في قوله تعالى " هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملاً خفيفاً فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحاً لنكونن من الشاكرين . فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون " .
جاء في بعض الروايات عن الحسن ، عن سمرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ولما ولدت حواء طاف بها إبليس - وكان لا يعيش لها ولد - فقال : سميه عبد الحارث ، فإنه يعيش ، فسمته عبد الحارث ، فعاش وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره " رواه أحمد والترمذي .
وهذا في ظاهره يدل على أن آدم وحواء وقع منهما الشرك في العبادة ، وقيل إن الشرك في التسمية بعبد الحارث ، ولكن الصواب أن هذا لايصح لأسباب :
1 - أنه لم يصح فيه حديث .
2 - أن الروايات الواردة هي من أخبار بني إسرائيل ، ومن المعلوم أن الإسرائليات إذا كانت تتضمن مخالفة واضحة للمعتقد فإنها مردودة .
3 - أن في نسبة الشرك لآدم مصيبة كبيرة لأن الأنبياء معصومون من ذلك .
4 - أن آدم في حديث الشفاعة يعتذر بأنه أكل من الشجرة ولم يأت أنه يعتذر لأنه وقع في الشرك هذا .
5 - أن الله لم يذكر ذلك في القرآن بكل وضوح كما ذكر قصة الأكل من الشجرة .
6 - أن جميع قصص الأنبياء فيها التصريح بأسمائهم ، ولو كان آدم وحواء هما المقصودين بالآية لتم التصريح بهم .
توجيه الآية يكون على النحو التالي:
1- وإذا تبين لنا عدم صحة هذا القول ، فإن معنى الآية يكون لجنس بني آدم أن منهم من يقع في الشرك ، ولهذا قال " فتعالى الله عما يشركون " ولو كان المقصود به آدم وحواء لقال عما يشركان .
2- أن الآية التي بعدها جاء فيها " أيشركون مالايخلق شيئاً وهم يخلقون " وهذا دليل أن المقصود بهم مشركوا عبّاد الأصنام .
مواد آخرى من نفس القسم
مكتبة الصوتيات
في العناية المركزة
0:00
إن معي ربي
0:00
الفرار إلى الله
0:00
سورة الروم
0:00
فضل الاستغفار
0:00

عدد الزوار
5573398
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 33 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1641 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |