• الخميس 08 ذوالقعدة 1445 هـ ,الموافق :16 مايو 2024 م


  • هل تريد أن تتزوج بالثانية ؟



  • من واقع عملي كمستشار ومدرس ومحاضر في عدة دورات وسماعي لعشرات الاستشارات المتعلقة بالتعدد، أحببت أن أضع هنا بعض الإضاءات المتعلقة بالتعدد.

    * التعدد من الناحية الشرعية لا نقاش في جوازه، وربنا يقول " فانكحوا ما طاب لكم من النساء "، والنقاش هنا ليس عن هذا.

    * التعدد يختاره بعض الناس بطريقة عشوائية بلا دراسة ولا تفكير.

    * وقفتُ على حالات لمن تزوج الثانية لأنه كان في مجلس وقال له أحد كبار السن: جتك بنتي، فقال صاحبنا: تم، وتم الزواج هكذا بدون أي ترتيب.

    * يتزوج بعضهم بالثانية رغبةً في التغيير فقط وليس هناك أي ترتيب نفسي ومالي لطبيعة الحياة بعد التعدد، وبعد ذلك ربما يطلق الثانية لأنه سيتفاجأ بالمصاريف والشكاوى من الطرفين.

    * بعض الرجال لا يستشير قبل التعدد، ويقول: أنا رجل ولا أحد يعلمني، وهذا جهل وغباء، لأن الاستشارة منهج شرعي، وربنا يقول لنبيه ( وشاورهم في الأمر ) وقال الله عن المؤمنين ( وأمْرُهُم شورى بينهم ) وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم مليئة بالقصص التي استشار فيها أصحابه .

    يا أيها القارئ، قد تعتقد أني ضد التعدد من خلال الكلام السابق.

    وقد تظن أني متشائم من التعدد، وقد تقول إني ضعيف التفكير ومحدود النظرة.

    فأقول: بلا شك أن هناك قصص نجاح في التعدد، لما فيه من فوائد كثيرة، فهو إعفاف للطرفين، ويقلل نسبة العنوسة، وسبب لرعاية بعض الأسر التي تحيط بها الظروف الصعبة، وهو فرصة لكثرة النسل، وباب لتجديد الحياة عند الطرفين.

    إن مرادي هنا هو التذكير بالتأني والحكمة في التعدد وليس رفض الموضوع.

    ومضة: البواعث للتعدد كثيرة، ويختلف الرجال فيها، ومنها:

    ١- عدم الإنجاب عند الأولى.

    ٢- الرغبة في الإنجاب أكثر بسبب توقف الأولى أو مرضها.

    ٣- قد تكره سلوكيات معينة عند الأولى.

    ٤- قد تكون الأولى ناقصة الجمال.

    ٥- قد ترغب في إعفاف نفسك مع زوجة ثانية لأنك تملك قوة جنسية.

    ٦- قد تكون الأولى مريضة نفسياً أو فيها عين أو سحر ونحو ذلك.

    ٧- ولعل هناك أسباب أخرى.

    ومضة: منهجي في الاستشارة أن أقول لمن يريد التعدد: ما مدى رضاك عن زوجتك الأولى وحبك لها وإعجابك بأخلاقها وخدمتها لك؟

    وعندي عشر نقاط في التقييم:

    ١- الجمال واهتمامها بنفسها.

    ٢- الأخلاق.

    ٣- مراعاتاها للجوانب المالية.

    ٤- تعاملها مع أهلك وخاصة والديك.

    ٥- خدمتها لك.

    ٦- الجوانب النفسية عندها، من السعادة، والتفاؤل. 

    ٧- التدين والعبادة.

    ٨- إعفافها لك. 

    ٩- مدى حبك لها. 

    ١٠- عنايتها بالبيت نظافةً وترتيباً.

    عندما يسألني أحد عن التعدد أطرح عليه هذه النقاط وأطلبُ منه أن يضع نسبة عند كل نقطة، مثلاً، الجمال ٦ من ١٠، التدين ٧ من ١٠، وهكذا، حتى ننتهي من النقاط العشر، وبعد ذلك نحسب النسبة من ١٠٠ ، فإن كانت فوق ٦٠ ٪‏ فأنصحه بالتأني وعدم الاستعجال في التعدد.

    وإن كان أقل من ذلك، أقول له: هل مارست أدوية للنقص الذي عند زوجتك الأولى؟

    فإن كان لم يمارس فلابد أن يبدأ بالحلول لها، فإن لم تنفع فليتزوج بالثانية.

    إشارة مهمة:

    في تصوري إن كانت الزوجة الأولى سلبياتها أكثر من إيجابياتها فليمارس معها خمسة حلول:

    ١- النصيحة بالتي هي أحسن وبالكلمة الطيبة فإن صلح حالها فالحمد لله، ولن تحتاج للتعدد.

    ٢- فإن لم ينفع الحل السابق، فغيّر أسلوب نصيحتك وبدون استخدام الكلمات الجارحة، فإن صلح حالها فالحمد لله، ولن تحتاج للتعدد.

    ٣- فإن لم ينفع الحل السابق، فأخبر والدها أو والدتها بعيوبها لينصحوها ويذكروها بحقوقك، فإن استجابت لنصحهم وعرفت خطأها فالحمد لله، ولن تحتاج للتعدد.

    ٤- فإن لم ينفع الحل السابق، فأخبر والديك لينصحوها أو يجلسوا مع أهلها للمناقشة في حياتكما، فإن اتفقتم على شيء مناسب فالحمد لله، ولن تحتاج للتعدد.

    ٥- إذا لم تنفع كل الحلول السابقة فهنا لابد من الحل الأخير وهو أن تتركها عند أهلها فترة معينة " أسبوع، شهر، خمسة أشهر" لعلها تراجع نفسها وتعيد حساباتها، فإن اعترفت بعيوبها واعتذرت لك ووعدت بعدم الرجوع لتلك العيوب فهنا نكون وصلنا للحل المناسب وهو الرجوع لبعض وعدم التعدد حتى لا تفتح لك نافذة أخرى مع زوجة جديدة لا تدري هل تنجح معها أم لا.

    وإن رفضت الصلح معك ولم تبال بك ولم تعتذر فهذه لا تناسبك ولا يصلح أن تقضي بقية حياتك معها، فهنا نقول لك: قد يناسبك التعدد وتبقي زوجتك الأولى وخاصة إذا كان معك أولاد منها، وقد يكون الطلاق هو الأنسب والبحث عن زوجة جديدة تعيش معها أيام أفضل بقية عمرك.

    ومضة: من الخطأ أن تقرر التعدد بسبب خلاف مع الأولى، لأن الخلاف لا يعالج بزوجة ثانية بل يعالج بالحلول السابقة.

    لأن الزوجة الثانية من الطبيعي أنه سيحدث معها خلاف مهما كانت متميزة، فهل ستطلق الثانية بسبب الخلاف ثم تتزوج بثالثة؟

    هذه فوضى في التعدد ودمار للبيوت، ولك أولاً.

    ومضة: إلى ولي الأمر، إذا جاءك من يريد ابنتك زوجة ثانية له فلا تستعجل في القبول مهما كانت ظروف ابنتك، فربما كان المتقدم مليء مالياً ولكنه فاشل إدارياً، وربما طلق ابنتك بعد شهر.

    ومضة: بعض المجتمعات والقبائل ينتشر عندهم التعدد ويصبح عادة عندهم، فهنا قد يكون الموضوع أسهل غالباً، لأن الزوجة الأولى تقبل بالفكرة وتستوعب متاعبها بشكل أفضل من بعض النساء اللواتي لم ينتشر عندهم التعدد.

    ومضة: بعض الرجال يختار التعدد بدون دراسة النواحي المالية، ويقول " الله يرزقنا " ولكنه بعد الزواج يتفاجأ بالمصروفات من المهر، والأثاث، ثم الإيجار، ثم الفواتير، وتكاليف جديدة لم تخطر بالبال، وحينها يقرر طلاق الثانية لأنها هي التي أتعبته - مالياً -، والحق أنه المخطئ في قرار التعدد لعدم قدرته المالية.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    ثلاثون قصة من حياة العلماء

    0:00

    كيف تلقي كلمة ؟

    0:00

    تلاوة من سورة الكهف

    0:00

    أسرار الصـــلاة

    0:00

    عادات الأشخاص الناجحين

    0:00



    عدد الزوار

    4209101

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1595 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة