• الخميس 19 جُمادى الأولى 1446 هـ ,الموافق :21 نوفمبر 2024 م


  • مسائل حول السِحر الذي تعرض له النبي




  • عن عائشة رضي الله عنها قالت : سحر النبي صلى الله عليه وسلم حتى إنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي، دعا الله ودعاه، ثم قال: أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه .
    قلت : وما ذاك يا رسول الله ؟
    قال: جاءني رجلان، فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، ثم قال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل؟
    قال: مطبوب .
    قال: ومن طبّه ؟
    قال: لبيد بن الأعصم اليهودي من بني زريق .
    قال: فيماذا ؟
    قال: في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر .
    قال: فأين هو ؟
    قال: في بئر ذي أروان .
    قال: فذهب النبي صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه إلى البئر، فنظر إليها وعليها نخل، ثم رجع إلى عائشة فقال: والله لكأن ماءها نقاعة الحناء، ولكأن نخلها رءوس الشياطين .
    قلت: يا رسول الله أفأخرجته ؟
    قال: لا، أما أنا فقد عافاني الله وشفاني ، وخشيت أن أثور على الناس منه شرا . رواه البخاري ومسلم . 

    مسائل وفوائد :

    1 - هذا السحر إنما كان تخييل وليس حقيقة ، بمعنى أنه لم يضره في جسده ولا في الوحي الذي يأتي إليه لأنه معصوم في تبليغه للدين عليه الصلاة والسلام ، والدليل رواية " حتى كان يرى أنه يأتي أهله ولا يأتيهم " .
    ولعل من الحكمة في ذلك إثبات بشريته صلى الله عليه وسلم حتى يعرف الناس ذلك ، فهو مثلهم يمرض ويموت عليه الصلاة والسلام .

    2 - هنا قصة لاتصح .
    وقع في حديث ابن عباس عند البيهقي بسند ضعيف في قصة سحر النبي صلى الله عليه وسلم أنهم وجدوه وتراً فيه إحدى عشرة عقدة وأنزلت سورة الفلق والناس وجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة . وأخرجه ابن سعد بسند آخر منقطع .  فتح الباري 10 - ٢٣٦

    3 - متى كان هذا السحر ؟
    السنة التي سحر فيها الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة السابعة جاءت اليهود إلى لبيد بن الأعصم وقالوا له أنت أسحرنا وقد سحرنا محمداً فلم نصنع شيء ونجعل لك جعلاً على أن تسحره لنا سحراً ينكؤه وأعطوه ثلاثة دنانير " رواه الواقدي بسند مرسل . الفتح 10 - ٢٣٧

    4 - المدة التي بقي فيها الرسول صلى الله عليه وسلم مسحوراً هي ستة أشهر . جاء هذا عن الزهري كما في جامع معمر بسند صحيح .  10 - ٢٣٧

    5 - الملكان اللذان نزلا على النبي صلى الله عليه وسلم عند سحره هما جبريل وميكائيل ، ومجموع طرق الحديث يؤكد ذلك . 10 - ٢٣٩

    6 - في البخاري " كره النبي صلى الله عليه وسلم إخراج السحر من البئر وإشاعة الأمر حتى قالت له عائشة : أفأخرجته ؟ قال : لا ، أما أنا فقد عافاني الله وشفاني وقال " كرهت أن أثير على الناس شراً " .

    قال النووي : خشي من إخراجه وإشاعته ضرراً على المسلمين من تذكر السحر وتعلمه ونحو ذلك .  10 - ٢٤١

    7 - الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقتل اليهودي الذي سحره حتى لا تحدث فتنة تنفر الناس من الدخول في الإسلام، وهو مثل تركه صلى الله عليه وسلم لقتل المنافقين. 

    وقد جاء عن عمر : اقتلوا كل ساحر وساحرة ، وجاء عن جندب : حدّ الساحر ضربه بالسيف .

    فكيف نجمع بين ترك الرسول صلى الله عليه وسلم لقتل لبيد الساحر وبين ما جاء عن الصحابة في قتله ؟

    الجواب : أن الرسول صلى الله عليه وسلم ترك قتل الساحر خشية أن يثير على الناس الشر ، وأما فعل عمر وجندب وغيرهم فهو ردع للسحر .

    قال الحافظ : وقد زالت الحكمة التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم . الفتح : 10 -  ٢٤٢


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    أحكام الإمام والمأموم - 1

    0:00

    كلمات في الرجاء والمحبة

    0:00

    الشباب والشهوة

    0:00

    رسائل في الإصلاح

    0:00

    سورة الإسراء

    0:00



    عدد الزوار

    4970399

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 24 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1596 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة