• الخميس 16 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :25 ابريل 2024 م


  • فقهيات وتوجيهات حول الطلاق




  • الحمد لله الذي جعل الحياة الزوجية بوابةً للسعادة والسرور .

    الحمد لله الذي شرع لنا الطلاق في حالات يصعبُ فيها البقاء مع زوجاتنا .

    ثم الصلاة والسلام على من كان خيرَ الناسِ لأهله فكان الزوج الطيب والكريم وصاحبُ الخلق الحسن .

    عباد الله ، إنها مأساةٌ كبيرة حينما تخبرنا الاحصاءات أن عدد حالاتِ الطلاق في بلادنا وصلت إلى أربعينْ ألف حالة طلاق في العام الواحد، أي بمعدل ٤ حالات طلاق في الساعة الواحدة .

    إنها كارثة كبرى ووراءها من الويلات والندامات ما لا يخطر في البال .

    أيها الفضلاء .

    حديثي معكم اليوم ليس عن أسبابِ الطلاق ولا قصصِ المطلقين ، فلقد سبقَ الكلام عنه في خطب سابقة .

    اليوم سوفَ نتدارسُ سوياً بعض الأحكامِ المتعلقةِ بالأسرة .

    بكل صراحة ، لقد تساهلَ بعضُ الناس في الطلاقِ تساهلاً كبيراً، وهذا عامٌ للرجال والنساء حتى امتلأت المحاكم بقصصِ الطلاق .

    والطلاقُ شر كبير يجب علينا أن نحذرَ منه وأن نُحذِّر المجتمع منه وأن نُضّيق حالاته .

    وهذا واجبٌ علينا معشر الرجال مع أنفسنا وكذلك مع بناتنا وأخواتنا قبل أن نزوجهم.

    يجبُ علينا أن نُحذِّر بناتَنا وأخواتَنا من عدم التساهل في طلب الطلاق وأن يستوعبوا الحياةَ الزوجية وأنها بحاجةٍ إلى الصبرِ والتفاهمِ والإدارةِ الحكيمة حتى لاتكونَ بناتُنا وأخواتُنا من ضحايا الطلاق .

    ولقد تساهلتْ بعضُ الأخواتِ في طلب الطلاق ، حتى ربما طلبت الطلاق على شيءٍ تافه .

    ولمثل تلكم الأخوات نقول لهن :

    قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أيما امرأةٍ سألت الطلاق من غيرِ ما بأس فالجنة عليها حرام " . رواه أبو داود بسند صحيح .

    وبما أن الطلاق من الموضوعات المهمة في ديننا وتحيطُ به جملةً من الأحكام، وفي تصوري أن البعض منا قد يجهل هذه الأحكام فقد اخترت لكم عدةَ مسائل يكثرُ السؤال عنها في الطلاق ومراجعةِ الزوجة وبعضُ الألفاظ التي ليست من الطلاق .

    وهذه المسائل من اختيارات هيئة كبار العلماء في بلادنا وهي التي دلّ علها الدليل الصحيح .

    من أحكام الطلاق :

    أن من طلق زوجته وهو في حالِ الغضبِ الشديد أنه لايقع طلاقه .

    ومن طلقها في الغضب المتوسط فإن طلاقه يقع .

    والذي يحددُ الغضب الشديد من عدمه هو القاضي حينما يسمع من الزوج والزوجة ، ويدرس سبب الطلاق وكيف كان غضبه، وهل هو من الغضب الشديد الذي يفقد معه كل تفكيره أو من الغضب المتوسط .

    ومن طلق زوجته وهي حائض فلا يقع طلاقهُ على القول الصحيح ، وهو اختيار ابن تيمية وابن القيم وابن باز وابن عثيمين رحمهم الله تعالى .

    ومن طلق زوجته وهي في طهرٍ لم يجامعها فيه فالطلاق يقع ، وإن طلقها في طهر قد جامعها فيه فلايقع عند بعض العلماء ومنهم ابن باز عليه رحمة الله.

    ومن طلق زوجته ثلاثاً بلفظ واحد أي قال : أنت طالق طالق طالق فهذه تعتبر واحدة عند أهل العلم ، ويجوز له أن يراجعها مادامت في العدة .

    والطلاق مرتان ؛ فمن طلق زوجته مرة واحدة واعتبرها القاضي طلقة فقد بقيت عليه طلقتان .

    فإذا طلقها للمرة الثانية واعتبرها القاضي طلقة فبقيت طلقة ثالثة .

    فإن طلقها الثالثة واعُتبرت طلقة فقد بانت منه زوجته وسُمّي ذلك بالطلاق البائن، ولا تحلُ له إلا بعد أن تتزوج زوجاً غيره ويدخل عليها ثم يطلقها باختياره .

    قال تعالى: ( الطَّلاقُ مَرَّتَانِ ) ثم قال في الآية بعدها: ( فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ) أي بعد الطلقة الثالثة .

    وعدةُ المرأة ثلاثُ حيض لقوله تعالى: ( وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ ) سواءً طالت المدة أو قصرت .

    ومن طلق زوجته بعد العقد وهو لم يجلس معها ولا لحظةً واحدة فزوجتهُ لاعدة عليها كما قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ) .

    ومن جلس معها وأغلق الباب عليها ولو لحظة ثم طلقها فهي زوجته وعليها العدة ولها المهر كاملاً .

    ومن طلق زوجته وهي حامل فالطلاق يقع وعدتها حتى تضع الحمل .

    ومن مات عن زوجته وهي حامل فعدتها حتى تضع الحمل، قال تعالى: ( وَأُوْلاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ) .

    ومن مات عن زوجته وهي غيرَ حامل فعدتها أربعة أشهر وعشراً .

    وهذه تسمى فترة الإحداد؛ ومن أحكام هذه الفترة أنه لا يجوز للمرأة أن تخرج من البيت التي عاشت فيه مع زوجها بلا حاجة ولا تتزين في ملابسها ولا تتعطر ولا تكتحل ولا يجوز أن يتقدم لها الخطاب .

    ولكن يجوز لها الخروج للحاجة كالدراسة إن كانت طالبة أو إذا كانت موظفة، ويجوز لها مراجعة المحكمة في أمور الميراث ونحو ذلك .

    أيها الفضلاء .

    يسأل البعض عن صفة مراجعة الزوجة ، والجواب :

    حينما يطلق الرجل زوجته طلاقاً رجعياً أي بعد الطلقة الأولى أو الثانية فيجوز لها أن يراجعها .

    والمراجعة حق للزوج، ولا يشترط رضا الزوجة .

    ويستحبُ له أن يشهدُ اثنين .

    ولا يلزم أن يذهب للمحكمة لأجل المراجعة .

    والأفضل أن يخبرَ بطلاقه ورجوعه بعضُ الزملاء أو الأقارب لكي يثبتوا ذلك لو حصل إنكار في المستقبل، والأفضل كتابة ذلك في ورقة لضبط الحقوق .

    والمراجعةُ تكونُ بالكلام فيقول لزوجته : لقد راجعتك .

    ويرى بعض العلماء أنه لو جامعها أو قبّلها بنية المراجعة صح ذلك ، وهذا اختيار ابن عثيمين رحمه الله تعالى .

    والمراجعةُ يجبُ أن تكون في فترة العدة أي قبل خروج المطلقة من عدتها ، وعدة المطلقة ثلاث حيض أي ما يقارب ثلاثة أشهر ، للمرأة التي تحيض .

    وأما الحامل فعدتها حتى تضع الحمل .

    معاشر المسلمين ، ومن المسائل حول الطلاق :

    أن بعضهم يقول لزوجته " علي الطلاق ما تفعلين هذا الشيء ".

    وبعضهم يهدد ويقول : إذا فعلتِ هذا الشيء فأنت طالق .

    فهل هذه الألفاظ تدخل في الطلاق ؟

    والجواب لهذا : أن نقول ، إن كان الزوجُ يقصدُ بقوله هذا - الطلاق - فعليه طلقة واحدة .

    وإن كان يقصد بهذه الكلمات مجردُ التهديد والمنع والتخويف فهذا عليه كفارة يمين إذا خالفته زوجته في ذلك .

    وكفارة اليمين هي وجبة غداء أو عشاء لعشرة مساكين .

    وبعضهم يسأل ويقول : قلت لزوجتي أنتِ علي حرام ، فهل هذا طلاق ؟

    والجواب : أن هذا اللفظ عند العلماء يعتبرُ ظهار أي عليه كفارة الظهار وهي صيام شهرين متتابعين قبل أن يجامعها فإن لم يقدر فليطعم ستين مسكيناً .

    معاشر المسلمين ، ومن مسائل الطلاق .

    أن بعضهم ربما مزح مع زوجته وقال أنتِ طالق ، وربما مازح أصدقاءه وقال لقد طلقت زوجتي أمس .

    وهذا على خطر كبير ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ثلاثٌ جدهن جد وهزلهن جد " الطلاق والنكاح والرجعة ".

    وقد ذهب بعضُ العلماءِ إلى وقوعِ الطلاقِ في حالِ المزاح .

    وبعض الرجال يقول لزوجته سأطلقك ثم يتراجع فهذا ليس طلاق لأن الوعدَ بالطلاق ليس طلاق .

    وبعض الرجال تأتيه خواطر الطلاق وربما فكر في ذلك وعزم عليه ولكنه لم يتلفظ بالطلاق فهذا ليس طلاق .

    ومن القضايا المهمة ، أن السؤال عن الطلاق لا يناسب أن يكون عبر الجوال بل لابد من حضورك أيها السائل للقاضي وربما ألزمك بحضور زوجتك معك لسماع القصة منها أيضاً .

    اللهم احفظ بيوتنا من مصائب الطلاق والنزاع والشتات .

     

     -------------------------------

    الحمد لله .

    أما بعد فيا أيها الرجال ، قبل الطلاق هناك مجموعة من القواعد في الصلح بين الزوجين ولابد من دراستها جيداً وهي بحاجة لتفكير عميق .

    وهي رسائل لأهل الزوج وأهل الزوجة .

    لقد قال الله تعالى: ( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ) .

    ١- يجب معرفة سبب الطلاق وذلك من خلال جمع المعلومات بالتفصيل والسماح لكل طرف من الحديث عن الآخر بكل هدوء وكتابة تلك الملاحظات في ورقة .

    ٢- وجود طرف من أهلها ومن أهله في وقت الصلح وأن يشهدوا على ذلك ليكون الرجوع بين الزوجين فيه نوعاً من الجدية .

    ٣- حينما يعرف أهل الزوج بالموضوع فإن كان الخلل منه فلابد من تأديبه بالطريقة المناسبة وأن يحترم مشاعر زوجته وحقوقها .

    وإن كان الخلل من جهةِ الزوجة فلابد أن يتدخل والديها بكل حزم ويؤدبونها حتى لا تعود لهم وهي تحمل لقب " مطلقة " .

    4- في وقت الصلح لابد من ضبط الأمور المالية كتابةً ، وخاصةً إذا كان المظلوم هو المرأة التي بذلت مالها لزوجها وقام بإنكار ذلك .

    5- من الخلل الصمت عند الصلح والاكتفاء برضوة بينهما بحجة عدم تكبير المشكلة .

    6- من الخلل أن تصبر الزوجة على الظلم من زوجها من أجل الأولاد بدون أن يعترف الزوج بخطأه ويتعهد بأن لايعود .

    7- عند الصلح ، لا تحكم لأحد الطرفين في الصلح حتى تسمع من الآخر تماماً .

    8- بعض الرجال يعتذر مع أن الخطأ في الحقيقة على زوجته ولكنه يُفضل الاعتذار ونسيان المشكلة لأجل الأولاد ، ولكن بعد أيام تعود المشكلة كما هي لأننا لم نعالج جذورها من جهة الزوجة ، وهذا ليس حلاً .

    9- عند الصلح يجب أن نعرف أن دموعَ المرأة ليست دليلاً على صدقها .

    10- عند الصلح يجب أن نعرف أن رفعَ الزوج صوته ليس دليلاً على أن الحق معه .

    11- إذا رجع أحدهما بعد الصلح لنفسِ المشاكل فلابد من التدخل بشكل أقوى .

    12- بعضنا يقول : لا تتدخلوا بينهما فالبيوت لها أسرار ، ولابد من الكتمان ، وهذا صحيح حينما تكون الخلافات بسيطة ، فكل بيوتنا فيها خلافات ، ولكن حينما تكونُ الخلافات كبيرة فلابد من التدخل بالحكمة ، حتى لا يتصرف أحد الزوجين تصرفاً نندم عليه لاحقاً ثم نقول ليتنا عرفنا المشكلة من بداياتها ووضعنا حلولاً لها .

    13- لابد من الرفق في الصلح والعدل مع الطرفين ، وبالعدلِ تنجحُ الأمور ، قال تعالى " وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى " ولا يكن حبنا للزوجة أو للزوج يدفعنا للتعاطف معه بغير وجه حق .

    معاشر المسلمين ، قبل إيقاع الطلاق فلنفكر سوياً في هذه الأسئلة :

    ١- هل الفعل الذي وقعت فيه زوجتك يدعوك إلى الطلاق ، أم ان الأمر يسير ولا يستحق ذلك ؟ .

    ٢- هل فكرتَ في حلولٍ أخرى غير الطلاق ، مثل أن تهجرها لمدةِ أيام أو تذهب بها لأهلها وتتركها أسابيع أو شهور لعلهم يجدونَ حلاً لابنتهم .

    ٣- هل استشرتَ حكيماً قبل اتخاذِ قرار الطلاق .

    ٤- هل أخبرتَ أسرةْ زوجتك بسببِ الطلاق .

    ٥- هل شارككَ والديك أو إخوتك في هذا القرار .

    ٦- هل فكرتَ طويلاً في مصير الأولاد بعد الطلاق .

    ٧- هل سيكونُ الأولادُ عندك بعدَ الطلاق أو عند والدتِهم .

    ٨- حينما تتزوجُ بامرأةٍ أخرى ، هل تعتقد أنها ستقومُ برعايةِ الأولادِ جيداً أم لا ، وهل سيقبلون هم بذلك .

    ٩- ولو اختاروا البقاءَ مع والدتهم فهل لديك القدرة على أن تنفق على بيتك الجديد وعلى أولادك .

    ١٠- هل اتفقتَ مع والدتهم أو مع أهلها على قضايا الدراسة والتربية وكان الاتفاقُ ناجحاً .

    إنها أسئلة كثيرة تحتاج إلى جواب .

    أيها الفضلاء ،كلُّ هذا يؤكدُ لنا وجوبَ التأني في اتخاذ قرار الطلاق .

    وهذا لا يعني أن كلَ طلاقٍ فهو فاشل وكله أضرار .

    كلا بل هناك طلاقٌ نجاح ، وكم من طلاقٍ كان بدايةً لانطلاقِ تلك الفتاة أو ذلك الشاب للنجاحِ في الحياة .

    ولكن هذا لا يكونُ إلا في ظروفٍ خاصة وتحت إجراءاتٍ محددة يعرفها الحكماء .

    قال تعالى في مثل ذلك: ( وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ ) .

    وفي سورة الطلاق نقرأ آيات اليسر ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ) .

    أيها الكرام ، لابد أن أهمس لكلِ أبٍ ولكل أخٍ :

    يمكنكم أن تقللوا من نسب الطلاق في المجتمعات حينما تربوا نساءكم على الأدب والتدين واحترام الحياة الزوجية .

    وأن تُعلِّم ابنتك وأختك أن الزوج ليس مجردَ بطاقةِ صراف أو سائقٍ يتنقل بها هنا وهناك يجوب بها عواصم الدول .

    إن الزوجَ له حقوق يجب أن تُعلمها لابنتك أو أختك .

    فإذا أدركت المرأة حقوق الزوج وطبقت ذلك في حياتها فهذا يحميها من أن تعود لمنزلك بحقيبة الطلاق .

    اللهم أصلح نساءنا لرعاية بيوتنا .

    اللهم أصلح الآباء والأمهات لكي يربوا بناتهم على احترام الحياة الزوجية وتقدير المسؤولية .

    اللهم ارزقنا السعادة الأسرية والطمأنينة في بيوتنا .

    اللهم اجعل بيوتنا مليئة بالسكينة والمودة والرحمة والمعاشرة بالمعروف .

    اللهم من كان معنا قد اختصم مع زوجته فاللهم اجمع بينهما على خير في هذا اليوم يارب العالمين .

    اللهم وفق ولي أمرنا لهداك واجعل عمله في رضاك .

    ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة .

     


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    عمرك الحقيقي

    0:00

    ليالي رمضان

    0:00

    ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين

    0:00

    صور من تواضع النبي عليه الصلاة والسلام

    0:00

    آداب المشي إلى الصلاة

    0:00



    عدد الزوار

    4158740

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 92 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1591 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة