في الساعة العاشرة مساءً جاءتني رسالة على الجوال مكتوب فيها " أنا أريد أن أنتحر " ، فاتصلت عليه ، وتحدثت معه فقال لي: أريد أن أقابلك.
وفعلاً تقابلنا ، فرأيته شاباً في ( 22 ) من العمر، ومعه سيارة جميلة ، وأدخلته إلى مكتبي ، وبدأ الحوار بيني وبينه.
الشاب: أنا أريد أن أنتحر لأن عندي وساوس دمرت قلبي.
فقلت له: اطمأن وهدئ من روعك.
الشاب: أريد أن أعرف ربي ، أريد أن أكون مثلكم أريد أن أغير نفسي.
فقلت: هل تصلي ؟
الشاب: لم أصل منذ سنتين.
فقلت له: إذن أنت بحاجة إلى أن تتقرب من الله تعالى حتى يمنحك الطمأنينة.
ثم تحدثتُ معه عن الهداية والسعادة ، فرأيتُ عليه علامات التأثر والحزن والخوف ، وكان القرار الصائب: أريد الهداية .
قلت له: ما رأيك أن نتناول العشاء ؟
فقال: أريد أن أذهب للبيت لأتوضأ وأصلي ركعتين.
فقلت له: سنتجول قليلاً بالسيارة ثم تذهب لبيتك ، ثم سرنا دقائق بالسيارة وتحدثنا عن أسباب السعادة ، وحلاوة الإيمان ، وأن الانتحار طريق إلى النار، وفي نهاية اللقاء توادعنا بابتسامة جميلة، وسلام حار، وتواعدنا أن نلتقي في أوقات أجمل.
هنا إشارات حول هذه القصة :
1- أن الذنوب تميت القلوب وتجعل العذاب ينزل بها ، وأعظم عذاب ينزل على القلب هو الحزن والغم والقلق حتى إن صاحبه يفكر في الخلاص من الحياة عن طريق الانتحار، وصدق الله: ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ) .
2- أن السعادة والطمأنينة لن يذوقها إلا من اقترب من الله وأناب إليه كما قال تعالى: ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ).
3- لا بد للدعاة أن ينزلوا للميدان وخاصة أماكن تجمع الشباب كالجلسات على الأرصفة والشواطئ والمقاهي والمنتزهات وغيرها ، وعندما ينزل الدعاة هناك حينها يحصل اللقاء بالشباب ومحادثتهم ودعوتهم إلى الله ، وفي ذلك من المنافع مالا يعلمه إلا الله تعالى.
مكتبة الصوتيات
الدعاء عند المصائب
0:00
الداعية والأولويات
0:00
ادفع بالتي هي أحسن
0:00
عشر رسائل للحجيج
0:00
البحث عن الحلول
0:00

عدد الزوار
5534290
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 33 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1640 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |