• الجمعة 1 شَعْبان 1446 هـ ,الموافق :31 يناير 2025 م


  • لقد رضي الله




  • (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا).

    هناك وفي شدة الحر، وفي عناء السفر، تتم بيعة الرضوان، بين أولئك النفر من الصحابة وبين الرسول صلى الله عليه وسلم.

    إنها بيعة الرضوان، ويكفيك اسمها " الرضوان ".

    تحت الشجرة يتقدم الصحابة ليصافحوا بأيديهم يد الرسول صلى الله عليه وسلم، ويؤكدون له البقاء في مناصرته والثبات معه، وفي الرواية أنهم بايعوه على الموت.

    عبارة شديدة " على الموت " نعم نموت دفاعاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا الحب وهكذا تكون التضحيات.

    إن حياتهم لا شيء لولا وجود النبي عليه الصلاة والسلام فكيف لا يبايعونه؟

    إنه سر سعادتهم فكيف لا يبايعونه؟ إنه الروح الذي تجري في أرواحهم.

    يتقدم الأول والثاني وهكذا حتى ينتهي ذلك العدد وهم نحو ١٤٠٠ رجل.

    وحينما تمت المبايعة ينزل الوحي معلناً الرضا الرباني لتلك الفئة الطاهرة " لقد رضي الله " لقد تم وانتهى ونزل الرضا لكم أيها الجيل النقي التقي.

    يا ترى كيف تلقى ذلك الجيل هذا الخبر السماوي؟

    أنت بذاتك يا فلان رضي الله عنك، لقد تمت المبايعة وتم الرضوان.

    إنها لحظات النصرة للدين التي نستجلب بها رضا الرب الكريم.

    إن المكان تحت شجرة، إنه ليس قصر ولا قاعة احتفالات، إننا حينما نعمل مع الله وفي خدمة دينه لا يهم طبيعة المكان ولا جماله، المهم أن نعمل لله.

    (فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ) هذا هو السر الذي رفع شأنهم واستنزلوا به رضا الرب لهم، إنهم تحت شجرة، ولكن قلوبهم تجاوزت حدود الدنيا وتعلقت بالآخرة وأرادت الله وحده، يا الله ما هذه القلوب؟

    لقد رأى الله قلوبهم واحداً واحداً ولم ير من واحدٍ منهم شيئاً يداخله خلل " فعلم ما في قلوبهم " الآية تتحدث عن الجميع لا عن فرد منهم.

    أي جيل كان ذاك الجيل، لقد اتفقوا في المكان وقبل ذلك اتفقت قلوبهم على الصدق مع الله والتضحية بكل شيء لأجل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    أيُّ حبٍ سكن في قلوبهم، أي جمال، أي جلال، ما هذه العظمة؟

    وكانت النتيجة لذلك الصفاء القلبي (فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ).

    لقد توالت على ذلك الجيل في تلك الدقائق التي كانت تحت الشجرة نِعماً جليلة:

    أولاً: رضي الله عنهم.

    ثانياً: أنزل السكينة عليهم.

    ثالثاً: وأثابهم فتحاً قريباً. وهو فتح خيبر بعد صلح الحديبية.

    وفي ختام تلك الجولة، وبعد عناء تلك الرحلة، يعود ذلك الجيل الطيب الرضي، بهذه المنح الربانية التي لم يكونوا سينالونها لولا الصدق مع الله.


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    نواقض الوضوء

    0:00

    الشوق للجنة

    0:00

    ونفخ في الصور

    0:00

    رسائل في طلب العلم

    0:00

    تلاوة من سورة الانفطار 13-19

    0:00



    عدد الزوار

    5217514

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 29 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1627 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة