ابن تيمية مع المخالفين

عدد القراءات : 26

من عجيب منهج ابن تيمية في التعامل مع المخالفين.

قال رحمه الله تعالى: أنا في سعة صدر لمن يخالفني، فإنه وإن تعدّى حدود الله فيَّ بتكفير أو تفسيق أو افتراء أو عصبية جاهلية فأنا لا أتعدى حدود الله فيه، بل أضبط ما أقوله وأفعله وأزنه بميزان العدل. الفتاوى ٣-٢٤٥

ما أجمل هذا الأدب مع المخالفين سواء كانوا من أهل السُنّة أو من أهل البدع.

إنها التقوى في أجمل صورها، إنه حفظ اللسان والحذر من آفاته.

إن الخلاف واقع بلاريب مع الكثير من الناس، وخاصةً لمن يتصدر للدعوة والتعليم والردّ على المخالفين، ومن الطبيعي أن تكون هناك ردود أفعال من الآخرين، وقد يتجاوز بعض هؤلاء الأدب في الرد، وقد يصفك بالفسق أو البدعة أو الكفر، فهنا يبين لك ابن تيمية منهجه في التعامل مع هؤلاء، فيهمس لي ولك بأن تضبط نفسك وتحذر من أن تتسرع في الانتقام من المخالف بإطلاق الألفاظ والأحكام عليه سواء في التفسيق أو التبديع والتكفير، وهذا دليل واضح على أثر العلم عليك.

نعم، قد نتفق أن بعض الأقوال تدخل في الكفر أو البدعة، ولكن ابن تيمية يدعوك للتأني وأن تضبط ماتقول بميزان الكتاب والسُنّة، وليس بالهوى والبدعة والجهل.

نسأل الله أن يجعلنا ممن سار في منهج العلم على أخلاق العلماء الراسخين.

مواد آخرى من نفس القسم

المجالس الاجتماعية ، قواعد وأخلاق

حكم التراضي ولا حكم القاضي

تناقضٌ يتكرر

مكتبة الصوتيات