• السبت 21 جُمادى الأولى 1446 هـ ,الموافق :23 نوفمبر 2024 م


  • 45 دليل على فضل طلب العلم




  •  

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد، فهذه بعض الأدلة التي تحفزك لطلب العلم، جمعتها من كتاب الله تعالى ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أقوال السلف، مع بيان شيء من فوائد العلم للفرد والمجتمع.

    نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن تعلم العلم الشرعي وعمل به.

     

    * فضائل من القرآن:

    1 - أن الله نفى المساواة بين أهل العلم وغيرهم، قال تعالى ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) [ الزمر: 9 ] .

    2 - أن الله أمر بالرجوع إليهم وسؤالهم، وهذه تزكية لهم، قال تعالى ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) [ النحل: 43 ] .

    3 - أن الله مدح أهل العلم بأن جعل القرآن محفوظاً في صدورهم، قال تعالى ( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) [ العنكبوت: 49 ] .

    4 - أن الله أمر نبيه بطلب الزيادة منه، قال تعالى ( وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ) [ طه: 114 ] ، ولم يأمر الله نبيه بأن يطلب الزيادة في شيء إلا في العلم .

    5 - أنهم أهل الخشية، قال تعالى ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) [ فاطر: 28 ] ، وخشية الله من أعظم الطرق الموصلة إلى رضوان الله وجنته.

    6 - أن العلماء هم الذين يفهمون أمثال القرآن، قال تعالى ( وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ) [ العنكبوت: 43 ] .

    وفي القرآن نحو بضعة وأربعين مثلاً، وكان بعض السلف إذا مر بمثل لم يفهمه يبكي ويقول: لستُ من العالمين.

    7 - أن الله عدّد نِعَمه على رسوله فكان العلم من أجلها، قال تعالى ( وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ) [ النساء: 113 ] .

    8 - أن الله تعالى ذمّ الجهل وأهله، قال تعالى ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ) [ الأنعام: 111 ] ، وقال سبحانه ( وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) [ الأعراف: 119 ]، فإذا كان الجهل مذموم فلماذا لا ترفع الجهل عن نفسك، وتبدأ بطلب العلم؟

    9 - أن الله تعالى مدحَ الكلبَ المُعلّم وجعل صيده معتبر به، قال تعالى ( مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ ) [ المائدة: 4 ] .

    فإذا كان الكلب المتعلم أفضل من غيره، فكيف بالإنسان المتعلم، لاشك أنه أفضل من غيره من الجاهلين.

    10 - أن الله تعالى أخبرنا عن موسى عليه السلام ورحلته لأجل العلم، قال تعالى على لسان موسى ( هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ) [ الكهف: 66 ] .

    11 - أن أول آية نزلت " اقرأ " ففيها الحث على العلم.

    ومن الأحاديث التي جاءت في فضل العلم:

    1 - ما ورد في فضل مجالس العلم، عن معاوِيَة رضي الله عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رسُول اللَّهِ ﷺ خرَج علَى حَلْقَةٍ مِن أَصحابِه فَقَالَ: مَا أَجْلَسكُمْ؟

    قالوا: جلَسْنَا نَذكُرُ اللَّه، ونحْمدُهُ علَى ماهَدَانَا لِلإِسْلامِ، ومنَّ بِهِ عليْنا.

    قال: آللَّهِ مَا أَجْلَسكُمْ إِلاَّ ذَاكَ؟

    قالوا: واللَّه مَا أَجْلَسنا إِلاَّ ذَاكَ.

    قالَ: أَما إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهمةً لكُمْ، ولِكنَّهُ أَتانِي جبرِيلُ فَأَخْبرني أَنَّ اللَّه يُباهِي بِكُمُ الملائكَةَ " رواهُ مسلم.

    2 – حديث ( لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم في طاعته ) رواه ابن حبان وابن ماجه ، وصحح البوصيري إسناده.

    قال ابن قدامة: وغرس الله هم أهل العلم والعمل، فلو خلت الأرض من عالم خلت من غرس الله تعالى.

    3- حديث ( فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ) رواه الترمذي وحسنه .

    وفيه وقفات:

    - ما وجه تشبيه العالِم بالقمر؟

    الجواب:

    1- أن القمر يأخذ نوره من الشمس وهكذا العالم يأخذ علمه من الوحي.

    2- أن القمر له درجات " هلال ، بدر " وهكذا العلماء يتفاوتون في علمهم .

    * فضل العالم على العابد من أمور:

    1- أن نفع العالم متعدي بخلاف العابد.

    2- أن العلم يصحح العبادة لا العكس.

    3- أن العلماء ورثة الأنبياء ولم يأت هذا للعابد.

    4- أن العابد تبع للعالم مقلد له.

    5- أن العلم يبقى نفعه بعد الموت وهذا ليس في العبادة.

    4 - حديث ( من يرد الله به خيراً يفقه في الدين ) متفق عليه .

    فإذا رأيتَ أن الله صرفك للعلم ومجالسة أهله والاستفادة منهم، أو الاستفادة من أي وسيلة نافعة لتحصيل العلم، فاعلم أن الله أراد بك خيراً.

    5 - حديث ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا ) رواه مسلم .

    وكل أحاديث فضل الدعوة والتعليم تدخل ضمناً في أحاديث فضل العلم، لأن الدعوة لا تقوم إلا على العلم.

    6 - حديث ( إن الله وملائكته ليصلون على معلم الناس الخير ) رواه الترمذي وصححه الألباني .

    فانظر لهذا الفضل الكبير، كيف يفوز من يُعلِّم الناس بثناء الله، واستغفار الملائكة بسبب تعليمه، وهذا لن يتحقق له إلا إذا كان لديه علم ولو قليل.

    7 - حديث ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له طريقاً إلى الجنة ) رواه مسلم .

    8- حديث ( نضّر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلّغها فَرُبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه ) رواه الترمذي وحسنه ، وهذا الحديث متواتر، حيث رواه 20 صحابي .

    قال ابن قتيبة : ولو لم يكن في فضل العلم إلا هذا وحده لكفى به شرفاً فإن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لمن سمع كلامه ووعاه وحفظه وبلّغه.

    10 - حديث ( بلّغوا عني ولو آية ) رواه البخاري .

    قال ابن القيم: وهذا فيه الأمر بنشر العلم وبثه في الناس وحصول النفع للناس بسببه، ولو لم يكن في تبليغ العلم عنه صلى الله عليه وسلم إلا حصول ما يحبه لكفى به فضلاً، ومعلوم أنه لا شيء أحبّ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من إيصاله الهدى إلى جميع الأمة فالمُبلّغ عنه ساع في حصول محابه.

    11 - ومن فضل العلم: تقديم صاحب العلم في الولايات الدينية كحديث " يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله " رواه مسلم.

    وهذا يدل على شرف العلم وفضله وأن أهله هم أهل التقدم إلى المراتب الدينية.

    12 - أن النصوص النبوية تواترت بأن أفضل العمال " إيمان بالله " والإيمان له ركنان:

    1- معرفة ما جاء به الرسول والعلم به.

    2- تصديقه بالقول والعمل.

    * فضائل متفرقة للعلم:

    1 - أن الناس كلهم بحاجة للعلماء حتى أفضل المراتب وهو الجهاد لا يقوم إلا على نور العلم وتوجيه العلماء.

    2 - قال سفيان الثوري: أرفع الناس من كان بين الله وبين عباده وهم الرسل والعلماء.

    3 - أن العلماء ورثة الرسل، والرسل جاءوا لإصلاح الأمم، وبعد الرسل يا ترى من سيُعلم الناس دينهم إلا أهل العلم؟

    4 - قال ابن القيم: فإن العالِم إذا زرعَ علمه عند غيره ثم مات، جرى عليه أجره وبقي له ذكره، وهو عمرٌ ثان وحياة أخرى، وذلك أحق ما تنافس فيه المتنافسون ورغب فيه الراغبون.

    * من أقوال السلف في فضل العلم:

    1 - قال علي رضي الله عنه: كفى بالعلم شرفاً أن يدّعيه من لا يحسنه ويفرح إذا نُسب إليه، وكفى بالجهل ذماً يتبرأ منه مَن هو فيه.

    2 - قال أبو هريرة رضي الله عنه: لأن أفقه ساعة أحب إلي من إحياء ليلة أصليها حتى أصبح.

    3 - قال مالك: إن أقواماً ابتغوا العبادة وأضاعوا العلم فخرجوا على أمة محمد بأسيافهم ولو ابتغوا العلم لحجزهم عن ذلك.

    4 - قال أبو مسلم الخولاني: مثل العلماء في الأرض مثل النجوم في السماء إذا بدت للناس اهتدوا بها وإذا خفيت عليهم تحيروا.

    5 - قال الحسن البصري: لأن أتعلم باباً من العلم فأعلمه مسلماً أحب إلي من أن تكون لي الدنيا كلها في سبيل الله تعالى.

    من فوائد العلم:

    1 - أن العلم يوصل إلى اليقين الذي به حياة القلب.

    2- أن العلم يميز المرء ويرفعه، ولهذا إذا رأيتَ الرجل الكبير يجهل أبسط المسائل فإنه يعابُ على ذلك.

    3 - أن قبول الأعمال لا بد لها من الإخلاص والإتباع، ولن يعرفهما العبد إلا بالعلم، فالعلم هو أساس القبول.

    4 - أن المجتهد بلا علم يتعب نفسه، فهو كالسائر بلا دليل، وانظر للمبتدع الذي يعمل ولكنه لا يزداد من الله إلا بعداً.

    5 - أن أشرف ما في الوجود " التقرب إلى الله " والتلذذ بمناجاته والسرور بمحبته، ولا ينال ذلك إلا عن طريق العلم.

    6 - أن كل صفة مدح الله أهلها في القرآن فهي نتيجة العلم وثمرته وكل ذم ذمّه الله في القرآن فهو نتيجة الجهل.

    7 - أن العلم حياة للقلوب كما أن المطر حياة للأرض.

    8 - ومن فضائل العلم أن به تصحيحٌ للعقائد.

    ولا شك أن أمر العقيدة هو أجلّ الأمور؛ لأن فيه النجاة وبضده الهلاك.

    ولهذا تواترت النصوص بالعناية بالعقيدة وحفظها من مبطلاتها أو مما ينقصها، وقد اعتنى العلماء قديماً وحديثاً بذلك، ولا ريب أن العلم هو أعظم ما يصحح عقائد الناس إذ كيف يعرف الناس التوحيد من الشرك إلا بالعلم.

    ولهذا قال العلماء: إن طلب العلم المتعلق بأصول الدين وقطعيات العقيدة فرض عين على كل مسلم قادر.

    وإذا تأملت في حال بعض الناس في العالم الإسلامي لرأيت العجب من المخالفات العقدية، ولا شك أن غياب العلم أو العلماء له دور في ذلك الجهل الكبير عندهم.

    9- ومن فضائل العلم، تصحيح العبادات.

    فالله خلقنا لعبادته، وبدون علم يا ترى كيف سنعبد الله وكيف نصلي ونصوم ونعتمر ونحج؟ وانظر لحال الكثيرين الذين يقعون في أخطاء في عباداتهم تجد أن ترك العلم هو السبب في ذلك.

    10- ومن فضائل العلم، تصحيح المعاملات.

    وهذا يظهر في البيع والشراء وما يتعلق به من مسائل.

    وهل دخلت علينا المحرمات والشبهات إلا بسبب جهل بعضنا بها؟ أو الجهل بحكمها أو بعقوبة التساهل في ارتكابها؟

    ويأتي دور العلم ليصحح المسار ويوضح الصواب من الخطأ في تلك المعاملات.

    11- ومن فضائل العلم، بيان وسائل الشيطان.

    ولهذا فإن العالِم يسعى لإفسادِ خططِ الشيطان، لأن الشيطان يسعى لإضلال الناس كما قال تعالى ( إن الشيطان لكم عدو ) .

    ويأتي العالِم بعلمه وتوجيهه ليؤثر في الناس ويبصرهم بالطريق الموصل إلى الله، وليحذرهم من خطوات الشيطان.

    12- ومن فضائل العلم، أنه يصحح المعلومات.

    لقد درسنا في المدارس وسمعنا القصص من الآباء والأجداد ونظرنا في الكتب والمجلات فحصل من جميع ذلك كمٌ هائل من المعلومات، ولكن يا ترى كم هو الصحيح منها وكم هو الباطل والخرافة؟

    ويأتي هنا دور العلم ليصحح تلك المعلومات.

    13- ومن فضائل العلم أن فيه مقابلة لتيار الفساد والمفسدين.

    لأن طلب العلم يحمي صاحبه من الشبهات والشهوات، ثم إذا انتقل ذلك المتعلم إلى تعليم الناس فهذا نور على نور، وبذلك يكون من أسباب وقاية المجتمع من شرور الفساد.

    * أحاديث ضعيفة في العلم:

    1- " فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد " رواه الترمذي وقال: غريب؛ يعني " ضعيف " وذكره ابن الجوزي في العلل.

    2- " من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع " رواه الترمذي، وفيه أبو جعفر الرازي سيئ الحفظ.

    3- " من طلب العلم كان كفارة لما مضى " رواه الترمذي، وقال: ضعيف الإسناد.

    ولكن قال ابن القيم: وطلب العلم من أفضل الحسنات والحسنات يذهبن السيئات، فالعمدة على هذا لا على الحديث.

    نسأل الله أن يجعلنا ممن تعلّم العلم لأجل الله وعمل به ودعا إليه وصبر على الأذى في سبيل ذلك.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    تلاوة من سورة آل عمران 137-168

    0:00

    تلاوة من سورة الواقعة

    0:00

    تأملات في سورة الواقعة - 1

    0:00

    مسائل في البيوع

    0:00

    سورة الزخرف

    0:00



    عدد الزوار

    4973008

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 24 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1596 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة