزوج أفضل وأقرب للشريعة، وأدعى للحب بين الزوجين، لتبدأ حياتهم باليسر وقلة التكاليف.

المثال الثاني: بعضنا لديه أفكار في تربية الأولاد ورثها عن الآباء أو من عادات مجتمعة، وربما لا يرى الصواب إلا فيها، مع أن الأفكار التربوية تتجدد في هذا العصر بشكل يلائم طبيعة المتغيرات بدون أن نتخلى عن الضوابط الشرعية.

المثال الثالث: بعض مدراء العمل، لديهم نمطٌ عجيب في الإدارة، ولا يفكرون في أي تطوير، بل ربما لو نقلتَ لهم فكرة جديدة لرفضها، وكأنك وقعت في بدعةٍ في الدين.

والأمثلة أكثر من ذلك.

والمقصود، أن نُفرق بين الثبات على الدين الذي هو أغلى هدف يسعى له كل مؤمن، وبين الثبات على الأفكار التي تقبل التجديد والتطوير لمواكبة الواقع والانتقال لحياة أحسن.

مواد آخرى من نفس القسم

كل ناجح له محب ومبغض

صناعة خماسية الإنسان

لابد من التوقف أحياناً

مكتبة الصوتيات