سجناء بسبب مهلة سنة

عدد القراءات : 1230

مما يقع في مجتمع الرجال وفي معارض السيارات مايسمى بالشراء بمهلة سنة أو ستة أشهر .

وصورة ذلك أن يرغب الرجل في مبلغ مالي لإكمال بيته أو شراء أثاث أو ربما سداد دين سابق فيأتي لمعرض السيارات ليشتري سيارة ويبيعها في نفس المعرض على رجل آخر في نفس المكتب ويكتبون عليه أوراق البيع مع سداد بعد سنة أو بعد ستة أشهر مع زيادة تصل لنصف المبلغ أحياناً فمثلاً لو كانت السيارة ب ١٠٠ ألف ، فسيكون المبلغ المطلوب منه بعد ستة أشهر ١٦٠ ألف .

طبعاً سيفرح المشتري لحصوله على مبلغ ١٠٠ ألف في جلسة واحدة ، ولكنه نسي أنه بعد ستة أشهر أو سنة سيدفع ١٦٠ ألف .

ومما يساعد في غفلته ، أنه لايسدد شيء لمدة سنة فليس هناك قسط شهري ، إلا بعد مرور سنة فيتفاجأ بالمعرض يتصل به ليسدد ١٦٠ ألف .

إنه رقم كبير جداً ، وخاصة ممن عليه التزامات شهرية وأقساط في البنوك ومصاريف الأسرة وغيرها ، فمن أين له هذا المبلغ ؟

وحينها يتجه بعضهم لقرض جديد أكبر من القرض السابق فيأخذ قرض عن طريق سيارة ب ٢٠٠ ألف ، فيبيعها في المعرض ويسدد ١٦٠ ألف ، ثم يظن أنه سيقدر على سداد ٢٠٠ ألف بعد سنة .

وهكذا تدور الديون والمصائب على ذلك المغفل .

إن السبب في التسارع لهذه القروض هو أن راتب ذلك الشخص لايساعده لسداد تلك القروض ، فلا يجد إلا المعارض الذين يأكلون ماله ، ثم يعجز عن السداد ، وربما رُفعت أوراقه للمحكمة ثم جاء الحكم عليه بالسجن ، فلا تسأل عن أسرته بعد ذلك .

ولو رجعنا للسبب الأول الذي جعله يقترض ال ١٠٠ ألف في البداية لوجدناه إكمال عمارة أو تشطيبها ، أو سيارة ، أو تأثيث .

ولو أنه صبر على ذلك ولو لسنوات لكان خيراً له من متاهات الديون والسجون .

مواد آخرى من نفس القسم

تبرع بكليته لوالدته

زواج لمدة شهر

ودمعت عيون العامل

مكتبة الصوتيات