استقبل كل أسبوع عشرات الاستشارات من بعض الأخوات اللواتي يشتكون من أزواجهم الذين تظهر منهم أخلاق سيئة، والغالب أن هذه الشكاوى تدور حول وقوع أزواجهم في:
١- المعاكسات.
٢- إدمان المخدرات.
٣- ترك الصلاة.
٤- استخدام الألفاظ البذيئة، وجرح المشاعر وربما تكلم عليها أمام أولادها.
٥- البخل، وحرمانها المال، بل ويشدد عليها في المصاريف ومشتريات البيت، ويتأخر في دفع كل مال لسعادة الأسرة من تعليم أو علاج أو نحو ذلك.
وقبل البدء بذكر الحلول لابد من التذكير بهذه التنبيهات:
١- كيف يوافق الآباء على تزويج بناتهم من رجالٍ لم يجمعوا عنهم المعلومات الكافية؟
٢- في هذا الزمن يجب أن يكون للفتاة دور واضح في الموافقة أو الرفض للزوج وأن تستوعب الأسرة ذلك وأن تحاورها لتعرف وجهة نظرها.
٣- لابد أن نعلم أن كل مشكلة لها تفاصيلها التي لا يمكن إيرادها هنا، والمقصود من هذا المقال هو وضع قواعد عامة في الحلول، وهذه القواعد تفتح أبواب للحل ولكنها ليست الحل النهائي لكل مشكلة، لأن الحلول التفصيلية تختلف من حالة لأخرى.
وسائل عملية للتعامل مع هذا النوع من الرجال ومن يشابههم:
١- الدعاء بأن يصلح الله شأنه، وخاصةً في السجود وفي الثلث الأخير من الليل وفي آخر ساعة من عصر الجمعة.
٢- الصبر على خطأه وتربية النفس على تحمّل بعض عيوبه.
٣- إعطاءه فرصة للتوبة إذا اعترف بخطأه وأعتذر.
٤- لا تخبري أولادك ولا أهلك بعيوبه - في بداية المشكلة -.
٥- انظري للمحاسن التي عنده، إن كان عنده محاسن.
مثال: إذا كان ذلك الزوج يتكلم بكلمات فيها إهانات، ففكري في الجوانب الجميلة لديه، كحرصه على تربية أولاده، أو حسن تعامله مع أهلك، أو استقامته على دينه وصلاته.
لأن التفكير في المحاسن يفتح لك نافذة من الخير الذي فيه ويعطيك نوع من الأمل لعل الله أن يهديه في الأيام القادمة، وحينها ستحمدين الله على صبرك على تلك الفترة.
نقول هذا لأن بعض الأخوات بمجرد أن ترى قسوةً من زوجها فإنها تطلب الطلاق، بل بعضهم تذهب لأهلها بدون علمه، والبعض يأتي أهلها ويأخذونها من البيت بدون علم زوجها، وهذا بلا شك يزيد المشكلة توتراً.
ومضة: لماذا نتحدث عن الصبر في بداية المشكلة؟
لأن المرأة لو طلبت الطلاق في بداية كل مشكلة فلن تبقى مع زوج في كل حياتها، فلو افترضنا أن زوجها بخيل، فطلبت الطلاق ثم طلقها، ثم تزوجت بآخر ثم وجدته كريماً ولكنه سيئ العبارات فهل ستطلب الطلاق؟
يجب أن تعرف المرأة أن النقص والخطأ والعيب لا يسلم منه أحد، وحينها لابد من الهدوء والبحث عن الحلول والصبر.
٦- في حال كانت حسنات الزوج قليلة وجوانب العيوب فيه أكبر، فما هو الحل؟
مثال: إحدى الأخوات تشتكي من زوجها الذي يعاكس البنات وحينما تحدثتُ معها عن حسناته.
قالت: والله لا يجلس معنا، ويضربني، وربما تكلم عليّ أمام الأولاد، وغير ذلك من المصائب.
فهذا الزوج في الغالب يتصف بالشخصية المتكبرة التي فيها احتقار للمرأة.
فالحل مع هذا النوع المتكبر المعاند:
1- أن تصبر عليه فترة معقولة حسب ظروفها.
2- ثم تخبر أهلها.
3- ثم إذا لم يعتذر ويتغير فلتطلب الطلاق وتنجو بنفسها من هذا الجحيم.
لماذا تطلب الطلاق؟
لأن المقصد من الزواج لم يتحقق، وهو الأنس والمودة والرحمة والاستقرار النفسي، فكيف تقضي بقية عمرها في جوٍ مليء بالتوتر والإهانات؟
قال تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) فأين المودة والرحمة مع هذا الزوج؟
وأعتقد أن هذه سوف تجدُ في الطلاق راحةً كبيرة، حتى لو وصفها الناس بأنها مطلقة فنقول (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم).
ولا شك أن اتخاذ قرار الطلاق فيه مفاسد، ولكنها أقلّ من المفاسد التي ربما تراها كل يوم مع ذلك الزوج السيء.
٧- من الحلول أن تخبر المرأة أهلها ليقفوا معها في هذه الأزمة.
وهنا نتمنى من أهل الزوجة أن يتدخلوا بالحكمة والهدوء والاستماع لابنتهم وتسجيل النقاط المهمة، ثم الجلوس مع الزوج والاستماع منه بكل أدب، وكتابة النقاط المهمة، ثم بعد ذلك تتم نصيحته بالتي هي أحسن.
ومن الخطأ أن تصبر الزوجة، ثم تصبر، حتى ربما أذاها ذلك الزوج في نفسها أو جسدها.
ومضة:
أحياناً يكون والد الزوجة متوفى وأمها كبيرة، فهنا تخبر أخاها الكبير إذا كان حكيم وإلا فلتخبر الأصغر، فإن لم يوجد فلتخبر عمها أو خالها.
قصص واقعية:
- بعض الرجال وقع في إدمان المخدرات، ولكن زوجته صبرت عليه وحاولت معه واهتدى ولله الحمد وتغيرت حالته وهي الآن في أسعد أيامها.
- بعض الرجال كان يعاكس البنات واكتشفته زوجته، ولكنه اعتذر لها وعاهدها على ترك كل البنات، وصدق معها، والآن هي مرتاحة نفسياً معه.
- بعض الرجال كانت عليه ضغوط نفسية كبيرة مما جعلته يتغير مع زوجته، ولكنّ زوجته صبرت عليه، والآن صلُحت حياتهم بعد سنوات، وكان صبرها حكيماً حيث إنها الآن تجني ثمرة صبرها، فذهبت تلك الضغوط واستقرت حياتهم على أحسن حال ولله الحمد.
نقول هذا لكي نفتح باب الأمل لكل فتاة تعاني من زوجها.
ومضة: فكَّري في مستقبل حياتك وأولادك، ولا تتركي أسرتك عند أول خطأ، ويا ترى ماذا لو كان الخطأ عندك فهل تحبين أن يصبر عليك زوجك؟
وكما سبق، ليست كل حالة تستحق الصبر، وليست كل حالة تستحق الطلاق، فالحكمة مطلوبة، وتأكدي أن استشارتك للخبير بالقضايا الأسرية ستضيئ لكِ الجوانب المظلمة في مشكلتك.
مكتبة الصوتيات
وقفات مع قصة يونس عليه السلام
0:00
أسماء يوم القيامة
0:00
التزين للمساجد
0:00
أطيب شيء في الدنيا
0:00
تلاوة من سورة يس 71-83
0:00
عدد الزوار
5077596
إحصائيات |
مجموع الكتب : ( 27 ) كتاب |
مجموع الأقسام : ( 93 ) قسم |
مجموع المقالات : ( 1611 ) مقال |
مجموع الصوتيات : ( 995 ) مادة |