• الثلاثاء 14 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :23 ابريل 2024 م


  • ما أجمل ذلك المبنى ولكن أين ؟



  • دخلتُ ذلك المبنى الرائع فأعجبني ذلك التصميم البديع وتنقلتٌ في أرجائه ولكن تفاجأت وإذا بالموظفين يحتاجون إلى أبسط فنون ومبادئ الموظف الناجح .

    رأيت ذاك قد رفع سماعة الهاتف لأنه لا يريد الإزعاج من المتصلين والمراجعين.

    وفي المكتب الآخر " موظف " قد امتلأت رائحة الدخان مكتبه فلا تطيق الدخول عنده .
    ومنهم من يتعامل بكل قسوة مع المراجعين ولا يبالي بالكبير ولا بالصغير وبعضهم قد بدأ يلعب في جواله بألعاب متنوعة .

    أحبتي .

    إننا نحتاج إلى قاعدة اختيارالرجل المناسب للمكان المناسب ، ونبتعد عن المجاملات في التوظيف ، لأن القصد من فتح تلك الدائرة الحكومية أو تلك الشركة ليس مجرد إيجاد مكان لتجميع الشباب والرجال لقضاء الوقت مع بعضهم .

    إنني أعتقد أن الحكومة لم تفتح تلك الفرص الوظيفية إلا لنفع المواطن والمراجع وتنفع الموظف ، ولكن بعض الموظفين ينفع نفسه " بأخذ الراتب في نهاية الشهر " ولكن لا ينفع وطنه وإخوانه ، أليس هذا جزء من واقعنا ؟

    إنني أتوجه إلى القائمين على مكاتب التوظيف في جميع القطاعات المدنية والعسكرية إلى :

    1- العناية باختيار الموظف المناسب التي تتوفر فيه الصفات العالية لخدمة الأمة.

    2- ضرورة إقامة دورات تدريبية للموظفين في " التطوير الإداري " و"علم الإدارة " و" فنون كسب الناس"، لأن التطوير والارتقاء في بناء شخصية الموظف مما يساعد في تنمية " المسار" لهذه الأمة .

    وأرسل رسالة أخرى لكل القادة والقائمين على  إدارة الوزارات والوظائف،  إلى التأكيد على العناية بالموظف وتوجيهه إلى كل خير، وممارسة الوسائل المناسبة في تطويره وبناء الأخلاق والسلوك الأمثل في التعامل مع الناس ، ولا بد من إيجاد الخدمات التي يريدها الموظف لكي يتمكن من القيام بواجباته على أحسن وجه.

    أيها الأحبة .

    لازلت أنتقد بعض السلوكيات عند بعض الموظفين ، ولكن ذلك لا يعني أن هناك رجال يحبون خدمة المراجع ويتنافسون في تيسير أموره والوقوف معه ، وهؤلاء لهم نصيب من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " أحب الناس إلى الله أنفعهم ولأن أمشي في حاجة أخي أحب إلي من أعتكف في المسجد شهراً " . حديث صحيح .

    وهؤلاء قد فازوا بدعوات الناس لهم وربحوا الثناء الجميل من حيث لم يحتسبوا ، والذكر للإنسان عمرٌ ثاني .

    وأخيراً ، ها أنا خرجتٌ من ذلك المبنى، ولكن أتمنى أن يخرج منه رجال يبذلون مايستطيعون لخدمة الناس ونفعهم .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    العاطفة النبوية

    0:00

    تأملات من سورة الجاثية - 1

    0:00

    قواعد في البدع - 2

    0:00

    ثلاثون قصة من حياة العلماء

    0:00

    قصة سجين

    0:00



    عدد الزوار

    4151147

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة