بعض البنات لديها أنوثة جميلة ، والمراد بالأنوثة هي العناية بالجمال والزينة وإظهار العاطفة لللآخرين ، وأن تتصف بالصفات التي تجذب الآخرين لها ، وهذا الشيء مركب في كل فتاة .
ونحن هنا لا نلغي هذه الأنوثة ، ولكن لابد من ضبط ذلك بأن تَظهر علامات الأنوثة في محيط البنات فقط أو لزوجها ، بمعنى أنه لايصح للفتاة أن تظهر جمالها للشباب في السوق أو في مواقع التواصل أو في العمل ونحو ذلك من أماكن الاختلاط ، لأن إظهارها لأنوثتها للرجال يتضمن عدة مفاسد ومنها :
1- الوقوع في الإثم ، حيث قال صلى الله عليه وسلم : أيمَّا امرأة استعطرت ، فمرّت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية ، وكل عين زانية . رواه ابن خزيمة بسند صحيح .
فانظر كيف وصف الرسول صلى الله عليه وسلم تلك المرأة التي تُظهر عِطرها للرجال ليجدوا ريحها وتفوز بإعجابهم أنها زانية أي قامت بأسباب الزنا .
ولمّا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أصناف أهل النار قال : ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات " رواه مسلم .
والمعنى أنهن كاسيات الثياب ولكن هذه الثياب تفتن بطريقة اللبس والنوع وكأنها عارية ، وهنّ مائلات عن العفة والاستقامة ، مميلات أي داعيات إلى الشر والفساد بأفعالهنّ وأقوالهنّ .
وهذا الوعيد الشديد يجب أن تحذر منه الفتاة وذلك بالبعد عن أي إظهار للمفاتن للرجال وخاصة في اللباس .
2- أن الفتاة التي تظهر جمالها للشباب في الحقيقة أنها تُهين ذاتها وكرامتها ، حيث تجعل الشباب يتأملون في محاسنها فقط ، وكأن قيمتها هي في لفت الأنظار لها ، وأما أخلاقها ودينها وعفتها فهذه أشياء لاقيمة لها عندها ولاعندهم .
وهي بهذه الطريقة تضعُ نفسها محلاً لإشباع رغبة النظر المحرم للشاب المنحرف ، وأما الرجل العاقل فهو ينتقصُ هذا التصرف ويرى أنه من سوء الأدب للفتاة أن تكون بهذه المنزلة .
ومن زاوية أخرى فإننا ندعو الفتاة إلى أن تكون صاحبة شخصية قوية حينما تخالط الرجال ، ويتمثل ذلك في أمور :
- عدم إظهار الزينة لهم .
- اللباس المحتشم .
- عدم الكلام معهم إلا لضرورة .
- عند الكلام معهم يجب أن يكون صوتكِ واضح بعيد عن الرقة والخضوع في القول حتى لاتلفتي الأنظار لك ، قال تعالى " فلاتخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض " .
- البعد عن الرجال ما أمكن ، فحينما تدخلين إلى محل أو سوق أو مطعم ونحوه ، فلاتزاحمي الرجال وكأنك رجل ، بل كوني بعيدة عنهم بطريقة تدل على عفافك وأدبك .
والحقيقة أن الرجال يحترمون المرأة التي تكون صاحبة شخصية قوية معهم ويرون أنها صاحبة أدب وعفاف .
وأما المرأة التي تتمايل في مشيتها وكلامها وتُظهر زينتها لهم فهي فتاة رخصية عند نفسها وعند المجتمع ولاقيمة لها .
ومضة : الزوج يحب أن تكون زوجته أنثى في بيته ، لطيفة المشاعر ، هادئة التعامل ، جميلة المنظر ، ولكنها حينما تخرج من البيت فإنه يحب أن يرى زوجته قوية في شخصيتها بعيدة عن أي وسيلة لجلب الأنظار لها .
وإن مما يؤسف له أن بعض النساء تكون قوية في بيتها ومع زوجها ، ولكنها رقيقة المشاعر ، جميلة الملابس حينما تخرج للسوق والعمل .
نسأل الله أن يصلح نساء المسلمين .
مكتبة الصوتيات
من كنوز الحديث
0:00
موت القلوب
0:00
أنواع الناس عند سماع الذكر
0:00
الشرك الأصغر
0:00
هل تريد أن يقضي الله حوائجك ؟
0:00
عدد الزوار
5165967
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 27 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1626 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |