الاستمرار على الطريق

عدد القراءات : 656

إن من أساس النبوغ عند أصحاب الطموح " الاستمرار".

وهذا الاستمرار في طريق الخير يثمر عند المرء التجربة والخبرة ومعرفة آفات العمل وأسباب نجاحه، وكل ذلك يتحقق بإذن الله من خلال لزوم الطريق والمداومة عليه.

وهنا بعض التطبيقات المعاصرة:

الأول: طالب العلم الذي يعتني بالحفظ والكتابة والاستنباط ويجاهد نفسه لذلك، سيحقق بعد زمن قدراً جميلاً من العلم والفهم، لأن كثرة ملازمة التعلم قراءة وكتابة ومشاهدة ومناقشة تثبت العلم وتوسع المدارك وتفتح آفاقا جديدة في طريق العلم.

وانظر في حياة العلماء السابقين والمعاصرين كيف كانوا في الرسوخ والقوة العلمية وكثرة التأليف، بلا شك أن ذلك تحقق – بعد فضل الله – بالاستمرار على طريق العلم.

وأما الطالب الذي يتوقف عن التعلم بعد سنة أو سنتين بسبب الزواج أو الأولاد أو الوظيفة أو غيرها من أعذار الكسالى، فهذا ليس له في الحضور العلمي نصيب، ولن يحقق شيئاً ذا بال في نفع الأمة، والواقع شاهد على ذلك، فكل الشيوخ الذين رأينا بصمتهم العلمية في المجتمع كانوا من الملازمين للعلم الثابتين عليه.

الثاني: في الجانب الدعوي تجد أن ملازمة الدعوة لسنوات طويلة تكسب الداعية الخبرة والفهم والحكمة في التعامل مع المدعوين، وابتكار الوسائل الجديدة، والاستفادة من الطرق المعاصرة، وفي نظرة لحياة بعض الدعاة المعاصرين تجد كيف صنعتهم الدعوة بسبب ملازمتهم لها.

وتأمل في حياة الدكتور عبد الرحمن السميط رحمه الله تعالى، كيف كانت دعوته في أفريقيا، وكم هي النتائج العجيبة التي حققها بعد فضل الله، إنه الاستمرار والثبات والصدق مع الله.

وهكذا نقول لكل داعية إن الاستمرار في الدعوة والثبات عليها، مع المواصلة في التعلم الدعوي، ومواكبة التجديد في الدعوة، واستشارة العلماء، كل ذلك يقوي دعوتك، ويثري خبرتك، وينور بصيرتك في الدعوة حتى تحقق أجمل النتائج في نصرة الدين.

المثال الثالث: ذلك الشاب الذي بدأ بتجارةٍ بسيطة، ولكنه مستمر على تطوير نفسه، راغبٌ في كسب المعارف الجديدة في التجارة، إنه يسير في طريق النجاح، وفي كل مرة تتكون عنده تجارب جميلة في مشروعه الصغير، وهذه التراكمات مِن التجارب والمعلومات تؤهله ليحقق نجاحاً جميلاً في مشروعه، ليُصبح بإذن الله مِن رجال الأعمال ولو بعد حين.

إذاً، يامن يريد النجاح في الحياة وتحقيق الأهداف الجميلة فيها، عليك بالثبات على الطريق والصبر على الآفات التي تواجهك، ومن ثبت نبت، وللصبر حلاوة تبين في العواقب، ومن يتصبر يصبره الله، ومن كان مع الله كان الله معه، " إن الله مع الصابرين ".

مواد آخرى من نفس القسم

مشروعك القادم

اعتن بمصدر رزقك

في سيارتك وقت

مكتبة الصوتيات