• الخميس 18 رَمَضان 1445 هـ ,الموافق :28 مارس 2024 م


  • وقفات من حياة موسى عليه السلام

  •  

    الحمد لله الذي يخلق مايشاء ويختار ، والصلاة والسلام على النبي المختار .

    أما بعد ، في ذلك اليوم يتم الإعلان في المدينة بأخذ الأطفال من بيوتِهم ثم قتلهم ، نعم هكذا قرر فرعون .

    وهناك في ذلك البيت طفلٌ صغير تخشى عليه أمه من دخول الجنود ، فتضعه في صندوق صغير ثم ترمي به في النهر .

    ألقت بولدها وكُلُها خوف وحزن عليه ، لاغرابة فهي أم وقلب الأم لايماثله قلب .

    ويجري الصندوق في ذلك النهر وتلعب به المياه حتى يقترب من قصرِ ذلك الطاغية الذي أمر بقتل الأطفال ، ثم يأخذ الجنود ذلك الصندوق ويفتحونه فيجدون طفلاً صغيراً .

    ثم يذهبون به إلى ذلك الطاغية فيشتد غضبه ويأمر بقتله ، ولكن زوجَته كانت بالقرب منه فقالت " لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ " .

    ثم يكون ذلك الطفل تحت رعاية تلك الملكة ، وتأمر بالبحث له عن مرضعه ، فتأتي الأولى والثانية ولكن يرفض ذلك الطفل أن يرضع منهم .

    فتقرر السيدة أن تنزل به للسوق لعل هناك مرضعه تناسب ذلك الطفل .

    وفي ذلك اليوم كانت تلك الفتاة التي هي أخت ذلك الطفل تقوم بالبحث عنه وإذ بها تجد النساء يعرضن طفلاً ويبحثون له عن مرضعة .

    فقالت تلك الفتاة " هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ".

    وتوافق السيدة لطلب تلك الأخت ، ثم يعطونها ذلك الطفل ويذهبون به لذلك البيت .

    إنه بيت والدته التي رمته في النهر قبل أيام ، فياترى ماشعورها وهي ترى طفلها قد رجع إليها ولم يمسه سوء ، بل عاد إليها من قصر ذلك الطاغية ؟

    وصدق الله الذي قال: " وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ " .

    سبحانك يارب كيف كانت رعايتك لموسى عليه السلام منذ طفولته .

    لقد قامت أمه بالرضاعة ، فلما خافت عليه من الجنود ألقته في النهر ، ولك أن تتخيل مشاعرها وهي تضع طفلها الرضيع يتقلب في المياه .

    ولكنها الثقة بالله تعالى التي تجعل القلب يطمئن ويأنس ويرضى بهذا الرب العظيم .

    ثم  قال تعالى: " إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ " وفعلاً رجع لها لكي ترضعه أمه فقط .

    وتأمل كيف حّرم الله عليه النساء لكي لايرضعنه ، قال الله: " وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ " أراد الله أن يعود موسى ليرضع من والدته الغذاء والحنان .

    سبحانك يارب ما أعظمك .

    وتجري الأيام لموسى عليه السلام وهو في حضن أمه ويتردد على قصر الطاغية فرعون لأن زوجة فرعون تريده أن يبقى معها .

    ثم تجري الشهور والسنوات وينمو موسى ويصبح رجلاً وهو لايدري عن الاختيار الرباني الذي ينتظره .

    وفي ذات يوم وبينما كان يمشي في إحدى الطرق وجد رجل من قبيلته يتخاصم مع رجل آخر أجنبي عنهم فبدأ موسى يدافع عن قريبه وقام بضرب ذلك الرجل الآخر .

    ثم في اليوم التالي تحصل خصومة أخرى وأراد موسى الدفاع عن صاحبه ولكن ينكشف أمره ويصيح الرجل بماجرى أمس من موسى مع خصمه ..

    فيقلق موسى ويغلب عليه الخوف ، ويأتيه الناصح ويقول: " إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ".

    ثم يقرر موسى الهرب من تلك المدينة " فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ۖ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " .

    ويمكث عشر سنوات في الغربة ويسكن في بلاد الشام ويتزوج هناك .

    ويعمل أجيراً عند والد زوجته ليكون هذا العمل مهراً لزواجه .

    وبعد ذلك يقرر الرجوع إلى مصر ، إلى موطنه وبلده الأصلي .

    وفي الطريق يرى ناراً أمامه فأراد أن يطلَّع ويشاهدها من قرب لعلهم أناس يستأنس بهم ويأخذ من أخبارهم .

    ولما وصل عند النار إذ سمع صوتاً غريباً وجديداً ، إنه صوت الله ويكون هناك النور الجديد والميلاد الكبير في قصة الرسالة .

    " إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " .

    وفي الآية الأخرى " وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ " .

    ثم تبدأ الرسالة " اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ " .

    إن هذا الاسم ليس غريباً على موسى فلقد نشأ في قصر فرعون .

    ياموسى لقد اخترتك لتكون داعيةً لديني .

    هيا يموسى انطلق لتبلغ الرسالة وتنقذ الناس من عبادة غير الله إلى عبادة الله الواحد الأحد .

    ثم يتوجه موسى لربه بطلبات تعينه في طريق الدعوة " قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ".

    ثم ينطلق موسى إلى قصر فرعون ليبلغه الرسالة ، ويدخل القصر وتبدأ الحوارات بين موسى وفرعون .

    إنه حوار عن الدعوة لتوحيد الله وإفراده بالعبادة .

    " قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ * قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ * قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ " .

    ثم تأتي الاتهامات لموسى عليه السلام ، " قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ " ، ويستمر موسى في دعوته ومناصحته وتقرير عظمة الله ووجوب توحيده ، " قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ " .

    فيتوعده فرعون قائلاً : " قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَـهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ " .

    ثم يقترح عليه موسى أن يتأنى قليلاً حتى يريه معجزةً من الله . 

    " قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ * قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ " وحينها يقرر فرعون ويقول: " إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ " .

    إنها الاتهامات الكاذبة لموسى كليم الرحمن ، وهل كان موسى ساحراً أو جاء ليصحح عقائد الناس ويخرجهم من الظلمات إلى النور ؟

    ثم يقول السحرة " قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ " .

    ثم يكون القرار باللقاء في مكان ليجتمع الناس ليشاهدوا السحرة وموسى وأيهم يغلب .

    ويكون الموعد ضحى لكي يكون المشهد واضحاً نيراً للناس .

    ويأتي السحرة لفرعون ويلتمسون منه الهدايا والهبات في حال فوزهم على موسى " أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ " .

    ثم يقولون لموسى : " إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ " ثم ألقوا بعصيهم وتأثر الناس بماشاهدوه من السحرة من تلاعب العصي وكأنها ثعابين .

    وبعدها يلقي موسى عصاه فإذا هي تلقف مايأفكون ، فتكون الصدمة كبيرة لفرعون وللسحرة . 

    " وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ "  .

    فما كان من السحرة إلا أن خروا ساجدين بين يدي الله معترفين من قلوبهم بأن لا إله إلا الله قائلين " آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ " .

    إنه الإيمان الذي ينتصر على كل شيء ، إنه التوحيد الذي يطهر القلب من الأصنام والمعبودات الكافرة  .

    ولكن ياترى هل سيسكت فرعون أم أن لديه فكرة أخرى ؟

    إن فرعون طاغية من الدرجة الأولى ، يعلن للسحرة أمام الملأ " كيف تؤمنون لموسى بدون أن أسمح لكم . إن موسى ساحر وهو الذي علمكم السحر . 

    ويأتي الجنود الكفرة للطاغية فرعون ويقنعونه بفكرة الانتقام من موسى ومن معه " أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ " .

    فيجيب فرعون لهم " قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ " .

    ولكن فرعون لم يدرك أن السحرة قد رحلت قلوبهم لربهم ، وقد وجدوا في تلك اللحظة حلاوة الإيمان ولذة اليقين برب العالمين .

    لقد نطقوا وقالوا لفرعون " فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا " يا الله ، مالذي يجري هنا ؟

    كانوا قبل لحظات من حزب الكفر والطاغوت ومن السحرة والشياطين .

    وفي لحظات تنقلب القلوب لتحولهم إلى أبطال صامدين أمام تهديدات فرعون .

    عجباً للإيمان ماذا يفعل بالنفوس .

    يافرعون افعل ما تشاء بأجسادنا ، لقد آمنا بالله واتخذناه رباً وإلهاً ونصيراً .

    يافرعون " إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ " .

    وفرعون يستمع وهو لايكاد يصدق أن هذا من كلام سحرته الذين عاشوا عبيداً له فترةً من الزمن .

    وهنا تبدأ معركة الثبات على العقيدة والانتصار على شهوات النفس .

    ويأتي موسى ليلقي على تلك الفئة المؤمنة تلك الكلمات " اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ " .

    وبعد ليال يقرر موسى أن يرحل بتلك الفئة من مصر ويتجه للبحر .

    ويأتي الموعد ويجتمع أهل الإيمان ليرحلوا بدينهم ويهاجروا من بلد الفتن والتعذيب ، " فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ " .

    وبعد لحظات يتسامع جنود الطاغية ويخبروا فرعون بقصة الرحيل ، فيقرر فرعون بدء المطاردة لكي يقتلهم قبل خروجهم .

    وتنطلق جنود فرعون عند الصباح " فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ " أي عند شروق الشمس .

    وهناك وأمام البحر الهائج بأمواجه يكون الملتقى ، بين موسى ومن معه وبين فرعون وجنوده .

    فيصيح أهل الإيمان لموسى " إِنَّا لَمُدْرَكُونَ " .

    ياموسى ألا ترى البحر أمامك وفرعون وراءك ونحن لانملك شيء .

    فقال موسى الواثق بمعية الله ونصره وتأييده " قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ " .

    ياقوم لن يدركنا فرعون ، إن الله معنا لأننا آمنا به ولن يتخلى عنا .

    ولك أن تتخيل الحوار بين موسى وقومه ، وهم لايشاهدون أمامهم إلا بحراً متلاطماً ويرون وراءهم جنوداً قادمين يتقدمهم الطاغية فرعون بكل حقد وكراهية .

    وهنا وفي تلك اللحظات يتنزل الوحي من فوق سبع سماوات لموسى " فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ " .

    ياموسى ، لاتستمع لكلام الناس الضعفاء الذين علت أصواتهم ، ياموسى أنا القوي العزيز وأنا الجبار المتكبر ، ياموسى اضرب البحر بتلك العصا لأريك قوتي .

    وفجأة وإذا بالبحر الهائل يتفرق لإثنا عشر طريقاً ، ويقف البحر وكأنه جبل ، وتكون الممرات يابسة لكي يمشي عليها موسى ومن معه .

    يا الله ، ماهذا ، ماذا أرى ؟ لقد توقف البحر بضربة عصا .

    " فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ " يا الله لقد انشق البحر لعدة مسارات بضربة عصا .

    يا الله لقد اختفى العمق البحري واختفت الأمواج وغابت معالم البحار في ثوان ، ثم ينطلق موسى ومن معه في السير في تلك المسارات قبل أن يدركهم فرعون .

    وفي لحظات يخرج موسى ومن معه من تلك المسارات ، ثم يقترب فرعون وجنوده من البحر الذي وقف لموسى .

    وهناك لاتسأل عن هول الموقف الذي يشاهده الطغاة وجنودهم .

    ثم ينطلق فرعون وجنوده ليسلكوا في تلك المسارات .

    ولكنهم لايعلمون بأن الذي أوقف البحر هو الله وأن الذي سيعيد البحر لطبيعته هو الله .

    ولما اكتمل الجنود الكفرة ، يأمر الله البحر أن يعود كما كان ، فيستجيب البحر .

    ثم تتلاعب الأمواج بالجنود ، وتكون المياه فوق الجنود ومن تحتهم ، وتضطرب الأمواج لتعلن نهاية التاريخ المظلم لتلك الفئة الطاغية .

     

    معاشر الكرام ، إن في قصة موسى دروس وعبر :

    - أن الحرب بين الإيمان والكفر قديمة وليست هي من نتاج هذا العصر ، قال الله: " وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا " .

    ومن الدروس في قصة موسى وفرعون :

    - أن الله ناصرٌ أنبياءه وعباده الصالحين حتى ولو بعد حين ، فتأمل النصر الذي جرى لموسى لم يكن في ذات اللحظة بل كان بعد فترةٍ من الزمن من طغيان فرعون وأذيته للناس وتعبيدهم له .

    ومن العبر في قصة موسى وفرعون :

    - الصبر والثبات على البلاء الذي يحيط بأهل الإيمان ، فانظر في السحرة الذين توعدهم فرعون بالقتل بسبب إيمانهم ومع ذلك لم يتراجعوا عن دينهم بل قالوا " إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا " وقالوا: " أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ " .

    ومن الدروس في قصة موسى وفرعون :

    - اليقين بقوة الله وانتقامه من الطغاة وأنه يمهل ولايهمل ، فانظر في فرعون الذي كان يقول عن الأنهار " وهذه الأنهار تجري من تحتي " لقد مضت الأيام وأجراها الله من فوقه .

    فاصبروا ياعباد الله وأيقنوا بالعذاب الذي سيحيط بالكافرين ولو بعد حين .

    ومن العبر في قصة موسى وفرعون :

    - استشعار معية الله ورعايته في وقت الفتن والشدائد ، وهذا ظاهر من موقف موسى عليه السلام الذي قال للناس " كلا إن معي ربي سيهدين ".

    فياعباد الله كونوا على يقين بأن الله مع المؤمنين ولكن متى ؟ حينما يكونون معه بصحة الإيمان والعمل الصالح .

    اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

     


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    أحكام الإمام والمأموم - 1

    0:00

    الحفاظ على الأبناء

    0:00

    تأملات في سورة الليل

    0:00

    تأملات في سورة البلد

    0:00

    قصة في الدعاء على الأبناء

    0:00



    عدد الزوار

    4099885

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 90 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1589 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة