• الثلاثاء 07 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :16 ابريل 2024 م


  • معالم عقدية وتربوية في المنهج



  • الحمد لله الذي خلقنا لعبادته واختار لنا الإسلامَ ديناً ومحمداً رسولاً .
    الحمد لله الذي جعلنا من خير الأمم فقال تعالى: " كنتم خيرَ أمةٍ أخرجت للناس " ، والصلاة والسلام على سيدِ ولد آدم .

    السعادةُ كلها في طاعته واتباعه ، والشقاءُ والضلالُ في الإعراض عن سنته .

    أما بعد ، 
    فبينَ وقتٍ وآخر نطالع في بعض القنوات وفي مواقع التواصل من يطعنُ في ثوابتِ الدين وينالُ من معالمِ الشريعة، وهذا الصراع بين الحقِ والباطل لن ينتهي ، " وكذلك جعلنا لكل نبيٍ عدواً من المجرمين " .

    والواجبُ على كلِ مسلم أن يتعرف على قواعد الدين ، وأن يثبت عليها حتى يلقى الله وهو متمسك بالدين الصحيح الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون " .

    وبين يديَ بعضُ المنارات العامةِ للمنهج النبوي ، وإن شئت فقل المنهج السلفي الذي كان عليه الصحابةُ والسلفُ الكرام من التابعين ومن بعدهم .

    أحببتُ أن أُذكِّر بهذه المعالم لأن البعض قد تساهل فيها ، وآخرون ربما تركوها بسبب بعض الفتن والشبهات التي تبثها بعض القنوات ومواقع التواصل .

    1- فمن القضايا المنهجية : أن تربي نفسك على السمعِ والطاعة لنصوص الكتاب والسنة بدون أي اعتراض، كما دلت النصوص على ذلك .

    قال تعالى : " فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيتَ ويسلموا تسليماْ ".

    إنها آية واضحة تبين لك أنه لن يصحَ إيمانك إلا إذا أخذت الدليل بكل قبول وبكل انقياد وتسليم .

    2- ومن القواعد التي تتفرعُ من ذلك : أن تفهم النصوص من الكتاب والسنة كما فهمها السلف رضي الله عنهم ، وأن لاتسير وراء الناس الذين يطعنون في النصوص أو يفسرونها حسبَ أهوائهم .

    وأقول لك : حينما لاتفهم الآية أو الحديث فلاتطعن فيها ولاتأخذ تفسيرها ممن لايُعرف بالعلم والمنهج السلفي حتى لاتقعَ في الضلال .

    بل اسأل العلماءَ الراسخين أو ابحث في الكتب والمواقع الموثوق بها .

    قال ابن سيرين : إن هذا العلم دين فانظر عمن تأخذ دينك .

    واسمح لي أن أهمس في أذنك : لو كان لدينا خطابٌ من مسؤل ، والهدف من الخطاب هو بيان بعض المسائل ، فهل يصح لكل قارئ لهذا الخطاب أن يفهمه كما يريد هو أو أن المفترض أن يفهمه كما قصدهُ ذلك المسؤل ؟.

    إذا كان هذا في خطابٍ دنيوي فكيف يكون حالنا إذا فتحنا المجال لكل شخص أن يفهم الآية أو الحديث كما يريد هو ؟ لاشك أننا لو فتحنا الباب لكل أحد لأصبح ديننا ألعوبة في أيدي الناس .

    3- ومن القضايا المنهجية التي قررها السلف رحمهم الله : أن نحفظ مكانة ولاة الأمر وأن نسمع ونطيع .

    وقد جاءت النصوص من الكتاب والسنة في التأصيل لهذا المنهج ، " يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " ، وفي عشرات الأحاديث تأكيدٌ لهذا المعنى .

    وبكل صراحة ففي أزمنةِ الفتن قد يضعفُ هذا الجانب عند بعض الناس وقد يسقطون في شبهات تتعلق بالسمع والطاعة لولي الأمر ، وخاصةً في زحمة مواقعِ التواصل التي تُحرِّض على ولاة الامر وتطعن فيهم .

    4- ومن القضايا المنهجية : أن نحفظَ مكانةَ العلماء الربانينن لأنهم من خيرة الناس وقد زكاهم الله بقوله " إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء " .

    وقال تعالى: " قل هل يستوي الذي يعلمون والذين لايعلمون " ، فلايصح أن تسخر بهم أو تهزأ بهم لأجل فتوى أو رأي لم يعجبك .

    ولايُفهم من ذلك أننا نقدسهم ونرى عصمتهم ، كلا ، بل هم بشر يؤخذ من قولهم ويترك ولكن يبقى الاحترامُ لهم ، لما لهم من المكانة في الشريعة .

    5- ومن القضايا المنهجية في ديننا : أن نحافظَ على الوحدةِ واجتماعِ الكلمة وأن نحذر من كل وسائل الفرقة والاختلاف " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا " ، واعلموا عباد الله أن من شأنِ أهل البدع الاختلاف والافتراق ، فاحذروا من ذلك .

    6- ومن القضايا : البعد عن الغلو في الدين ، فليس في ديننا غلو ولاتنطع لافي الأقوال ولا في الأعمال ولا في الاعتقادات ، فنحن نحب الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن لانغلو فيه ونرفعه فوق منزلته كما يفعل الصوفية .

    ونحن نحب أهلَ بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن لانغلو فيهم ونبالغ في مدحهم ونصرف لهم بعض العبادات كما يفعل غلاة الرافضة في بعض البلاد .

    والغلو في الدين له أضرار على الشخص في دينه ودنياه بل وعلى نظرته للمجتمع من حوله ، وقد يقع صاحب الغلو في التكفير ثم يمارس تلك المصائب التي وقعت فيها تلك الفئات الضالة .

    ولو أنهم سلكوا المنهج السلفي المعتدل لما وقعوا في تلك المخالفات .

    قال تعالى: " وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله " .

    7- ومن القضايا المنهجية : الإيمان بالغيبيات مما جاء في كتاب الله أو صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم .

    مثل الإيمان بأشراط الساعة كخروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام وخروج المهدي ، ونؤمن بذلك لأن الأخبار صحت عن رسولنا صلى الله عليه وسلم بذلك ، ولاننكر ذلك كما يفعله بعض المبتدعة الذي يردون تلك النصوص بزعم أنها تخالف العقل .

    لأننا أهل السنة ليس عندنا تعارض بين النقلِ وبين العقل ، فإذا صحَ الحديث آمنا به ونقول " كلٌ من عند ربنا " .

    اللهم وفقنا للثبات على الدين حتى نلقاك وأنت راضٍ عنا .

    -------------------

    الحمد لله .

    معاشر المسلمين .

    8- ومن القضايا المهمة : أننا لانعتمد على الرؤى والمنامات في تلقي الدين أو تفسير النصوص أو تحليل الأحداث السياسية .

    إن الرؤى الصالحة لها قيمتُها في الشريعة ، ولكنها ليست مصدراً للتلقي ولاللتعبد ولاللفهم ، وإنما يُستأنس بها في إطار محدد ، وأما أن نجعلها مثل َالآيةِ والحديث فهذا من شأن المبتدعة وأهل الضلال والخرافات .

    9- ومن ثوابت عقيدتنا : أن نحفظَ مكانة الصحابة ونترضى عنهم ونعتقدُ فضلهم ، لأنهم آمنوا بالرسول ونصروه ودافعوا عن الدين وساهموا في نشره في البلاد، ولانعتقدُ عصمتهم ، ونقول إن الخطأ الذي ربما وقعوا فيه مغمورٌ في بحار حسناتهم التي قدموها في سبيل نصرة الدين .

    ولنحذر من كل من يطعنُ فيهم أو ينتقصُ من قدرهم ؛ لأن الله زكاهم وقال: " لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة " .

    وقال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم : " لاتسبوا أصحابي " والنصوصُ في فضلهم متوافرة .

    اللهم ارض عن صحابةِ نبيك أجمعين ، واجمعنا بهم في جنات النعيم .

    اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وانصر عبادك الموحدين ، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين .
    اللهم فرج همومنا واغفر ذنوبنا وارحم موتانا واشف مرضانا .

    اللهم أصلح شباب المسلمين واحفظهم من الفتن والشبهات .
    اللهم أصلح نساء المسلمين واحفظهم من كل الشرور .

    اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى .
    سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين . 


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    آية الكرسي

    0:00

    فلا تغرنكم الحياة الدنيا

    0:00

    مع القرآن

    0:00

    ثناء الله على معلمي الناس الخير

    0:00

    صفة الحج

    0:00



    عدد الزوار

    4132997

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 90 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1590 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة