الحمد لله الذي جعل حجاب المرأة شرفاً لها وعزةً ورفعة، الحمد لله الذي أوجب لنا العفاف والحياء والطهر.
والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي حمل رسالة المرأة ودافع عنها أكمل دفاع.
أما بعد، فيا معاشر الكرام.
هل تعرفون قصة تلك المعلمة التي دخلت على البنات في الصف الثالث الابتدائي حين أخرجت لهن حلوى، بعضها مكشوف وبعضها مغطى.
فقالت لهن: ما رأيكن أيهما أفضل الحلوى المكشوفة أو المغطاه؟
فقالوا بلسان واحد " المُغطاه أفضل ".
نعم أيها المسلمون.
لقد جاءت شريعة الله بالحفاظ على المرأة لتبقى مغطاةً لتظل قيمتها عاليةً عند الله وعند المجتمع.
معاشر المسلمين، في هذه الأزمنة تخرج صيحات من هنا وهناك تتحدث عن كشف وجه المرأة وتدعو إلى تبرجها وسفورها.
وكأن قضايا المرأة انتهت فلم يبق إلا أن نخوض في وجهها وهل تكشفه للرجال أم لا؟
عباد الله، إن المسلم يأخذ دينه وشريعته من كتاب الله وما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أقوال العلماء الراسخين في العلم، وليس من آراء الجهال وأهواءهم.
ونحن هنا نتجول في همسات حول الحجاب وأدلته، ونتجول في بساتين الحياء والعفاف.
الهمسة الأولى: ماهي الأدلة التي توجب على المرأة تغطية وجهها؟
1- قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ}.
قال العلماء: الجلباب: هو الرداء الذي يغطي وجه المرأة ورأسها.
ثم بين الله تعالى الحكمة من الحجاب فقال سبحانه " ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ " وذلك لأن وسيلة المعرفة هي الوجه، والوجه هو أكبر سبب للفتنة، فجاء الأمر هنا بوجوب تغطيته.
ثم قال تعالى {فَلَا يُؤْذَيْنَ} أي فلا يتعرض لهن الفُساق بالأذى، وفي قوله سبحانه: {فَلَا يُؤْذَيْنَ} إشارةً إلى أن في معرفة محاسن المرأة إيذاءً لها، ولذويها بالفتنة والشر.
الدليل الثاني: يقول الله تعالى: {وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب}.
وهذا خطاب للصحابة رضي الله عنهم إذا أرادوا أن يسألوا نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا دليل واضح في وجوب وجود غطاء يمنع من رؤية الرجال للنساء.
وهنا ذكر الله الحكمة من الحجاب حيث قال " ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن " فتأمل بارك الله فيك كيف جعل الله الحجاب سبباً لطهارة القلوب، وذلك لأن العين تزرع الشهوة في القلب وتجعله يميل للحرام، فحينما نربي أبصارنا على غض البصر ونربي نساءنا على الحجاب فإننا نكون قد بذلنا السبب في تطهير قلوبنا.
الهمسة الثانية: من فوائد الحجاب:
- الحجاب دليل الحياء، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إن لكل دين خُلُقًا، وخُلُقُ الإسلام الحياء. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.
والمرأة ولدت والحياء يجري فيها، والحجاب يُكمّل الحياء ويؤيده.
- والحجاب يتناسب مع الغَيرة التي جُبل عليها الرجلُ السَّوِيُّ، الذي يأنف أن تمتد النظراتُ الخائنة إلى زوجته وبناته.
الهمسة الثالثة:
أيها الفضلاء، إن التبرج والسفور من صفات أهل النار.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صنفان من أهل النار لم أَرَهُمَا: .. وذكر منهم، ونساء كاسياتٍ عاريات، مائلاتٍ مميلات، رؤوسهن كأسنمة البُخْتِ المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ". رواه مسلم.
ومعنى " كاسيات " أي عليهن ملابس لا تسترهن إما لرقتها أو لقصورها، فلا يحصل بها المقصود، ولهذا قال: "عاريات"، لأن الكسوة التي عليهن لم تستر عوراتهن.
ومعنى قوله "مائلات" يعني: عن العفة والاستقامة.
ومعنى قوله "مميلات" يعني: مميلات لغيرهن، أي يدعين إلى الشر والفساد، فهُنَّ بأفعالهنّ وأقوالهنّ يُملن غيرهنّ إلى الفساد والمعاصي.
الهمسة الرابعة: شروط العباءة الشرعية.
معاشر الكرام، لقد وضع العلماء شروطاً للعباءة الشرعية وهذه الشروط مستنبطة من نصوص الكتاب والسنة وقواعد الشريعة، ومن هذه الشروط والضوابط:
١ - أن تكون واسعة غير ضيقة.
٢ - أن تكون ثخينة غير شفافة.
٣ – ألا تكون زينة في نفسها كالعباءات التي فيها لمعان وزخارف وألوان.
٤ - أن تكون العباءة طويلة ساترة من أعلى الرأس حتى تغطي ظهور القدمين.
٥- ألا تكون مطيبة بالعطور عند خروج المرأة.
الهمسة الخامسة: لماذا الهجوم على الحجاب؟
يا عبد الله إن الذين يسعون للنقاش في مسألة الحجاب لا يريدون تحقيق مصلحةٍ للمرأة وتحريرها من هموم نزلت بها ولا دفاعٍ عن كرامتها.
إنهم يريدون إخراجها من عفافها وخلعها لحجابها عبر التدرج في ذلك.
اللهم احفظنا من الفتن والشبهات والشهوات.
الحمد لله وبعد.
الهمسة السادسة: يا ولي الأمر.
نخاطب غيرتك ورجولتك وقبل ذلك دينك، ونقول لك: اتق الله في نساءك.
اتق الله في زوجتك، في أخواتك، في بناتك، حافظ على عفاف أسرتك عبر هذه الوسائل:
١- تربية الأسرة على وجوب الامتثال لأوامر الله تعالى وعدم الاعتراض عليها.
٢- تعويد بناتك على الحجاب من الصغر حتى يكون عادة لهن.
3- يجب أن تكون الأم قدوة لبناتها في الحجاب.
الهمسة السابعة: رسالة لتلك الجوهرة المصونة.
يا أختاه يامن نشأتِ في بيتِ العفاف، اللهَ اللهَ في رعايةِ الحياء، حافظي على الحجاب الشرعي الذي اختاره الله لك، وليس الحجاب الذي اختاره الأعداء لك.
أنتِ جوهرة وهم يريدون إلقاءكِ في مُستنقع الرذيلة ليذهب جمالك.
قال تعالى: {والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً}.
أختاه، لا يخدعوك بقولهم نريد تحريرك من عقدة الحجاب، والله إن الحجاب هو طريق العفة والسعادة والطهارة والكرامة.
إننا نحمد الله على ما نراه في بلادنا من التمسك بالحجاب الشرعي، ومهما رأينا من خللٍ فهو يسير بحمد الله وبحاجة إلى معالجة وتصحيح.
اللهم احفظ بلادنا من كيد المنافقين، اللهم أملأ بيوتنا بالعفاف والحياء.
مواد آخرى من نفس القسم
مكتبة الصوتيات
سورة الحجر
0:00
تلاوة من سورة البقرة - 286
0:00
إشارات في طلب العلم
0:00
نواقض الوضوء
0:00
السعادة الحقيقية
0:00
عدد الزوار
4970399
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 24 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1596 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |