نقولات ومسائل من فتح الباري ج 12 حول الرؤيا
٣٧٩- قال المهلب : الناس في الرؤيا على مراتب :
1- الأنبياء ، ورؤياهم كلها صدق وقد يقع فيها ما يحتاج إلى تعبير .
2- الصالحون ، والأغلب على رؤياهم الصدق وقد يقع فيها ما لا يحتاج إلى تعبير .
3- من عداهم يقع في رؤياهم الصدق والأضغاث .
وهي على ثلاثة أقسام :
1- مستورون ، فالغالب استواء الحال في حقهم .
2- فسقة ، والغالب على رؤياهم الأضغاث ويقل فيها الصدق .
3- كفار ، ويندر في رؤياهم الصدق جداً ويشير إلى ذلك قوله صلى الله عليه و سلم " وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً " أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة .
وقد وقعت الرؤيا الصادقة من بعض الكفار كما في رؤيا صاحبي السجن مع يوسف عليه السلام ورؤيا ملكهما وغير ذلك .
وقال القاضي أبو بكر بن العربي : رؤيا المؤمن الصالح هي التي تُنسب إلى أجزاء النبوة ، ومعنى صلاحها استقامتها وانتظامها .
قال : وعندي أن رؤيا الفاسق لا تعد في أجزاء النبوة ، وقيل تعد من أقصى الأجزاء ، وأما رؤيا الكافر فلا تعد أصلا .
٣٨٠- ذكر ابن عبد البر أن الإمام مالك سُئل : أيعبر الرؤيا كل احد ؟ فقال : أبا النبوة يلعب ؟ ثم قال : الرؤيا جزء من النبوة فلا يلعب بالنبوة .
قال ابن حجر : لم يرد أنها نبوة باقية وإنما أراد أنها لما أشبهت النبوة من جهة الاطلاع على بعض الغيب لا ينبغي أن يتكلم فيها بغير علم .
٣٨٥- في البخاري " الرؤيا الصادقة من الله والحلم من الشيطان ".
1- فيه أن الرؤيا تضاف إلى الله للتشريف .
2- أن الرؤيا الصادقة لا يقال لها حلم ، والتي تضاف للشيطان لا يقال لها رؤيا ، وقيل إن الكل يسمى رؤيا كما جاء في لفظ : الرؤيا ثلاث .
٣٨٦- عند الرؤيا الحسنة جاءت روايات :
١- " وليحدث بها " البخاري .
٢- " فلا يخبر بها إلا من يحب " البخاري .
٣- " فليبشر بها ولا يخبر إلا من يحب ". مسلم .
٤- " ولا يقصها إلا على واد " الترمذي .
٥- " ولا يحدث بها إلا لبيباً أو حبيباً " الترمذي .
٦- " ولا يقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح " الترمذي .
٣٨٦- عند الرؤيا السيئة :
١- " فليستعذ بالله من شرها ولا يذكرها لأحد " البخاري .
٢- " فليبصق عن يساره " البخاري .
٣- " فليبصق ثلاث مرات " مسلم .
٤- " وليقم فليصل " مسلم .
٥- " وليتحول عن جنبه الذي كان عليه " مسلم .
وأما التفل والبصاق عندها فهذا تحقيراً لها واستقذاراً . قاله عياض ، وخص اليسار لأنها محل الأقذار ونحوها ، والتثليث للتأكيد .
قال القرطبي : الصلاة تجمع ذلك كله ، لأنه إذا قام وصلى تحول عن جنبه وبصق ونفث عند المضمضة في الوضوء واستعاذ قبل القراءة ثم دعا الله في أقرب الأحوال فيكفيه الله شرها بمنه وكرمه . ص ٣٨٨
٣٨٧- أضيفت الرؤيا السيئة للشيطان ، لكونها على مراده وهواه .
٣٨٩- كان غالب أمور الأوليين الرؤيا إلا أنها قلّت في هذه الأمة لعظم ما جاء بها نبيها من الوحي ولكثرة من في أمته من الصديقين من المُحَدَّثين وأهل اليقين ، فاكتفوا بكثرة الإلهام والملهمين عن كثرة الرؤيا التي كانت في المتقدمين .
٣٩١- في البخاري " الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة ".
لم يذكر الرسالة بل قال النبوة ، وكأن السر فيه أن الرسالة تزيد على النبوة بتبليغ الأحكام للمكلفين بخلاف النبوة المجردة فإنها اطلاع على بعض المغيبات .
٣٩٢- حديث " ذهبت النبوة وبقيت المبشرات " .
رواه أحمد وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وابن حبان ، وعند أحمد عن عائشة مرفوعاً " لم يبق من بعدي من المبشرات إلا الرؤيا ".
٣٩٣- أخرج الطبري والحاكم والبيهقي في الشعب بسند صحيح عن سلمان الفارسي قال : كان بين رؤيا يوسف وعبارتها أربعون عاماً ".
٣٩٧- في حديث " أرى رؤياكم تواطئت في السبع الأواخر " البخاري .
فيه أن توافق جماعة على رؤيا واحدة دال على صدقها وصحتها كما تستفاد قوة الخبر من التوارد على الأخبار من جماعة .
٤٠٠- كان محمد ابن سيرين إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ، قال له : صف لي الذي رأيت فإن وصف له صفة لا يعرفها قال : لم تره . رواه إسماعيل بن إسحاق وسنده صحيح .
وجاء ما يؤيده عند الحاكم من طريق عاصم بن كليب قال حدثني أبي قال قلت لابن عباس : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال صفه لي ، قال فذكرت الحسن بن علي وشبهته به ، فقال ابن عباس : قد رأيته . وسنده جيد .
٤٠٠- رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ، جاء في البخاري " من رآني فقد رأى الحق " .
ومجموع الأحاديث في ذلك يمكن تلخيصها في :
رواية " فكأنما رآني " هو تشبيه ومعناه لو رآني في اليقظة لطابق ماراه في المنام فيكون الأول حقاً والثاني حقاً وتمثيلاً .
رواية " فسيراني في اليقظة " أي سيظهر تصديق الرؤيا في اليقظة وصحتها وخروجها على الحق وليس المراد أنه يراه في الآخرة لأنه سيراه يوم القيامة جميع أمته من رآه في المنام ومن لم يره .
وقيل إنه خاص بأهل عصره ممن آمن به قبل أن يراه .
وقيل يراه في يوم القيامة بمزيد خصوصية .
٤٠٤- لم يختلف العلماء في جواز رؤية الله في المنام .
٤٠٧- حديث " أصدق الرؤيا بالأسحار " أخرجه أحمد مرفوعاً وصححه ابن حبان .
٤١٣- اتفق أهل التعبير على أن القميص في المنام يُعبر بالدين وأن طوله يدل على بقاء آثار صاحبه من بعده .
٤١٨- قال ابن بطال : رؤيا المرأة في المنام يختلف على وجوه : منها أن يتزوج الرائي حقيقة بمن يراها أو شبهها ، ومنها أن يدل على دنيا أو منزلة فيها سعة في الرزق وهذا أصل عند المعبرين في ذلك .
٤٢٤- في البخاري " إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب ".
المعنى : إذا اقتربت الساعة وقبض أكثر العلم ودرست معالم الديانة بالهرج والفتنة فكان الناس على مثل الفترة محتاجين إلى مذكر ومجدد لما درس من الدين كما كانت الأمم تذكر بالأنبياء ، لكن لما كان نبينا خاتم الأنبياء وصار الزمان المذكور يشبه زمان الفترة عُوضوا بما منعوا من النبوة بعده بالرؤيا الصادقة التي هي جزء من النبوة الآتية بالتبشير والإنذار.
٤٣٤- القصر في المنام .
قال أهل التعبير : القصر في المنام عمل صالح لأهل الدين ، ولغيرهم حبس وضيق وقد يفسر دخول القصر بالتزويج .
٤٣٥- الوضوء في المنام .
قال أهل التعبير : رؤية الوضوء في المنام وسيلة إلى سلطان أو عمل فإن أتمه في النوم حصل مراده في اليقظة ، وإن تعذر لعجز الماء مثلا أو توضأ بما لا تجوز الصلاة به فلا ، والوضوء للخائف أمان ويدل على حصول الثواب وتكفير الخطايا.
٤٤٧- في البخاري " من تحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل ".
قال الطبري : إنما اشتد الوعيد على الكذب في المنام مع أن الكذب في اليقظة قد يكون أشد مفسدة منه إذ قد يكون في شهادة في قتل أو حد أو أخذ مال ، لأن الكذب في المنام كذبٌ على الله أن أراه ما لم يره ، والكذب على الله أشد من الكذب على المخلوقين .
ومعنى العقد على الشعيرتين أن يفتل إحداهما بالأخرى وهو مما لا يمكن عادة .
٤٥٠- حديث " الرؤيا لأول عابر " حديث ضعيف فيه يزيد الرقاشي .
ولكن له شاهد أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه بسند حسن " الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت " ، ولكن حمل العلماء ذلك على علم المعبر وإصابته.
٤٥٧- الحث على تعليم علم الرؤيا وعلى تعبيرها وترك إغفال السؤال عنها وفضيلتها لما تشتمل عليه من الاطلاع على بعض الغيب وأسرار الكائنات .
٤٥٨- قال البخاري : باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح .
قال الحافظ : فيه إشارة إلى ضعف ما أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن سعيد بن عبد الرحمن عن بعض علمائهم قال : لا تقصص رؤياك على امرأة ولا تخبر بها حتى تطلع الشمس .
وفيه إشارة إلى الرد على من قال من أهل التعبير أن المستحب أن يكون تعبير الرؤيا من بعد طلوع الشمس إلى الرابعة ، ومن العصر إلى قبل المغرب فإن الحديث دال على استحباب تعبيرها قبل طلوع الشمس ولا يخالف قولهم بكراهة تعبيرها في أوقات كراهة الصلاة.
قال المهلب : تعبير الرؤيا عند صلاة الصبح أولى من غيره من الأوقات لحفظ صاحبها لها لقرب عهده بها وقبل ما يعرض له نسيانها ولحضور ذهن العابر وقلة شغله بالفكرة فيما يتعلق بمعاشه وليعرف الرائي ما يعرض له بسبب رؤياه فيستبشر بالخير ويحذر من الشر ويتأهب لذلك .
فربما كان في الرؤيا تحذير عن معصية فيكف عنها ، وربما كانت إنذاراً لأمر فيكون له مترقباً ، قال فهذه عدة فوائد لتعبير الرؤيا أول النهار .
مكتبة الصوتيات
لماذا تطلب المرأة العلم
0:00
آداب قضاء الحاجة
0:00
فوائد متفرقة - 1
0:00
مسائل في البيوع
0:00
رسائل في أعمال القلوب
0:00
عدد الزوار
4973008
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 24 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1596 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |