• الخميس 16 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :25 ابريل 2024 م


  • همسات حول الحجاب

  •  

    الحمد لله الذي جعل حجاب المرأة شرفاً لها وعزةً ورفعة ، الحمد لله الذي أوجب لنا العفاف والحياء والطهر  .

    والصلاة والسلام والسلام على نبينا محمد الذي حمل رسالة المرأة ودافع عنها أكمل دفاع .

    أما بعد ، فيا معاشر الكرام .

    هل تعرفون قصة تلك المعلمة التي دخلت على البنات في الصف الثالث الابتدائي حين أخرجت لهن حلوى ، بعضها مكشوف وبعضها مغطى .

    فقالت لهن : ما رأيكن أيهما أفضل الحلوى المكشوفة أو المغطاه ؟

    فقالوا بلسان واحد " المغطاه أفضل ".

    نعم أيها المسلمون .

    لقد جاءت شريعة الله بالحفاظ على المرأة لتبقى مغطاةً لتظل قيمتها عاليةً عند الله وعند المجتمع   .

    معاشر المسلمين ، في هذه الأزمنة تخرج صيحات من هنا وهناك تتحدث عن كشف وجه المرأة وتدعو إلى تبرجها وسفورها .

    وكأن قضايا المرأة انتهت فلم يبق إلا أن نخوض في وجهها وهل تكشفه للرجال أم لا ؟

    عباد الله ، إن المسلم يأخذ دينه وشريعته من كتاب الله وماصح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أقوال العلماء الراسخين في العلم ، وليس من آراء الجهال وأهواءهم .

    ونحن هنا نتجول في همساتٍ حول الحجاب وأدلته ، ونتجول في بساتين الحياء والعفاف ، ونقطف ورود من الفوائد حول الدفاع عن المرأة المسلمة .

    الهمسة الأولى : ماهي الأدلة التي توجب على المرأة تغطية وجهها ؟ 

    1- قال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ } .

    قال العلماء : الجلباب: هو الرداء الذي يغطي وجه المرأة ورأسها  .

    ثم بين الله تعالى الحكمة من الحجاب فقال سبحانه " ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ " وذلك لأن وسيلة المعرفة هي الوجه ، والوجه هو أكبر سبب للفتنة والإغراء ، فجاء الأمر هنا بوجوب تغطيته . 

    ثم قال تعالى { فَلَا يُؤْذَيْنَ } أي فلا يتعرض لهن الفُساق بالأذى ، وفي قوله سبحانه : { فَلَا يُؤْذَيْنَ } إشارةً إلى أن في معرفة محاسن المرأة إيذاءً لها ، ولذويها بالفتنة والشر .

    الدليل الثاني: يقول الله تعالى: { وإذاسألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب } .

    وهذا خطاب للصحابة رضي الله عنهم إذا أرادوا أن يسألوا نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا دليل واضح في وجوب وجود غطاء يمنع من رؤية الرجال للنساء .

    وهنا ذكر الله الحكمة من الحجاب حيث قال " ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن " فتأمل بارك الله فيك كيف جعل الله الحجاب سبباً لطهارة القلوب ، وذلك لأن العين تزرع الشهوة في القلب وتجعله يميل للحرام ، فحينما نربي أبصارنا على غض البصر ونربي نساءنا على الحجاب فإننا نكون قد بذلنا السبب في تطهير قلوبنا .

    الهمسة الثانية: من فوائد الحجاب :

    - الحجاب دليل الحياء ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( إن لكل دين خُلُقًا ، وخُلُقُ الإسلام الحياء ) . رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.

    والمرأة ولدت والحياء يجري فيها والحجاب يكمل الحياء ويؤيده .

    - والحجاب يتناسب مع الغَيرة التي جُبل عليها الرجلُ السَّوِيُّ ، الذي يأنف أن تمتد النظراتُ الخائنة إلى زوجته وبناته . 

    الهمسة الثالثة :

    أيها الفضلاء ، إن التبرج والسفور من صفات أهل النار .

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صنفان من أهل النار لم أَرَهُمَا : قوم معهم سِياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسياتٍ عاريات ، مائلاتٍ مميلات ، رؤوسهن كأسنمة البُخْتِ المائلة ، لا يدخلن الجنة ، ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا " . رواه مسلم .

    والتبرج طريقة يهودية وكلنا يعلم كم لليهود من باعٍ كبير في مجال تحطيم الأمم عن طريق فتنة المرأة ، ولقد كان التبرج من أمضى أسلحة مؤسساتهم المنتشرة ، وهم أصحاب خبرة قديمة في هذا المجال ، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ، فإن أول فتنةِ في بني إسرائيل كانت في النساء". رواه مسلم .

    معاشر المسلمين ، إن من يتأمل نصوص الشرع ، وعِبَرَ التاريخ يتيقن مفاسد التبرج وأضراره على الدين والدنيا ، ولا سيما إذا انضم إليه الاختلاط .

    فمن هذه العواقب الوخيمة :

    1- تسابق المتبرجات في مجال الزينة المحرمة لأجل لفت الأنظار إليهن ، مما يُتْلِفُ الأخلاقَ والأموال ، ويجعل المرأة كالسلعة المهينة الحقيرة المعروضة لكل من شاء أن ينظر إليها.

    2- ومنها : فسادُ أخلاقِ الرجال وخاصةً الشباب والمراهقين ، ودفعهم إلى الفواحش المحرمة بأنواعها .

    3- ومنها : تحطيمُ الروابط الأسرية ، وانعدامُ الثقة بين أفرادها ، وتفشي الطلاق .

    4- ومن مفاسد التبرج : المتاجرة بالمرأة كوسيلة دعاية أو ترفيه في مجالات التجارة وغيرها .

    5- ومنها : الإساءةُ إلى المرأة نفسِها ، باعتبار التبرج قرينةً تشير إلى سوء نيتها ، وخبث طويتها ، مما يعرضها لأذية الأشرار والسفهاء .

    6- ومن أضرار التبرج والسفور : انتشار الشهوات ، وبالتالي انتشار الأمراض : قال صلى الله عليه وسلم: " لم تظهر الفاحشة في قومٍ قَطُّ حتى يُعْلِنوا بها إلا فشا فيهم الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تكن في أسلافهم الذين مَضَوْا " رواه ابن ماجه بسند صحيح .

    7- ومنها : تسهيل معصية الزنا بالعين ، قال صلى الله عليه وسلم: " العينان زناهما النظر " رواه مسلم .

    8- ومنها: استحقاق نزول العقوبات العامة ، قال تعالى: { وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرا } .

    و قال صلى الله عليه وسلم : إن الناس إذا رأوا المنكر ، فلم يُغَيِّروه أوشك أن يَعُمَّهم الله بعذاب . رواه ابن حبان بسند صحيح . 

    الهمسة الرابعة: شروط العباءة الشرعية .

    معاشر الكرام ، لقد وضع العلماء شروطاً للعباءة الشرعية وهذه الشروط مستنبطة من نصوص الكتاب والسنة وقواعد الشريعة ، ومن هذه الشروط والضوابط  :

    ١ - أن تكون واسعة غير ضيقة .

    ٢ - أن تكون ثخينة غير شفافة .

    ٣ - أن لاتكون زينة في نفسها كالعباءات التي فيها لمعان وزخارف وألوان .

    ٤ - أن تكون العباءة طويلة ساترة من أعلى الرأس حتى تغطي ظهور القدمين .

    ٥- أن لاتكون مطيبة بالعطور والبخور عند خروج المرأة .

    الهمسة الخامسة:  تاريخ الحجاب .

    أيها الكرام ، إن الناظر في تاريخ الأمم السابقة والدول حتى الكافرة منها يجد أن الحجاب والستر كان من سمة نساءهم ، ومن أراد المزيد من ذلك فليطالع كتاب " هل يكذب التاريخ " ؟.

    الهمسة السادسة: لماذا الهجوم على الحجاب ؟

    ياعبدالله إن الذين يسعون للنقاش في مسألة الحجاب لايريدون تحقيق مصلحةٍ للمرأة وتحريرها من هموم نزلت بها ولا دفاعٍ عن كرامتها .

    إنهم يريدون إخراجها من عفافها وخلعها لحجابها عبر التدرج في ذلك .

    فقبل زمن كان النقاش حول النقاب ثم توسع النقاب وأصبح هناك نقابٌ واسع ، ثم خرجت زينةٌ في النقاب ، وخرجت العينين وزادت الزينة فأصبح هناك مكياج للعين .

    ثم تطورت القضية وبدأت بعض الأخوات بلبس اللثام ، وبعد زمن سيسقط اللثام وتكشف الوجه للعالم ثم ترمي بالعباءة ثم تلبس القصير ثم ماذا ؟

    والواقع في بعض البلاد من حولنا يبصرنا بحقيقة نزع الحجاب الذي نزل بهم ، فلاتغتروا يافضلاء بتلك الصيحات التي تناقش قضية كشف الوجه .

    فالقضية ليست دراسةُ مسألةٍ فقهية ، إنما هي مؤامرةٌ لإسقاط قيمة المرأة وإيقاعها في مهاوي الرذيلة والسفور .

    أختاه صيحي للعالم وقولي :

    فليقولوا عن حجابي       أنه يُفني شبابي 

    وليغالوا في عتابي       إن للدين انتسابي 

    لا و ربي لن أبالي      همتي مثل الجبال 

    أيُ معنى للجمال        إن غدا سهلَ المنال 

    حاولوا أن يخدعوني      صحتُ فيهم أن دعوني 

    سوف أبقى في حصوني  لستُ أرضى بالمجون 

    ديننا دينُ الفضيلة      ليس يرضى بالرذيلة 

    الهمسة السابعة: تساؤلات ؟

    لماذا لانسمع من هؤلاء المتحدثين عن الحجاب كلاماً عن حقوق الأرامل والمطلقات ؟ لماذا لايؤسسون برامج لحماية المرأة من العنف الأسري ؟

    لماذا لا يدافعون عن حقوق النساء اللواتي يعانين من هموم مالية ؟

    ألا توجد لديهم إلا مسألةَ كشف الوجه ؟

    الهمسة الثامنة:  ياولي الأمر  .

    نخاطب غيرتك ورجولتك وقبل ذلك دينك ، ونقول لك : اتق الله في نساءك .

    اتق الله في زوجتك ، في أخواتك ، في بناتك ، حافظ على عفاف أسرتك عبر هذه الوسائل :

    ١- تربية الأسرة على وجوب الامتثال لأوامر الله تعالى وعدم الاعتراض عليها .

    ٢- تعويد بناتك على الحجاب من الصغر حتى يكون عادة لهن .

    ٣- امنع زوجتك من لبس القصير حتى في البيت حتى لاتكون قدوةً لبناتك .

    ٤- لاتسمح لزوجتك بلبس العباءة الفاتنة والمطرزة والضيقة وكن قيماً عليها كما قال الله جل وعز  " الرجال قوامون على النساء ". 

    ٥- اعلم أن القنوات المحرمة هي من أكبر المحفزات للتبرج والسفور ونزع الحجاب فأوصيك بإغلاق تلك القنوات المحرمة التي تخدش الحياء وتسهل الحرام .

    اللهم احفظنا من الفتن والشبهات والشهوات .

    -----------------------------

    الحمد لله وبعد ،،

    الهمسة التاسعة: أيها الدعاة ، أيها المربون .

    كل واحد منكم لديه القدرة في رعاية قضية الحجاب عبر تخصصه ، هذا بموعظته في المساجد ، وهذا في الجامعة ، وهذا في مدرسته ، وهذا في مقالته وتغريداته ، وهذا عبر منبر الجمعة .

    إن الجهاد الدعوي من أكبر ألوان الجهاد ، قال الله عن الجهاد بالقرآن { وجاهدهم به جهاداً كبيراً } .

    وإذا كان المنافقون يستخدمون وسائلهم لحرب الفضيلة والعفاف فلماذا نقف نحن ونتفرج ؟

    يجب أن ننزل للميدان وندعو للفضيلة ونكونَ صفاً واحداً في رعاية العفاف والحياء والحجاب .

     

    الهمسة العاشرة: رسالة لتلك الجوهرة المصونة .

    يا أختاه يامن نشأت في بيت العفاف ، الله الله في رعاية الحياء ، حافظي على دينك ، حافظي على الحجاب الشرعي الذي اختاره الله لك وليس الحجاب الذي اختاره الأعداء لك .

    أنت جوهرة وهم يريدون إلقاءك في مستنقع الرذيلة ليذهب جمالك .

    قال تعالى: { والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً } .

    أختاه ، لايخدعوك بقولهم نريد تحريرك من عقدة الحجاب ، والله إن الحجاب هو طريق العفة والسعادة والطهارة والكرامة .

    تأملي يا أختاه حال النساء المتبرجات في البلاد الأخرى ، ياترى مم تعاني ؟

    إننا نحمد الله على مانراه في بلادنا من التمسك بالحجاب الشرعي ، ومهما رأينا من خللٍ فهو يسير بحمد الله وبحاجة إلى معالجة وتصحيح .

    اللهم احفظ بلادنا من كيد المنافقين ، اللهم أملأ بيوتنا بالعفاف والحياء ، اللهم أصلح الآباء لحسن رعايتهم للأبناء ، اللهم أصلح نساءنا واجعلهن عفيفات صالحات . 

    اللهم صل وسلم على نبينا محمد . 

     


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    تلاوة من سورة الذاريات

    0:00

    رسائل في العبادة

    0:00

    تلاوة من سورة آل عمران 8-9

    0:00

    من صفات المتقين

    0:00

    مستجاب الدعوة !!

    0:00



    عدد الزوار

    4155894

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة