• الاربعاء 15 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :24 ابريل 2024 م


  • خلق المسلم عند الفتن





  • 1 - من المتقرر في النصوص أنه في كل عام تزداد الفتن، كما في الحديث الصحيح " لا يأتي زمان إلا والذي بعده شرٌ منه حتى تلقوا ربكم " رواه البخاري عن أنس.

    2 - عند اشتداد الفتن ينبغي الفرار إلى الله تعالى والتقرب إليه، كما قال تعالى (ففروا إلى الله) وفي صحيح مسلم " العبادة في الفتن كهجرة إليّ ".

    وهذا المعنى يغيب عند بعض الناس، فتجده عند الفتن مهموماً بمتابعة الأحداث لحظة بلحظة، غافلاً عن عبادة ربه، والقليل من يجمع بين إدراك الواقع وتحقيق الفرار إلى الله تعالى.

    3 - المفزع عند الشدائد إلى الله تعالى، لذا يجب أن نتربى نحن ونربي المجتمع على تحقيق التعلق بالله تعالى وتفويض الأمور إليه والتوكل عليه والثقة بأنه قريب من عباده، كما قال تعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريبٌ أجيبُ دعوة الداع إذا دعان).

    4 - الثقة بأن أقدار الله كلها خير، مهما ظهر لنا خلاف ذلك، كما قال تعالى (لا تحسبوه شراً لكم).

    فهذا الواقع الذي نتألم لتفاصيله وما يجري فيه، كل ذلك وغيره لم ولن يخرج عن تقدير الله تعالى وعلمه وحكمته، قال تعالى (أليس الله بأحكم الحاكمين)، ونحن عندما نتأمل اسم الحكيم الذي تكرر كثيراً في القرآن، لابد أن نتعبد لله تعالى بموجب هذا الاسم فنوقن بأن الله حكيم في تقدير كل ما يجري.

    5 - مع اعتقادنا بأن كل شيء بقدر، فيجب علينا مدافعة القدَر بالقدَر، وكما نُدافع قَدَر المرض بالتداوي، فلابد أن نُدافع قَدَر الفتن بالبحث عن الحلول التي تُزيلها أو تُخففها على قاعدة المصالح الشرعية.

    6 - ضبط القرارات التي نصدرها وقت الفتن بقاعدة المصالح والمفاسد، لأن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها، والنظر لها يجب ألّا يكون من طرفٍ واحد يرى الواقع من رؤيته الخاصة التي قد تصيبُ وقد تخطئ، بل يكون النظر للمصالح من مجموعة من العلماء الذين يعرفون شريعة الله تعالى ويدركون الواقع ويعرفون ما يجري فيه.

    7 - دراسة السنن الكونية والتأمل في سير الأنبياء والأمم الماضية والحضارات السابقة، وذلك من خلال التدبر لكتاب الله تعالى والنظر في التاريخ، كما قال تعالى (قل سيروا في الأرض فانظروا)، وقال تعالى (ولن تجدَ لسنّةِ الله تبديلاً ولن تجدَ لسنّةِ اللهِ تحويلاً)، وينبغي تعليم هذه السُنَن للناس ليدركوا الواقع وأحوال الفتن التي تمر بهم.

    8 - اليقين الكامل بأن المستقبل لهذا الدين وأن النصر آت ولو بعد حين، كما قال تعالى (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين – إنهم لهم المنصورون – وإن جندنا لهم الغالبون) وقال جل وعلا (ألا إن نصر الله قريب) وتأمل في حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وما جرى لهم، ثم انظر في نهاية المعاناة التي كانت لهم وللفئة المؤمنة التي معهم.

    9 - نسمع من يتحدث في وقت الفتن عن أشراط الساعة ويربط كل حدث من أحداث الواقع بدليل من أشراط الساعة، وقد يصيب البعض في ذلك وقد يخطئ، والمرجع هنا لأهل العلم، ولنحذر من الخرافات التي يطلقها بعضهم انطلاقاً من أحاديث لا أساس لها من الصحة أو من سوء الفهم للنصوص الواردة في ذلك.

    10 - حَرِيٌ بأهل الإيمان أن يقفوا صفاً واحداً في تثبيت بعضهم على الحق وتشجيع القائمين عليه، والدفاع عنهم؛ لأن النفس قد تضعفهم وقت الفتن.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    فضائل وأحكام صلاة الجماعة

    0:00

    الإظهار العاطفي

    0:00

    خذوا ما آتيناكم بقوة

    0:00

    من مظاهر الفتور

    0:00

    إن المتقين في مقام أمين

    0:00



    عدد الزوار

    4152854

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة