• الخميس 23 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :02 مايو 2024 م


  • فوائد من كتاب " جامع بيان العلم وفضله "



  • الجزء الأول ، الرقم على اليمين هو رقم الصفحة .

    17- هذا الكتاب في الحقيقة هو جواب عن سؤال .

    قال المؤلف : فإنك سألتني - رحمك الله - عن معنى العلم، وفضل طلبه ، وحمد السعي فيه، والعناية به ، وعن تثبيت الحجاج بالعلم ، وتبيين فساد القول في دين الله بغير فهم، وتحريم الحكم بغير حجة، وما الذي أجيز من الاحتجاج والجدل، وما الذي كره منه ؟ وما الذي ذم من الرأي وما حمد منه ؟ وما يجوز من التقليد وما حرم منه ؟ ورغبت أن أقدم لك قبل هذا من آداب التعلم وما يلزم العالم والمتعلم التخلق به والمواظبة عليه، وكيف وجه الطلب، وما حُمد ومدح فيه من الاجتهاد والنصب، إلى سائر أنواع آداب التعلم والتعليم .

    18- حديث كتم العلم جاء بلفظ : من سُئل ، ولفظ من كتم .
    قال صلى الله عليه وسلم : " من سُئل عن علم علمه فكتمه جاء يوم القيامة عليه لجام من نار " رواه أبو داود والترمذي  .

    وجاء بلفظ: " من كتم علما ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار " رواه ابن حبان والحاكم  والطبراني في الكبير .

    23-  العلماء لم يقصروا في التأليف والكتابة .

    قال المؤلف : ولو أغفل العلماء جمع الأخبار وتمييز الآثار وتركوا جمع كل نوع إلى بابه وكل شكل من العلم إلى شكله لبطلت الحكمة وضاع العلم ودرس وإن كان لعمري قد درس منه الكثير لعدم العناية وقلة الرعاية والاشتغال بالدنيا ، ولكن الله عز وجل يبقي لهذا العلم قوما وإن قلوا يحفظون على الأمة أصوله ويميزون فروعه فضلا من الله ونعمة ، ولا يزال الناس بخير ما بقي الأول حتى يتعلم منه الآخر فإن ذهاب العلم بذهاب العلماء .

    23- عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " طلب العلم فريضة على كل مسلم " حديث أنس هذا روي من طرق عديدة ، والحديث أيضا ورد عن عدة من الصحابة .

    27- العلم الواجب ؟

    عن ابن وهب قال: سئل مالك عن طلب العلم أهو فريضة على الناس ؟ فقال: لا ، ولكن يطلب من المرء ما ينتفع به في دينه .

    29- قال المؤلف : قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصته بنفسه ، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه على أهل ذلك الموضع .

    38- من أدلة فضل العلم : حديث : " الدال على الخير له مثل أجر فاعله ". رواه مسلم .

    قال سلطان : لأنك لن تستطيع أن تدل على الخير إلا إذا كان عندك علم .

    44 - قال مالك : الحكمة والعلم نور يهدي به الله من يشاء وليس بكثرة المسائل .

    62- حديث " إذا جاء الموت طالب العلم وهو على تلك الحال مات شهيدا " رواه البزار في مسنده والطبراني في الأوسط ، وفيه هلال بن عبد الرحمن الحنفي ، وهو متروك .

    56- وروي عن ابن عباس - رضي الله عنه - أنه قال : إن الشياطين قالوا لإبليس: يا سيدنا ما لنا نراك تفرح بموت العالم ، ما تفرح بموت العابد ؟

    فقال: انطلقوا، فانطلقوا إلى عابد قائم يصلي فقالوا له: إنا نريد أن نسألك، فانصرف ، فقال له إبليس: هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة ؟ فقال: لا ، فقال: أترونه كفر في ساعة .

    ثم جاء إلى عالم في حلقة يضاحك أصحابه ويحدثهم فقال: إنا نريد أن نسألك ، فقال: سل.

    فقال : هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة ؟ قال: نعم ، قال: وكيف؟ قال: يقول لذلك إذا أراده : كن فيكون .

    قال إبليس: أترون ذاك لا يعدو نفسه وهذا يفسد علي عالمَاً كثيراَ.

    60- سبب طلب العلم عند أحدهم .

    قال عبد الله بن وهب صاحب مالك : وكان أول أمري في العبادة قبل طلب العلم فولع مني الشيطان في ذكر عيسى ابن مريم ،كيف خلقه الله عز وجل ؟ ونحو هذا ، فشكوت ذلك إلى شيخ، فقال لي: ابن وهب ؟ قلت: نعم ، قال: اطلب العلم ، فكان سبب طلبي للعلم .

    71-  قال أبو الدرداء : كن عالما أو متعلماً أو محباً أو متبعاً ، ولا تكن الخامس فتهلك ، قيل للحسن: وما الخامس ؟ قال: المبتدع .

    76- طلب العلم نوع من الجهاد .

    قال أبو الدرداء : من رأى الغدو والرواح إلى العلم ليس بجهاد فقد نقص عقله ورأيه .

    77- عن زر بن حبيش ، قال: جاء رجل من مراد يقال له: صفوان بن عسال إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وهو في المسجد متكئ على برد له أحمر، قال: فقلت: يا رسول الله إني جئت أطلب العلم .

    قال: مرحبا بطالب العلم ، إن طالب العلم لتحف به الملائكة وتظله بأجنحتها فيركب بعضها بعضا حتى تعلو إلى السماء الدنيا من حبهم لما يطلب . رواه الآجري في أخلاق العلماء والحاكم في المستدرك ، وسنده حسن .

    79-  عن جميل بن قيس أن رجلا جاء من المدينة إلى أبي الدرداء وهو بدمشق، فسأله عن حديث ، فقال له أبو الدرداء: ما جاءت بك حاجة ولا جئت في طلب التجارة ، ولا جئت إلا في طلب الحديث ؟ فقال الرجل: بلى.

    فقال له أبو الدرداء: أبشر، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: " ما من عبد يخرج يطلب علما إلا وضعت له الملائكة أجنحتها، وسلك به طريق إلى الجنة ، وإنه ليستغفر للعالم من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في البحر، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ، إن العلماء هم ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، ولكنهم ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر" . رواه أبو داود  والترمذي .

    94- عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تسمعون ويسمع منكم، ويسمع ممن يسمع منكم . رواه أبو داود وأحمد .

    قال سلطان : وفي هذا الحديث دليل على تبليغ العلم ونشره.

    103- مكانة العلماء .
    عن إبراهيم قال : بلغني أنه توضع موازين القسط يوم القيامة فيوزن عمل الرجل فيخف ، فيجاء بشيء مثل الغمام أو السحاب فيوضع في ميزانه فيرجح فيقال له: أتدري ما هذا ؟ فيقول: لا ، فيقال : هذا من علمك الذي علمته الناس فعملوا به وعلموه من بعدك.

    173- قال سفيان الثوري : لا أعلم من العبادة شيئا أفضل من أن يعلم الناس العلم .

    104- عن أبي رجاء قال: سمعت أبي يقول: رأيت محمد بن الحسن في المنام ، فقلت: إلى ما صرت ؟ قال: غفر لي ، ثم قيل لي : لم نجعل هذا العلم فيك إلا ونحن نريد أن نغفر لك ، قال: قلت: وما فعل أبو يوسف ؟ قال: فوقنا بدرجة ، قلت: وأبو حنيفة ؟ قال: في أعلى عليين.

    107- قال سمعت ميمون بن مهران : العلماء هم ضالتي في كل بلد ، وهم بغيتي إذا لم أجدهم ، وجدت صلاح قلبي في مجالسة العلماء .

    109- : قال ابن مسعود : نِعمَ المجلس مجلس تنشر فيه الحكمة وتجرى فيه الرحمة .

    112- قال  الحسن: إن الرجل ليتعلم الباب من العلم فيعمل به خير من الدنيا وما فيها.

    114- عن أبي عتبة الخولاني قال: رب كلمة خير من إعطاء المال.

    - عن أبي عمير الصوري قال: كلمة حكمة لك من أخيك خير لك من مال يعطيك ؛ لأن المال يطغيك والكلمة تهديك .

    - وقال الحسن البصري : الدنيا كلها ظلمة إلا مجالس العلماء.

    - عن ميمون قال: إن مثل العاِلم في البلد كمثل عين عذبة في البلد.

    117- حديث " من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع " رواه الترمذي والطبراني في المعجم الصغير وسنده ضعيف ؛ فيه:

    1- أبو جعفر الرازي: صدوق سيئ الحفظ . 2- وخالد بن يزيد: صدوق يهم .

    118- قال خالد بن خداش البغدادي : ودّعتُ مالك بن أنس ، فقلت: يا أبا عبد الله أوصني ، فقال: عليك بتقوى الله في السر والعلانية والنصح لكل مسلم ، وكتابة العلم من عند أهله.

    120- قال علي رضي الله عنه : العلم خير من المال ؛ لأن المال تحرسه والعلم يحرسك ، والمال تفنيه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق ، والعلم حاكم والمال محكوم عليه ، مات خُزّان المال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة وآثارهم في القلوب موجودة .

    123- - قال بعض الحكماء: من الدليل على فضيلة العلماء أن الناس تحب طاعتهم .

    125- عن الحسن قال: كان الرجل إذا طلب العلم لم يلبث أن يُرى ذلك في تخشعه وبصره ولسانه ويده وصلاته وزهده ، وإن كان الرجل ليصيب الباب من أبواب العلم فيعمل به فيكون خيرا له من الدنيا وما فيها لو كانت له فجعلها في الآخرة .

    127- وقال الحجاج لخالد بن صفوان: من سيد أهل البصرة ؟ فقال له : الحسن ، فقال: وكيف ذلك وهو مولى ؟ فقال: احتاج الناس إليه في دينهم واستغنى عنهم في دنياهم .

    153- أنواع طلاب العلم .

    عن سليمان بن موسى : يجلس إلى العالم ثلاثة:

    1- رجل يأخذ كل ما سمع فذلك حاطب ليل .

    2- ورجل لا يكتب ويسمع فذلك يقال له: جليس العالم .

    3- ورجل ينتقي وهو خيرهم ، وقال مرة أخرى: وذلك العالم .

    - قال أبو عمر: العرب تضرب المثل بحاطب الليل للذي يجمع كل ما يسمع من غث وسمين، وصحيح وسقيم، وباطل وحق؛ لأن المحتطب بالليل ربما ضم أفعى فنهشته وهو يحسبها من الحطب.

    171- - كان يقال: من أدّب ولده أرغم أنف عدوه.

    174- لقمان الحكيم قال لابنه : يا بني ابتغ العلم صغيراً ؛ فإن ابتغاء العلم يشق على الكبير.

    189- قال الشعبي: لو أن رجلاً سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن ليسمع كلمة حكمة ما رأيت أن سفره ضاع .

    190- المداومة على العلم .

    - قال مالك بن أنس : لا ينبغي لأحد يكون عنده العلم أن يترك التعلم .

    - عن نعيم بن حماد قال : قيل لابن المبارك : إلى متى تطلب العلم ؟

    قال: حتى الممات إن شاء الله .

    - وقيل له مرة أخرى مثل ذلك فقال : لعل الكلمة التي تنفعني لم أكتبها بعد ذلك .

    - قال قتادة: لو كان أحد يكتفي من العلم بشيء لاكتفى موسى عليه السلام ولكنه قال " هل أتبعك على أن تعلمن مما عُلمتَ رشدا " .

    وقال رجل لأبي هريرة : إني أريد أن أتعلم العلم، وأخاف أن أضيعه ؟

    فقال أبو هريرة : كفى بتركك له تضييعا .

    190- قصة الشافعي في بداية طلب العلم .

    قال محمد بن إدريس الشافعي: كنتُ يتيماً في حجر أمي فدفعتني في الكتاب ولم يكن عندها ما تعطي المعلم، فكان المعلم قد رضي مني أن أخلفه إذا قام .

    فلما ختمت القرآن دخلت المسجد فكنت أجالس العلماء وكنت أسمع الحديث أو المسألة فأحفظها، ولم يكن عند أمي ما تعطيني شيء أشتري به قراطيس ، فكنت إذا رأيتُ عظماً يلوح آخذه فأكتب فيه، فإذا امتلأ طرحته في جرة كانت لنا قديماً.

    192- التدرج في طلب العلم .

    عن يونس بن يزيد ، قال: قال لي ابن شهاب : يا يونس لا تكابر العلم ؛ فإن العلم أودية ، فأيها أخذت فيه قطع بك قبل أن تبلغه ، ولكن خذه مع الأيام والليالي ولا تأخذ العلم جملة ، فإن من رام أخذه جملة ذهب عنه جملة ، ولكن الشيء بعد الشيء مع الأيام والليالي .

    - وروينا عن عبد الله بن عباس أنه قال : العلم أكثر من أن يحاط به فخذوا منه أحسنه.

    ما أكثر العلم وما أوسعه  من ذا الذي يقدر أن يجمعه

    إن كنتَ لا بد له طالباً   محاولاً فالتمس أنفعه

    194- قال لقمان : يا بني ، جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك ، فإن الله يحيي القلوب الميتة بالحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل من السماء.

    195- حرص السلف على التعليم  .

    عن الربيع بن سليمان قال : قال لي الشافعي: يا ربيع لو قدرت أن أطعمك العلم لأطعمتك إياه.

    عن ابن القاسم قال : كنا إذا ودعنا مالكاً يقول لنا: اتقوا الله وانشروا هذا العلم وعلموه ولا تكتموه.

    عن جعفر بن برقان ، قال: كتب إلينا عمر بن عبد العزيز : أما بعد، فمر أهل الفقه والعلم من عندك فلينشروا ما علمهم الله في مجالسهم ومساجدهم والسلام .

    200- الاستفادة من مجالسة العلماء .

    عن أبي حنيفة قال: الحكايات عن العلماء ومجالستهم أحب إلي من كثير من الفقه؛ لأنها آداب القوم وأخلاقهم.

    - قال أبو الدرداء : من فقه الرجل ممشاه ومدخله ومخرجه مع أهل العلم .

    - وقالت الحكماء : إذا جالست العلماء فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول.

    210- مدارسة العلم من خلال تعليم الناس .

    قال الخليل بن أحمد: اجعل تعليمك دراسة لك ، واجعل مناظرة العلم تنبيها بما ليس عندك، وأكثر من العلم لتعلم، وأقلل منه لتحفظ .

    - وروي عنه أنه قال: أقلوا من الكتب لتحفظوا وأكثروا منها لتعلموا .

    ويقال: إذا أردت أن تكون عالماً فاقصد لفن من العلم ، وإن أردت أن تكون أديباً فخذ من كل شيء أحسنه.

    215- أدب طالب العلم وسمته .

    - قال ابن وهب: سمعت مالكاً يقول: إن حقا على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية , وأن يكون متبعا لآثار من مضى قبله.

     قال مالك بن دينار: من تعلم العلم للعمل كسره، ومن تعلمه لغير العمل زاده فخرًا .

     قال بعضهم : نحن إلى أن نوعظ بالأعمال أحوج منا أن نوعظ بالأقوال .

    وقال الحسن بن آدم : ما يغني عنك ما جمعت من حكمة الحكماء وأنت تجري في العمل مجرى السفهاء .

    - وروينا عن الشعبي أنه قال: كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به وكنا نستعين على طلبه بالصوم.

    220 – التوازن بين العلم والعبادة .

    قال الحسن: العامل على غير علم كالسالك على غير طريق، والعامل على غير علم ما يفسد أكثر مما يصلح ، فاطلبوا العلم طلبًا لا تضروا بالعبادة ، واطلبوا العبادة طلبًا لا تضروا بالعلم، فإن قومًا طلبوا العبادة وتركوا العلم حتى خرجوا بأسيافهم على أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- ولو طلبوا العلم لم يدلهم على ما فعلوا.

    221- عن يزيد بن أبي حبيب قال: إن من فتنة العالم أن يكون الكلام أحب إليه من الاستماع.

    2- إذا لم تحترس من كل طيش    أسأت إجابة وأسأت فهما

    277- لابد من شيخ يدير للجلسة .

    قيل لأبي حنيفة : في مسجد كذا حلقة يتناظرون في الفقه.

    فقال : ألَهُم رأس ؟ قالوا : لا ، قال : لا يفقهون أبدًا.

    278- تكرار الكلام العلمي كان بعض السلف يكرهه .

    قال بعضهم : تكرير الحديث في المجلس يذهب بنوره .

    وقد كان ابن شهاب يقول : تكرير الحديث أشد علي من نقل الحجارة.

    قال قتادة : إذا أعدت الحديث في مجلس ذهب نوره .

    - وقالت جارية لابن السماك الواعظ له : ما أحسن حديثك إلا أنك تكرره.

    فقال: أكرره ليفهمه كل من سمعه.

    286- كراهة الرياسة والعجب .

    قال أبو الدرداء : علامة الجهل ثلاث : العجب ، وكثرة المنطق فيما لا يعنيه ، وأن ينهى عن شيء ويأتيه.

    - وقال الفضيل بن عياض : ما من أحد أحب الرياسة إلا حسد ، وبغى ، وتتبع عيوب الناس ، وكره أن يذكر أحد بخير.

    - وقال أبو نعيم: والله ما هلك من هلك إلا بحب الرياسة .

    قالوا: العجب يهدم المحاسن.

    - الإعجاب آفة الألباب.

    - وقال غيره : إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله.

    - ولقد أحسن علي بن ثابت حيث يقول :

    المال آفته التبذير والنهب  والعلم آفته الإعجاب والغضب

    - وقالوا: من أعجب برأيه ضل ، ومن استغنى بعقله زل ، ومن تكبر على الناس ذلّ ، ومن خالط الأندال حقر، ومن جالس العلماء وقر.

    - وقالوا: لا ترى المعجب إلا طالبًا للرياسة .

    291- أدبك مع الشيخ .
    قال عن علي بن أبي طالب : من حق العالم عليك إذا أتيته أن تسلم عليه خاصة وعلى القوم عامة ، وتجلس قدامه ، ولا تشر بيديك ولا تغمز بعينيك ، ولا تقل : قال فلان خلاف قولك ، ولا تأخذ بثوبه ، ولا تلح عليه في السؤال ، فإنه بمنزلة النخلة المرطبة ، لا يزال يسقط عليك منها شيء .

    294- كتابة الفوائد .

    قال الخليل : ما سمعت شيئا إلا كتبته ولا كتبته إلا حفظته وما حفظته إلا نفعني .

    - من أكثر من مذاكرة العلماء لم ينس ما علم ، واستفاد ما لم يعلم .

    294- فهم السائل .

    - أوصى يحيى بن خالد ابنه جعفرا فقال : لا ترد على أحد جوابا حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ويؤكد الجهل عليك ، ولكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه، ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ولا تستحي أن تستفهم إذا لم تفهم ، فإن الجواب قبل الفهم حمق، وإذا جهلت فاسأل فيبدو لك واستفهامك أجمل بك وخير من السكوت على العي.

    312- أخذ العلم عن الكبار .

    عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: البركة مع أكابركم . رواه ابن حبان والحاكم .

    عن عبد الله بن مسعود قال : لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم ، فإذا أخذوه من أصاغرهم وشرارهم هلكوا.

    - كان عمر يقول: ألا إن أصدق القيل قيل الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، ألا إن الناس لن يزالوا بخير ما أتاهم العلم عن أكابرهم.

    - عن عمر بن الخطاب قال: قد علمتُ متى صلاح الناس ومتى فسادهم ، إذا جاء الفقه من قبل الصغير استعصى عليه الكبير، وإذا جاء الفقه من قبل الكبير تابعه الصغير فاهتديا.

    - عن عبد الله بن مسعود قال: لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم، فإذا أخذوه من أصاغرهم وشرارهم هلكوا.

    وقال بعض أهل العلم: إن الصغير المذكور في حديث عمر وما كان مثله من الأحاديث ، إنما يراد به الذي يستفتى ولا علم عنده، وإن الكبير هو العالم في أي سن كان .

    وقالوا: الجاهل صغير وإن كان شيخًا، والعالم كبير وإن كان حدثًا.

    واستشهدوا بقول الأول :

    تعلّم فليس المرء يولد عالمًا      وليس أخو علم كمن هو جاهل

    وإن كبير القوم لا علم عنده   صغير إذا التفت إليه المحافل

    واستشهدوا بأن عبد الله بن عباس كان يُستفتى وهو صغير، وأن معاذ بن جبل وعتاب بن أسيد كانا يفتيان الناس وهما صغيرا السن، وولاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم الولايات مع صغر سنهما ، ومثل هذا في العلماء كثير.

    ويحتمل أن يكون معنى الحديث على ما قاله ابن المعتز عالم الشباب محقور وجاهله معذور.

    - وقال آخرون: إنما معنى حديث عمر وابن مسعود في ذلك أن العلم إذا لم يكن عن الصحابة كما جاء في حديث ابن مسعود، ولا كان له أصل في القرآن والسنة والإجماع فهو علم يهلك به صاحبه، ولا يكون حامله إمامًا ولا أمينًا ولا مرضيًا .

    - ونحوه ما جاء عن الشعبي: ما حدثوك عن أصحاب محمد فشد عليه يديك وما حدثوك به من رأيهم فبل عليه.

    316- عن الزهري قال: كان مجلس عمر مغتصاً من القراء شباباً وكهولاً، فربما استشارهم ويقول: لا يمنع أحدكم حداثة سنه أن يشير برأيه، فإن العلم ليس على حداثة السن وقدمه، ولكن الله يضعه حيث يشاء.

    320- الدعاء بالعلم النافع جاء من فعله صلى الله عليه وسلم ومن قوله .

    عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ودعاء لا يسمع، وقلب لا يخشع، ونفس لا تشبع . رواه أبو داود والنسائي .

    ومن قوله ، عن جابر: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " سلوا الله علما نافعاً ، وتعوذوا بالله من علم لا ينفع " رواه ابن ماجه وأبو يعلى .

    عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أصبح: اللهم إني أسألك علما نافعاً ، ورزقاً طيباً ، وعملا متقبلا " رواه أحمد في المسند ، والنسائي في عمل اليوم والليلة .

    338- قال أبو قلابة : إذا أحدث الله لك علماً فأحدث له عبادة ولا يكن همك أن تحدث به.

    342- قال حسن بن صالح : إنك لا تفقه حتى لا تبالي في يدي من كانت الدنيا.

    345- قال سفيان الثوري : زينوا العلم ولا تزينوا به .

    وقال : إنما يتعلم العلم ليُتقى به الله ، وإنما فُضِّل العلم على غيره لأنه يتقى به الله .

    349- الذي يعلم الناس وينسى نفسه .

    قال المؤلف : قد ذم الله في كتابه قوماً كانوا يأمرون الناس بأعمال البر ولا يعملون بها ذماً وبخهم الله بها توبيخاً يُتلى على طول الدهر إلى يوم القيامة فقال: " أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون " .

    قال ابن مسعود : إني لأحسب أن الرجل ينسى العلم قد علمه بالذنب يعمله.

    - قال أبو العتاهية :

    وصفتَ التقى حتى كأنكَ ذو تقى  وريحُ الخطايا من ثناياك تسطعُ

    - يا أيها الرجل المعلم غيره   هلاّ لنفسك كان ذا التعليم

    ابدأ بنفسك فانهها عن غيها    فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

    فهناك يُقبل ما تقول ويُقتدى    بالعلم منك وينفع التعليم

    تصف الدواء لذي السقام من الضنا   كيما يصح به وأنت سقيم

    وأراك تُلقح بالرشاد عقولنا نُصحاً     وأنت من الرشاد عديم

    لا تنه عن خلق وتأتي مثله          عارعليك إذا فعلت عظيم

    الجزء 2

    12- قال عيسى عليه السلام : من علم وعمل وعلمّ فذلك يُدعى عظيماً في ملكوت السموات.

    13- وقال رجل لإبراهيم بن أدهم : قال الله عز وجل: " ادعوني أستجب لكم " فما لنا ندعو فلا يستجاب لنا ؟ فقال إبراهيم: من أجل خمسة أشياء . قال: وما هي ؟ قال:

    1- عرفتم الله فلم تؤدوا حقه.

    2- وقرأتم القرآن فلم تعملوا بما فيه.

    3- وقلتم: نحب الرسول وتركتم سنته.

    4- وقلتم: نلعن إبليس وأطعتموه.

    5- والخامسة: تركتم عيوبكم وأخذتم في عيوب الناس.

     

    33-  الحرص على المال والوظيفة ومصدر الرزق .

    قال أيوب السختياني : قال لي أبو قلابة : يا أيوب الزم سوقك ؛ فإن فيها غنى عن الناس وصلاحاً في الدين .

    وقال سفيان الثوري : لأن أخلّف عشرة آلاف درهم يحاسبني الله عليها أحب إلي من أن أحتاج إلى الناس .

    35- وقال أبو الدرداء : ليس من حبك الدنيا التماسك بما يصلحك منهما .

    - وكان يقول : من فقهك إصلاحك معيشتك .

    - وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا معشر القراء استبقوا الخيرات ، وابتغوا من فضل الله، ولا تكونوا عيالا على الناس .

    77-  ضبط مسائل التيسير على الناس .

    قال سفيان الثوري : إنما العلم عندنا الرخصة من ثقة ، فأما التشديد فيحسنه كل أحد.

    102- لابد من معرفة مسائل الخلاف .

    عن عطاء قال : لا ينبغي لأحد أن يفتي الناس حتى يكون عالماً باختلاف الناس، فإنه إن لم يكن كذلك ردّ من العلم ما هو أوثق من الذي في يديه.

    عن قتادة قال: من لم يعرف الاختلاف لم يشم رائحة الفقه بأنفه .

    - قال سعيد بن أبي عروبة : من لم يسمع الاختلاف فلا تعدوه عالما.

    104- المعرفة بالدليل مع الحكمة والفهم .

    قيل لعبد الله بن المبارك : متى يسع الرجل أن يفتي ؟ قال: إذا كان عالماً بالأثر، بصيرا بالرأي .

    105- كيف تنظر لأخطاء العلماء والمصلحين ؟

    قال بعضهم : ليس من عالمٍ ولا شريفٍ ولا ذي فضل إلا وفيه عيب ، ولكن من كان فضله أكثر من نقصه ذهب نقصه لفضله ، كما أنه من غلب عليه نقصانه ذهب فضله .

    106- العلماء ثلاثة .

    عن أبي حيان التيمي قال: العلماء ثلاثة :
    1- عالم بالله وبأمر الله .

    2- عالم بالله وليس بعالم بأمر الله .
    3- عالم بأمر الله وليس بعالم بالله .

    فأما العالم بالله وبأمره فذلك الخائف لله العالم بسنته وحدوده وفرائضه.

    وأما العالم بالله وليس بعالم بأمره فذلك الخائف لله وليس بعالم بسنته ولا حدوده ولا فرائضه ، وأما العالم بأمر الله وليس بعالم بالله فذلك العالم بسنته وحدوده وفرائضه وليس بخائف له.

    117- لا تتكلم بلا علم .

    قال مالك : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم إمام المسلمين وسيد العالمين يُسأل عن الشيء فلا يجيب حتى يأتيه الوحي.

    119- عن عقبة بن مسلم قال: صحبت ابن عمر أربعة وثلاثين شهراً فكان كثيراً ما يُسأل فيقول: لا أدري ، ثم يلتفتُ إلي: فيقول أتدري ما يريد هؤلاء ؟ يريدون أن يجعلوا ظهورنا جسرا إلى جهنم .

    وقال أبو الدرداء : قول الرجل فيما لا يعلم : لا أعلم : نصف العلم.

    172- شيء من اختلاف الصحابة .

    - أنكر ابن عباس على علي أنه أحرق المرتدين بعد قتلهم ، واحتج ابن عباس بقوله صلى الله عليه وسلم: من بدّل دينه فاضربوا عنقه ، فبلغ ذلك علياً فأعجبه قوله .

    178- الرجوع للحق إذا تبين لك .

    في كتاب عمر إلى أبي موسى الأشعري : لا يمنعنك قضاء قضيته بالأمس راجعتَ فيه نفسك وهُديتَ فيه لرشدك أن ترجع فيه إلى الحق ، فإن الحق قديم ، والرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل .

    321- طلب العلم مراتب .

    قال المؤلف : طلب العلم درجات ومناقل ورتب ، لا ينبغي تعديها ، ومن تعداها جملة فقد تعدى سبيل السلف رحمهم الله ، ومن تعدى سبيلهم عامداً ضلّ ، ومن تعداه مجتهداً زلّ .

    تم بحمد الله قبل فجر الخميس 24 رمضان 1442 هـ


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    بين الزوجين

    0:00

    مقاصد الزواج

    0:00

    مشاهد من يوم القيامة

    0:00

    قواعد في الأسماء والصفات

    0:00

    بدعة المولد النبوي

    0:00



    عدد الزوار

    4176133

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة