• الاثنين 20 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :29 ابريل 2024 م


  • لقد رضي الله

  •  

    ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ) .

    هناك وفي شدة الحر ، وفي عناء السفر ، تتم بيعة الرضوان ، بين أولئك النفر من الصحابة وبين الرسول صلى الله عليه وسلم .

    إنها بيعة الرضوان ، ويكفيك اسمها " الرضوان ".

    تحت الشجرة يتقدم الصحابة ليصافحوا بأيديهم يد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويؤكدوا له البقاء في مناصرته والثبات معه، وفي الرواية أنهم بايعوه على الموت .

    عبارة شديدة " على الموت " نعم نموت دفاعاً عنك يارسول الله ، وهكذا الحب وهكذا تكون التضحيات .

    إن حياتهم لاشيء لولا وجود النبي محمد عليه الصلاة والسلام فكيف لا يبايعونه ؟
    إنه سر سعادتهم فكيف لا يبايعونه ؟ إنه الروح الذي تجري في أرواحهم .

    يتقدم الأول والثاني وهكذا حتى ينتهي ذلك العدد وهم نحو ١٤٠٠ رجل .

    وحينما تمت المبايعة ينزل الوحي معلناً الرضا الرباني لتلك الفئة الطاهرة " لقد رضي الله " لقد تم وانتهى ونزل الرضا لكم أيها الجيل النقي التقي .

    يا ترى كيف تلقى ذلك الجيل هذا الخبر السماوي ؟ كيف استمعوه ؟
    أنت بذاتك يافلان رضي الله عنك ، لقد تمت المبايعة وتم الرضوان .

    إنها لحظات النصرة للدين التي نستجلب بها رضا الرب الكريم .

    إن المكان تحت شجرة ، إنه ليس قصر ولاقاعة احتفالات ولامركزاً للمؤتمرات ، إننا حينما نعمل مع الله وفي خدمة دينه لايهم طبيعة المكان ولاجماله ، المهم أن نعمل لله .

    ( فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ ) هذا هو السر الذي رفع شأنهم واستنزلوا به رضا الرب لهم ، إنهم تحت شجرة ، ولكن قلوبهم تجاوزت حدود الدنيا وتعلقت بالآخرة وأرادت الله وحده ، يا الله ماهذه القلوب ؟

    لقد رأى الله قلوبهم واحداً واحداً ولم ير من واحدٍ منهم شيئاً يداخله خلل " فعلم مافي قلوبهم " الآية تتحدث عن الجميع لا عن فرد منهم .

    أي جيل كان ذاك الجيل ، لقد اتفقوا في المكان وقبل ذلك اتفقت قلوبهم على الصدق مع الله والتضحية بكل شيء لأجل رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    أيُّ حبٍ سكن في قلوبهم ، أي جمال ، أي جلال ، ماهذه العظمة ؟

    وكانت النتيجة لذلك الصفاء القلبي ( فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ ) .
    لقد توالت على ذلك الجيل في تلك الدقائق التي كانت تحت الشجرة نِعماً جليلة :

    أولاً : رضي الله عنهم .

    ثانياً : أنزل السكينة عليهم .

    ثالثاً : وأثابهم فتحاً قريباً . وهو فتح خيبر بعد صلح الحديبية .

    وفي ختام تلك الجولة ، وبعد عناء تلك الرحلة ، يعود ذلك الجيل الطيب الرضي ، بهذه المنح الربانية التي لم يكونوا سينالونها لولا الصدق مع الله .


      


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    تلاوة من سورة الفرقان

    0:00

    مفسدات الصيام

    0:00

    من أسباب زيادة الإيمان

    0:00

    من أسباب حفظ القرآن

    0:00

    رسائل من أب إلى ولده

    0:00



    عدد الزوار

    4169073

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة