• الجمعة 17 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :26 ابريل 2024 م


  • هل وقع آدم وحواء في الشرك




  • في قوله تعالى 
    " هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملاً خفيفاً فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحاً لنكونن من الشاكرين . فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون " .

    جاء في بعض الروايات عن الحسن ، عن سمرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ولما ولدت حواء طاف بها إبليس - وكان لا يعيش لها ولد - فقال : سميه عبد الحارث ، فإنه يعيش ، فسمته عبد الحارث ، فعاش وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره " رواه أحمد والترمذي .

    وهذا في ظاهره يدل على أن آدم وحواء وقع منهما الشرك في العبادة ، وقيل إن الشرك في التسمية بعبد الحارث ، ولكن الصواب أن هذا لايصح لأسباب :

    1 - أنه لم يصح فيه حديث .
    2 - أن الروايات الواردة هي من أخبار بني إسرائيل ، ومن المعلوم أن الإسرائليات إذا كانت تتضمن مخالفة واضحة للمعتقد فإنها مردودة .
    3 - أن في نسبة الشرك لآدم مصيبة كبيرة لأن الأنبياء معصومون من ذلك .
    4 - أن آدم في حديث الشفاعة يعتذر بأنه أكل من الشجرة ولم يأت أنه يعتذر لأنه وقع في الشرك هذا .
    5 - أن الله لم يذكر ذلك في القرآن بكل وضوح كما ذكر قصة الأكل من الشجرة .

    6 - أن جميع قصص الأنبياء فيها التصريح بأسمائهم ، ولو كان آدم وحواء هما المقصودين بالآية لتم التصريح بهم .

    توجيه الآية يكون على النحو التالي:

    1- وإذا تبين لنا عدم صحة هذا القول ، فإن معنى الآية يكون لجنس بني آدم أن منهم من يقع في الشرك ، ولهذا قال " فتعالى الله عما يشركون " ولو كان المقصود به آدم وحواء لقال عما يشركان .

    2- أن الآية التي بعدها جاء فيها " أيشركون مالايخلق شيئاً وهم يخلقون " وهذا دليل أن المقصود بهم مشركوا عبّاد الأصنام .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    تأملات في سورة الطلاق

    0:00

    ثناء الله على معلمي الناس الخير

    0:00

    العرض على الله

    0:00

    قصة المكان البعيد

    0:00

    اقرأ كتابك

    0:00



    عدد الزوار

    4161712

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة