السؤال :
كيف نفهم الأحاديث التي ورد فيها لفظ " لايدخل الجنة " وهل النفي على ظاهره ؟
الجواب :
إذا وجدنا في بعض الأحاديث إشكال في اللفظ ، وشعرنا أن فيها مخالفة لقواعد الشريعة ، فلابد من ضبط قواعد فهم النصوص لأن الشريعة لاتتناقض فيما بينها من نصوص .
مثال : وردت عدة أحاديث فيها نفي دخول الجنة على بعض الذنوب ، مثل " لايدخل الجنة قاطع " أي قاطع رحم ، و " لايدخل الجنة قتات " أي نمام ، و " لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبر " وغيرها كثير .
وهنا ضوابط :
1- لابد من التأكد من صحة الحديث .
2- إذا صح الحديث فيجب أن نعلم أن كل ذنب ورد في هذه النصوص فإن صاحبه إذا مات من غير توبة فهو تحت المشيئة ، إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه لقوله تعالى " إن الله لايغفر أن يُشرك ويغفر مادون لمن يشاء " وبالاتفاق أن هذه المعاصي دون الشرك .
3- معنى " لايدخل الجنة " أي لايدخلها ابتداء مع الأولين ، لأنه من أصحاب الكبائر ، فلابد أن يعذب في النار على قدر ذنبه – إذا لم تشمله رحمة الله في أرض المحشر - .
4- لو فهمنا الحديث على ظاهره فإننا سنقول بأن النميمة وغيرها من نواقض الإسلام لأنه ورد فيها نفي دخول الجنة - ولا أحد يقول بهذا - ولكن حينما نفهم تلك المقدمات والضوابط فإننا سنفهم الحديث بشكل واضح ونصل إلى أن كل ذنب ورد فيه نفي دخول الجنة – وكان ذلك الذنب دون الشرك – فإن المقصود بالنفي هنا هو نفي الدخول مع الأولين وليس نفي الدخول مطلقاً .
ومثل ذلك الأحاديث التي فيها لفظ " فليس منا " مثل حديث " من غشنا فليس منا " و " من حمل علينا السلاح فليس منا " فإن المعنى أي ليس على طريقتنا وهدينا ، وليس المعنى أنه ليس بمسلم .
وكذلك الأحاديث التي فيها نفي الإيمان مثل " لايؤمن من لايأمن جاره بوائقه " و " لايسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن " فالنفي هنا لكمال الإيمان ، أي ليس بكامل الإيمان من يقع في تلك الأعمال وليس المراد أنه كافر ، وبهذه الضوابط نفهم تلك النصوص ومافي معناها .
مواد آخرى من نفس القسم
مكتبة الصوتيات
إيجادل البديل من القنوات
0:00
منزلة الخوف من الله تعالى
0:00
الراحلون عن الحياة
0:00
لقد كان في قصصهم عبرة
0:00
رسائل في الإصلاح
0:00
عدد الزوار
4973008
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 24 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1596 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |