• الثلاثاء 22 ذوالقعدة 1446 هـ ,الموافق :20 مايو 2025 م


  • خطبة أول جمعة في شوال



  • الحمد لله الذي بيده مفاتيح التوفيق ، الحمد لله الذي جعل السعادة والسرور في طاعته .

    وأصلي وأسلم على خيرِ خلق الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .

    أما بعد ، فما أجمل الأيام التي قضيناها في رمضان ، عشنا فيها بحمد الله في صلاةٍ وصيامٍ وقيام وصدقات وإحسان ، وجدنا فيها حلاوةَ الإيمان لأننا كنا مع طاعة الرحمن ، وهكذا ستكونُ بقيةَ حياتنا إذا جعلناها مثل رمضان .

    أيها الكرام ، إليكم بعضُ الدروسِ التي استفدناها من رمضان :

    ١- لقد تعلمنا من رمضان أن نصبر على الطاعات ، فلقد صبرنا على الصيامِ وترك المفطراتِ ولعل بعضنا كان يجد صعوبةً في هذا الصيام ولكنه كان يصبر ابتغاء الأجر والثواب من الله تعالى .

    ٢- لقد صبرنا على طول القيام والركوع والسجود بين يدي الله ، ووجدنا في صبرنا حلاوةً كبيرة ، وهكذا تكون نهاية الصبر .

    ٣- لقد صبرنا على قضاء الوقت مع القرآن لساعاتٍ طويلة ، واكتشفنا أن الجلوس مع القرآن هو نور الحياة ولذة الأرواح " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " وياحسرتاه على ساعاتٍ مضت على بعضنا وهو لم يتمتع بالنظر في كتاب الله تعالى .

    ٤- رمضان مدرسةٌ للصبر على ترك المحرمات ، فكم من شابٍ ترك النظر في المسلسلات والأفلام خوفاً من الله تعالى ورغبةً أن يكون من الفائزين في رمضان بالغفران والعتق من النيران ، وياحسرتاه على ذلك الشاب الذي لازال مصراً على المحرمات .

    5- تعلمنا من رمضان أن نتربى على الصبر في كل شيء ، ومن هنا أقول ؛ يامن يعاني من أزماتِ الحياة وصنوفِ المحن ، يامن لديه مرض طال به ، يامن أحاطت به الديون ، يامن تأخرت عنه نعمة الولد ، عليكم بالصبر والمصابرة ، " واستعينوا بالصبر والصلاة ".

    ٦- ومن مدرسةِ رمضان تعلّمنا أن الاعتكافَ والخلوةُ بالله في المساجد من أعظم السبل لتذوق حلاوة الإيمان.

    فيافوز من اعتكف ولو ساعات في بيوت الله ، لقد عاش في بساتين الإيمان ، واقتبس من أنوار القرآن .

    ٧- لقد تعلمنا من رمضان أن القربَ من المساكين والرحمةَ بالضعفاء مما يرقق القلب .

    فهذه مشاريعُ إفطارِ الصائم والجلوسِ مع البسطاءِ من الناس وخدمتُهم ، كم لها من أثرٍ في قلبك ياعبدالله .

    وهذه مشاريعُ الصدقاتِ التي قام بها البعض في هذا الشهر ، من إطعامِ أسرة وسدادِ دينٍ لمحتاج وتفريجِ كربة وصدقاتٍ مالية لشراءِ ملابس العيد لبعض المحتاجين ، كل ذلك مما يجلب لك رحمة الله .

    قال صلى الله عليه وسلم " الراحمون يرحمهم الرحمن ".

    ياعبدالله اقترب من المساكين لتقترب منك رحمةُ أرحم الراحمين " إن رحمت الله قريب من المحسنين ".

    ٨- تعلمنا من رمضان مبدأ الاحتساب في الأعمال وطلب الثواب من الله تعالى ، وهذه أحاديث رمضان " من صام رمضان إيماناً واحتساباً ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً ".

    نعم كم نحن بحاجة إلى التربية على احتساب الأجر والشعور بأن الثواب الحقيقي هو مايمنحك الله إياه ، وهكذا تتعود النفس على الاحتساب في كل قول وعمل تقدمه .

    ٩- تعلمنا من رمضان أن نلح على الله في الدعوات ، فما أجمل تلك الليالي التي عشنا فيها مع الدعاء والقنوت بين يدي الله .

    نعم أيها الكرام ، الدعاء عبادةٌ جليلة " وقال ربكم ادعوني استجب لكم ".

    إن الله قريب ومجيب ، ويحب منا أن نسأله ونتضرع بين يديه .

    فياعبدالله ، عليك بالدعاء في سجودك وبين الأذان والإقامة وفي قيام الليل .

    تعود على أن تبث شكواك إلى الله وتضع حاجتك عند باب الله الكريم الوهاب ، وقل كما قال يعقوب " إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله ".

    يا أيها المضطر أبشر بقرب الفَرَج من الله تعالى " أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ".

    اللهم حقق أمانينا ويسر أمورنا وتجاوز عن ذنوبنا .

    -------


    الحمد لله .

    عباد الله ، ومما لا يخفى عليكم أن من الأعمال المستحبة في شهر شوال هو صيامُ ستةِ أيامٍ منه كما جاءت بذلك النصوص ( من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر ) رواه مسلم .

    وهناك مسائل لابد من معرفتها في هذه الأيام :

    - الحكمةُ من صيامِ ستٍ من شوال هو جبرُ النقصِ الذي يكونُ في صيامِ الفرض .

    ومن الِحكمِ أنه بصيام الست بعد صوم رمضان كاملاً تفوزُ بأجرِ صوم سنةٍ كاملة ؛ لأن الشهر ثلاثون يوماً والحسنة بعشر فتكون ثلاثمائة يوم ، وصومُ ستٍ من شوال بستين حسنة ، وهكذا تكون حصلت على أجر صوم سنة كاملة .

    - واعلموا أن الأكمل هو المبادرة بصيامها قبل زحمة الأعمال وتراكم الأشغال وفجأة الأمراض .

    - ويجوز صومها متفرقة .

    - ومن كان عليه قضاء فالأفضل أن يبادر بالقضاء قبل صيام الست .

    - ولا يصح أن ينوي القضاء والست في يوم واحد ؛ لأن القضاء مُقدّم على النافلة وهو فرض واجب .

    - ومن أراد صومَ القضاء فلابد أن ينويه من الليل ؛ لأنه فرض ، والفرض لابد له من نيةٍ من الليل كصوم رمضان والقضاء والنذر والكفارة كلها لا بد لها من أن تكون نيتها من الليل .

    - وكذلك صوم ست من شوال لابد له من نية من الليل ؛ لأنه نفلٌ مُقيد فيجب تبييت النية من الليل .

    - ويصح أن ينوي الست من شوال في يوم الإثنين والخميس ليفوز بالأجرين لأنهما نوافل .

    - ولو بدأ بصيامها قبل القضاء فلابأس بذلك وفضل الله واسع ونرجو أن يفوز بالأجرِ الواردِ في ذلك .

     

    عباد الله ، جاهدوا أنفسكم في المداومة على الخيرات بعد رمضان ، واسألوا ربكم الإعانة والتوفيق .

    فقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .

    واعلموا أن من أقبل على الله وجدَ السعادة في حياته ، والبركة في ماله ، ووجدَ أن التوفيق يحيطُ به من كل جانب .

    نعم ، إن من فوائد الحسنات تيسير الأمور كما قال تعالى " ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا " .

    ...

    اللهم ارزقنا القبول يا رب العالمين .

    اللهم أدم على بلادنا وعلى بلاد المسلمين نعمة الأمن والإيمان .

    اللهم احفظ ولي أمرنا بحفظك .

    اللهم يسرنا لفعل الخيرات ، وتجاوز عن السيئات يا رب العالمين .

    سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    قالوا عن النجاح

    0:00

    تلاوة من سورة عبس 33-42

    0:00

    تلاوة من سورة الفرقان 22-26

    0:00

    الدعوة سبب لصلاح الأسر

    0:00

    تأملات في سورة القارعة

    0:00



    عدد الزوار

    5877550

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 34 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1656 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة