• السبت 25 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :04 مايو 2024 م


  • الفتاة بين الأنوثة وبين قوة الشخصية

  •  


    بعض البنات لديها أنوثة جميلة ،
    والمراد بالأنوثة هي العناية بالجمال والزينة وإظهار العاطفة لللآخرين ، وأن تتصف بالصفات التي تجذب الآخرين لها ، وهذا الشيء مركب في كل فتاة .

    ونحن هنا لا نلغي هذه الأنوثة ، ولكن لابد من ضبط ذلك بأن تَظهر علامات الأنوثة في محيط البنات فقط أو لزوجها ، بمعنى أنه لايصح للفتاة أن تظهر جمالها للشباب في السوق أو في مواقع التواصل أو في العمل ونحو ذلك من أماكن الاختلاط ، لأن إظهارها لأنوثتها للرجال يتضمن عدة مفاسد ومنها :

    1- الوقوع في الإثم ، حيث قال صلى الله عليه وسلم : أيمَّا امرأة استعطرت ، فمرّت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية ، وكل عين زانية . رواه ابن خزيمة بسند صحيح .

    فانظر كيف وصف الرسول صلى الله عليه وسلم تلك المرأة التي تُظهر عِطرها للرجال ليجدوا ريحها وتفوز بإعجابهم أنها زانية أي قامت بأسباب الزنا .

    ولمّا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أصناف أهل النار قال : ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات " رواه مسلم .

    والمعنى أنهن كاسيات الثياب ولكن هذه الثياب تفتن بطريقة اللبس والنوع وكأنها عارية ، وهنّ مائلات عن العفة والاستقامة ، مميلات أي داعيات إلى الشر والفساد بأفعالهنّ وأقوالهنّ .
    وهذا الوعيد الشديد يجب أن تحذر منه الفتاة وذلك بالبعد عن أي إظهار للمفاتن للرجال وخاصة في اللباس .

    2- أن الفتاة التي تظهر جمالها للشباب في الحقيقة أنها تُهين ذاتها وكرامتها ، حيث تجعل الشباب يتأملون في محاسنها فقط ، وكأن قيمتها هي في لفت الأنظار لها ، وأما أخلاقها ودينها وعفتها فهذه أشياء لاقيمة لها عندها ولاعندهم .

    وهي بهذه الطريقة تضعُ نفسها محلاً لإشباع رغبة النظر المحرم للشاب المنحرف ، وأما الرجل العاقل فهو ينتقصُ هذا التصرف ويرى أنه من سوء الأدب للفتاة أن تكون بهذه المنزلة .

    ومن زاوية أخرى فإننا ندعو الفتاة إلى أن تكون صاحبة شخصية قوية حينما تخالط الرجال ، ويتمثل ذلك في أمور :
    - عدم إظهار الزينة لهم .
    - اللباس المحتشم .
    - عدم الكلام معهم إلا لضرورة .
    - عند الكلام معهم يجب أن يكون صوتكِ واضح بعيد عن الرقة والخضوع في القول حتى لاتلفتي الأنظار لك ، قال تعالى " فلاتخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض " .
    - البعد عن الرجال ما أمكن ، فحينما تدخلين إلى محل أو سوق أو مطعم ونحوه ، فلاتزاحمي الرجال وكأنك رجل ، بل كوني بعيدة عنهم بطريقة تدل على عفافك وأدبك .

    والحقيقة أن الرجال يحترمون المرأة التي تكون صاحبة شخصية قوية معهم ويرون أنها صاحبة أدب وعفاف .

    وأما المرأة التي تتمايل في مشيتها وكلامها وتُظهر زينتها لهم فهي فتاة رخصية عند نفسها وعند المجتمع ولاقيمة لها .

    ومضة : الزوج يحب أن تكون زوجته أنثى في بيته ، لطيفة المشاعر ، هادئة التعامل ، جميلة المنظر ، ولكنها حينما تخرج من البيت فإنه يحب أن يرى زوجته قوية في شخصيتها بعيدة عن أي وسيلة لجلب الأنظار لها .

    وإن مما يؤسف له أن بعض النساء تكون قوية في بيتها ومع زوجها ، ولكنها رقيقة المشاعر ، جميلة الملابس حينما تخرج للسوق والعمل .

    نسأل الله أن يصلح نساء المسلمين .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    فضائل وأحكام صلاة الجماعة

    0:00

    سيرة عمر بن الخطاب

    0:00

    التزين للمساجد

    0:00

    دور الإنسان في تثبيت من حوله

    0:00

    موت القلوب

    0:00



    عدد الزوار

    4182024

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1595 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة