من المفاهيم المغلوطة أن نظن أن استشارة الحكماء أو الأطباء أو العلماء هي اعتراض على قدر الله ونجعل ذلك داخل في شكوى الله إلى الخلق ، والسبب في هذا الخلل :
1- عدم التفريق بين المصطلحات .
2- أن بعض السلف جاء عنهم قصص ومواقف تدل على عدم إخبار أحد بالمصائب التي تجري عليك ، ويفسرها بعضهم بأنها من الشكوى المذمومة .
والصواب أن هناك فرق بينهما .
فالشكوى المذمومة هي : أن تذكر مصيبتك للناس وأنت معترض عليها وكأنك تقول انظروا ماذا فعل الله بي ، لقد مرضت ابنتي أو مات ولدي أو خسرت مالي ، وغير ذلك من الأحوال القاسية التي وقعت لك ، وهذه الشكوى محرمة لأن فيها اعتراض على قدر الله ، وفيها سوء أدب مع الله ، وتنافي الرضا بالقدر الذي هو من علامة أهل الإيمان .
وفي كتاب الله تجد قول يعقوب " إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله " أي إنما أرفع همومي إلى الله فقط لأنه الذي قدّرها عليّ وهو الذي سيرفعها عني أو يخفف عني أثرها .
وأما الاستشارة فهي : أن تخبر المستشار بمصيبة وقعت لك تريد أن يشاركك في حلها مثل أن تخسر مالك في تجارة ، مع مراعاة أن لا تظهر انزعاجك من هذه المصيبة ، أو تريد الاستشارة في مشروع تجاري ، أو تريد الاستشارة في قرار يتعلق بأسرتك ، لكي يساعدك في التفكير فيه .
وقد جاءت الاستشارة في كتاب الله في مواضع ومنها " وشاورهم في الأمر " و في قوله تعالى " وأمرهم شورى بينهم " .
إذن يجب أن نفرق بين الشكوى وبين الاستشارة .
ويجب أن نفهم الفرق بين المصطلحات التي نراها في واقعنا .
ولابد أن نعرف أن بعض مواقف السلف وكلماتهم ليست على إطلاقها ، لأن هناك ضوابط لتلك المواقف والكلمات .
مكتبة الصوتيات
كيف تتخذ قراراً ناجحاً
0:00
شرح القواعد الأربع
0:00
ونفخ في الصور
0:00
هو الله
0:00
صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ( 4)
0:00

عدد الزوار
5533774
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 33 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1640 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |