الأخلاق في حياة أهل العلم

عدد القراءات : 59

من الغريب في حياة السلف، أنهم كانوا يهتمون بالنظر لأخلاق العلماء والاستفادة منها، حتى إنهم ربما حضروا للدروس لأجل ذلك فقط، مع ماسيحصلون عليه من العلم، ولك أن تتأمل معي هذه الأخبار.

١- عن إبراهيم قال : كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى صلاته وإلى سمته وإلى هيئته ثم يأخذون عنه .

٢- وعن الأعمش قال : كانوا يتعلمون من الفقيه كل شيء حتى لباسه ونعليه.

٣- وقيل لابن المبارك: أين تريد ؟ قال : إلى البصرة ، فقيل له من بقي ؟ فقال: ابن عون آخذ من أخلاقه، آخذ من آدابه.

٤- وقال عبد الرحمن بن مهدي : كنا نأتي الرجل ما نريد علمه ليس إلا أن نتعلم من هديه وسمته .

٥- وكان علي بن المديني وغير واحد يحضرون عند يحيى بن سعيد القطان ما يريدون أن يسمعوا شيئاً إلا أن ينظروا إلى هديه وسمته.

٦- وقال عبد الله بن أحمد سمعت ابن علي بن المديني يقول : رأيتُ في كتب أبي - يعني علي بن المديني - ستة أجزاء مذهب أبي عبد الله وأخلاقه ، ورأيت أحمد يفعل كذا ويفعل كذا وبلغني عنه كذا وكذا . يقصد الإمام أحمد رحمهم الله أجمعين .

وبعد ذلك يمكن أن نقول:

١- إن العلماء كانوا أصحاب أخلاق ظاهرة ولم يقتصروا على مجرد تحصيل العلم.

٢- أن مجالس العلماء قديماً كانت مدرسة في الأخلاق، حتى إن الواحد يحرص على الحضور لأجل الاقتداء بهؤلاء العلماء المتميزين بأخلاقهم.

٣- في زمننا لابد أن يتربى طالب العلم على حسن الخلق ولاتكن همته على الحفظ والفهم واقتناء الكتب وغيرها من وسائل العلم، ولأن طالب العلم المتميز بحسن الخلق سيؤثر في المجتمع الذي يختلط به، سواء كانوا أهله أو أصحابه أو عامة الناس الذين يشاهدهم في المساجد أو المجالس ونحو ذلك.

نسأل الله أن يجعلنا ممن تعلّم العلم وعمل به .

مواد آخرى من نفس القسم

طالب العلم وثقافة الواقع

طالب العلم والإنترنت

طالب العلم والإخلاص

مكتبة الصوتيات