في الحديث الذي رواه مسلم، لمّا ذكر النبي ﷺ الصراط، وأن أهل الإيمان يمرون عليهم قال بعد ذلك: حتى إذا خلص المؤمنون من النار، فوالذي نفسي بيده، ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار، يقولون : ربنا، كانوا يصومون معنا، ويصلون، ويحجون. فيقال لهم : أخرجوا من عرفتم. فتحرم صورهم على النار، فيخرجون خلقاً كثيراً، قد أخذت النار إلى نصف ساقيه، وإلى ركبتيه.
يبين لك هذا الحديث تلك الرحمة التي في قلوب الصالحين لإخوانهم وأصحابهم الذين دخلوا النار.
إنهم لم يرضوا أن يدخلوا الجنة إلا بعد أن يخرج أولئك الأصحاب من النار.
إنها رحمة رائعة ، إنه مشهد عجيب، يوحي لك بأن أهل الإيمان لايفكرون في أنفسهم حتى وهم عند مدخل الجنة.
ولعل بعض الذين دخلوا النار كان ممن يؤذي أولئك الصالحين، أو يمارس معهم بعض الأخلاق السيئة، ومع ذلك فإن الصالحين يتجاوزون تلك التصرفات، ويشفعون لهم عند ربهم ليدخلهم الجنة.
ما أروع أخلاق أهل الإيمان، وما أرحمهم بغيرهم ممن سار في طريق الحرام.
ومضة: اتخذ لك صاحباً من المتقين لعله يشفع لك يوم القيامة.
مكتبة الصوتيات
تأملات في سورة ق - 2
0:00
حاجتنا للعفو
0:00
تأملات في سورة ق - 1
0:00
قالوا عن النجاح
0:00
رسالة إلى الأمهات
0:00
عدد الزوار
4970399
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 24 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1596 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |