• الثلاثاء 07 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :16 ابريل 2024 م


  • في الإجازة تتضح المعالم

  • في هذه الإجازة التي لازلنا نتقلب في أيامها تتضح لنا معالم وقضايا؛ فمنها:

    1- يتضح لك قيمة الزمن وهل أنت ممن يُقَدِّر هذه النعمة التي قال عنها الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ ) ( البخاري: 6049).

    وفي الحقيقة أن هذه الإجازة أوضحت للمجتمع كم هم أولئك الذين يقدسون ويقدرون نعمة الوقت؛ فيعمرونه بصالح الأعمال، ويضعون فيه أحسن الأقوال وأزكى الأعمال، وكم هم أولئك الذين يقتلون الوقت بسيف الغفلة فهم أموات في صورة أحياء، ولكن أكثر الناس لا يشعرون؛ فمنهم من يتقن فن الإضاعة للوقت بشتى الوسائل، ولكن لا تتعجب منهم؛ لأن الميت لا يشعر بشيء.

    2- ويتضح لك في هذه الإجازة مدى الحب للعلم فهل أنت ممن نظر إلى وقته الذي يجري كالريح، فجعل طلب العلم أعظم الأعمال التي تكون في إجازته؛ فهو يتقلب بين الكتب قراءة وتدوينًا ومراجعة، ويسير في البلاد؛ لأجل الالتقاء بالعلماء وطلاب العلم؛ لينهل من شريف علمهم، ويقتبس من عظيم نورهم، ولكي يضيف علمًا إلى علمه، وأدبًا إلى أدبه.

    3- ويتضح لك في هذه الإجازة مدى الرغبة في نصرة هذا الدين، والنزول للميدان العملي؛ لأجل المشاركة في تبليغ هذا الدين.

    والناظر في موسم الإجازة يجد أن الفرصة سانحة لأجل المساهمة في البرامج الدعوية لكثرة البرامج المطروحة وقلة الرجال الباذلين لأنفسهم في هذه الأعمال.. فهل من مستجيب؟!

    4- وفي هذه الإجازة تظهر لك حقيقة المجاهدة لهذه النفس التي تدعو للعصيان، (? إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ )? [يوسف:53].

    ففي الإجازة تتفنن الدول السياحية في التقاط النفوس إلى بلادهم عبر الإعلانات التجارية، والمستجيب لنداءاتهم كثر، والبائعون دينهم في سوق الإجازة يكثرون، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    فانتبه من نفسك وخاصة في هذه الإجازة، وأغمض عينك عن تلك العروض السياحية؛ فإنها والله أبواب لإضعاف الدين، ومفاتيح لتسلط الشياطين، وهناك -ولله الحمد- مناشط صيفية وسياحية في بعض المدن سليمة من الأذى، وفيها دلائل التقوى.. فأوصيك بها، ثم أوصيك!

    5- ومن المعالم التي تظهر في الإجازة: الترابط والتآلف بين الأقارب عبر الزيارات واللقاءات الصادقة؛ لتحقيق مقصد من مقاصد هذا الدين ألا وهو صلة الرحم، فكم في هذا المقصد من خيرات وبركات، وفي الصحيح: ( من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه ) ( البخاري: 1961).

    6- ومنها: إظهار شعيرة (الزواج) الذي هو نصف الدين، كما صح في الحديث: ( من تزوج فقد استكمل نصف دينه؛ فليتقِ الله في النصف الباقي ) ( صحيح الجامع: 430 ).

    وهذا الزواج ارتباط بين نفس ونفس، وهو بداية لإنشاء أسرة مؤمنة.

    وهذا الزواج يحتاج إلى من يعيد طرح مواضيعه وتقعيد قواعده، وإظهار محاسنه وآدابه وخصائصه؛ لتتضح هذه المعالم للناس الذين قلّ نصيبهم من فهم هذه الشعيرة.

    والمعالم التي تكشفها الإجازات أكثر وأكثر , واللبيب من يعرف كيف يدير حياته في سائر الأوقات , جعلنا الله وإياكم من الأتقياء الأذكياء .

     


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    المحرمات المالية

    0:00

    ومضات في العشر

    0:00

    تأملات في سورة عبس

    0:00

    التحذير من الظلم

    0:00

    العاطفة النبوية

    0:00



    عدد الزوار

    4132999

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 90 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1590 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة