• الجمعة 19 رَمَضان 1445 هـ ,الموافق :29 مارس 2024 م


  • وقفات رمضانية - الأسبوع 3 - التشويق للجنان

  •  

    الحمد لله القائل أعددت لعبادي الصالحين مالاعين رأت ولا أذن سمعت ولاخطر على قلب بشر .

    الحمد لله القائل " إن للمتقين مفازا " ..

    والقائل " وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم وجنةٍ عرضها السماوات والأرض ".

    اللهم صل وسلم على نبيك الذي شوقنا إلى جناتِ الخلود ووصفها لنا حتى نكونَ من المتسابقين إليها .

    الجنةُ هي سلعة الله الغالية .

    ياسلعةَ الرحمنِ أين المشتري     فلقد عُرضت بأيسر الأثمان

    ياسلعةَ الرحمنِ هل من خاطبٍ     فالمهرُ قبلَ الموتِ ذو إمكان

    ياسلعةَ الرحمنِ كيف تصَّبر الـ    ـخُطابِ عنك وهم ذوو إيمان !

     

    الجنةُ هي الفوزُ الكبير الذي يستحقُ المنافسة :

    { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جناتٌ تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير }.

    { إن هذا لهذا لهو الفوز العظيم . لمثل هذا فليعمل العاملون }.

     

    أمةَ الإسلام ، لازلنا في شهر رمضان ، الذي تفتح فيه أبواب الجنان ..

    فهيا بنا نرحل بقلوبنا نحو الجنان التي أعدها الرحمن لأهل الإحسان { هل جزاء الإحسان إلا الإحسان }.

    هناك في أرضِ المحشر وبعدما يتجاوزُ أهلُ الجنانِ الصراط ، يسيرون بأقدامهم نحو الجنان .

    ما أجمل الوجوه{ وجوه يومئذٍ ناعمة }. { يوم تبيض وجوه }.

    وما أحلى السيرَ إذا كان إلى جنانِ الخلد " ملتقى الأنبياء والصالحين ".

    هناك تنبعثَ روائح الجنان ..

    تتفتح أبواب الجنان " جناتُ عدنٍ مفتحةً لهم الأبواب ".

    " وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا " .

    " يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفداً ".

    وعند الأبواب تتواجد ملائكةُ الرحمن لترحب بأهل الإيمان " سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ".

    مرحباً بالصابرين ،، الصابرين على الطاعات ، الصابرين على الابتلاءات .. الصابرين عن المعاصي والسيئات ..

    ودخلوا الجنان ، ويُلهمهم الرحمن بمعرفة منازلهم هناك

    { ويدخلهم الجنة عرفّها لهم} .

    وأهلُ الجنة أعمارُهم ثلاثاً وثلاثين ، جرداً مرداً مكحلين على خَلقِ أبيهم آدم طولهم ستونَ ذراعاً .

    وفي الحديث الصحيح " أولُ زمرةٍ يدخلون الجنة كأن وجوههم ضوءُ القمر ليلة البدر ، والزمرة الثانية على لونِ أحسن كوكب دري في السماء ".

    معاشر المؤمنين ..

    لعل الواحد منا يسأل ويقول : ماذا في الجنة ؟

    فالجواب :

    أبشرك بأن الجنة نعيم لايخطر في البال ، فتأمل ..

    بناءُ الجنة ، لبنة من ذهب ولبنة من فضة .

    الحصى من لؤلؤ . ترابها المسك والزعفران ..

    لكلِ مؤمن في الجنة خيمة من لؤلؤ طولها في السماءِ ستون ميلاً

    وياترى من بداخل تلك الخيام ؟ { حورٌ مقصورات في الخيام } .

    في الجنة أشجار { ومامن شجرةٍ في الجنة إلا وساقها من ذهب } .

    وهذه الأشجار مليئة بالفواكه { فيهما من كلِ فاكهة زوجان } . { وفاكهةٍ كثيرةٍ لامقطوعةٍ ولاممنوعة }.

    ومن عجيبِ ثمار الجنةِ أنها دانية ، قال تعالى: { قطوفها دانية } .

    قال ابن عباس : إذا همَّ أن يتناولَ من ثمارها تدلَّت له حتى يتناولَ مايريد ، يتناولونها قياماً وقعوداً ومضطجعين .

    معاشر المسلمين ..

    وبينما أهل الجنة في نعيمهم وإذ بهم يسمعون نداءً جميلاً { يا أهل الجنة إن لكم أن تصحِّوا فلاتسقموا أبداً ، وإن لكم أن تحيوا فلاتموتوا ، أبداً وإن لكم أن تشَّبوا فلاتهرموا أبداً ، وإن لكم أن تنعموا فلا تسأموا أبداً ".

    وفي الجنة شجرةٌ يسير الراكبُ في ظلها مائةُ عام لايقطعها .

    وأربعةُ أنهارِ تجري في جنان الخلد في غير أخاديد ..

    نهرٌ من لبنٍ لم يتغير طعمه ونهرُ من ماءٍ غير آسن ونهرٌ من خمرٍ لذةٍ للشاربين ونهرٌ من عسلٍ مُصفّى .

    أما لباسهم  .. فكما قال تعالى " ولباسهم فيها حرير " وقال جل وعلا  { عاليهم ثيابُ سندسٍ خُضر واستبرق وحلُّوا أساورَ من فضةٍ }.

    " يُحلَّون فيها من أساورَ من ذهب ".

    هذه هدايا لك في الجنان : ستمتلأ يديك بالذهب والفضة ..

    أما جسمك فسيتنعم بلبس الحرير .

    وأما إن سألت عن القوارير والأواني فاسمع لقوله تعالى :

    " قواريرَ من فضةٍ قدروها تقديراً ".

    " يُطافُ عليهم بصحافٍ من ذهب وأكواب ".

    وأما إن سألت عن الخدم فتأمل قوله تعالى :

    " ويطوف عليهم ولدانٌ مخلَّدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً ".

    نعم إنها دار الملك والدلال والجمال والنعيم المقيم ..

    معاشرَ المشتاقين للجنان ..

    أهل الجنة يأكلون ويشربون ولايتفلون ولايبولون ولايمتخطون ..

    وأهل الجنة لاينامون كما في الحديث " النوم أخو الموت وأهل الجنة لاينامون ". ليستتمعوا طوال الوقت بالنعيم والسرور .

    وأما أخلاق أهل الجنة وقلوبُهُم فكما قال تعالى: { وَنَزَعنَا مَا فِى صُدُورِهِم مِّن غِلٍ إِخوَاناً عَلَى سُرُر مُتَقَابِلِينَ } ..

    وفي الحديث: « لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم على قلبِ رجلٍ واحد، يُسبحُون الله بُكرة وعشية » رواه البخاري .

    أيها المشتاقون للجنان ..

    إن سألتم عن الحور العين ::

    فاسمعوا لوصف الرحمن لهم : { كأنهن الياقوت والمرجان}  { كأنهن بيض مكنون} . { وعندهم قاصرات الطرف عين} فلاتنظر لغير زوجها .

    وفي الحديث الصحيح " لو أن امرأة من نساء الجنة اطلعت لأضاء لها مابين المشرق والمغرب ولملأت مابين السماء والأرض ريحاً ". رواه البخاري .

    وفي الحديث ( للرجل من أهل الجنة زوجتان من الحور العين على كلِ واحدةٍ سبعون حلة يُرى مُخ سوقها من وراء الثياب ).

    الحورية في الجنة تنتظرك أيها العفيف ..

    يامن عف بصره عن الحرام ، يامن غض بصره عن النساء سوف تتمتع بجمال تلك الحورية أبد الآباد .

    أمة الإسلام ..

    حينما نقرأ ونسمع عن صفات الحور العين فهذا لايعني إهمالَ النساءِ الصالحات عند دخولهم الجنان ، بل هم أفضل وأعلى درجةً عند الله من الحور العين بسبب صلاحهن وهدايتهن ومجاهدتهن لأنفسهن .

    اللهم اجعلنا من أهل الجنان يارحيم يارحمن .

     

    -----------------------------

    الحمد لله الذي جعل من ثوابِ الحسنات دخول الجنات ، وبعد ،

    معاشر المؤمنين ..

    هيا بنا لنتأمل هذا المشهد العجيب من مشاهدِ الجنة ..

    بينما أهلُ الجنان في نعيمهم يتلذذون .

    إذ بصوتٍ يناديهم  :  إن لكم عندَ الله مَوْعِداً يريدُ أن يُنْجِزَكُمُوهُ ..

    إنه صوتُ الله ، الكريم الرحيم ، صوتُ ربك الجميل الجليل ..

    ما أجمل الصوت وما أحسن اللطف منه سبحانه ..

    يتوقف النعيمُ هنا ، إلى نعيمٍ أعلى وأغلى ..

    فيقولونَ : ما هُو ألَمْ يُثَقِّلْ موازينَنَا ويُبَيِّضْ وجوهَنا ويدخلْنا الجنةَ ويزحْزحْنا عن النار؟

    قال : فيكشفُ لهم الحِجَاب ..

    فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم الله شيئاً أحبَّ إليهمْ من النظرِ إليه ولا أقَرَّ لأعينِهم منهُ » رواه مسلمٌ.

    وفي رواية : أُحِّل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم أبداً .

    { وجوه يومئذٍ ناظرة إلى ربها ناظرة }.

    يا الله ،، ما أجمل تلك اللحظة التي تنظر فيها بعينك إلى ربك جل وعلا ، ذلك الرب الذي طالما عبدته وصليت له وصمت له وذكرته وصبرت لإجله ..

    إن في رؤيته لذةٌ تفوقُ كل اللذات " وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ".

    أخي ،، إن الحرمان الكبير أن تخسر رؤية الله ..

    معاشر المشتاقين للجنان :

    إن الوصول للجنان ليس صعباً للغاية وليس خاصاً بزمن دون زمن أو جماعةٍ دون جماعة ..

    إن طريق الجنة سهل للغاية ..

    لقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن رجلٍ رآه يتقلب في الجنة بسبب غصن أزاله من طريق المسلمين . كما في صحيح مسلم .

    وأخبرنا بامرأة دخلت الجنة بسبب تمرة قسمتها بين ابنتيها ، كما في صحيح البخاري .

    أيها المؤمن ، ياطالب الجنان ..

    حافظ على توحيدك من نواقض الإسلام ومن الشبهات والأفكار التي تخالف المنهج الحق الذي عليه أهل السنة والجماعة .

    الزم صلواتك واعلم أن من أبواب الجنة باب الصلاة .

    بر بوالديك واعلم بأن من أبواب الجنة باب الوالد .

    خصص جزء من مالك للصدقات . وكن على يقين أن من أبواب الجنة باب الصدقة .

    يامريد الجنان ..

    احرص على صيام النافلة ولعلك سمعت بباب الريان الذي جعله الله للصائمين .

    جاهد نفسك في الابتعاد عن الشهوات التي قد تحرمك من الجنان .

    كن صبوراً على الأقدار المؤلمة وعن الآثام المحرمة وكن صابراً على الطاعات بأنواعها " وجزاهم بماصبروا جنةً وحريراً ".

    ياطالب الجنان ..

    الزم التقوى واجعلها معك في سائر أوقاتك لتفوز بالجنان " إن للمتقين مفازاً ".

    ياعبدالله ..

    خذها وصية من محب : كلُ عملٍ ترى أنه لايصل بك إلى الجنة فاتركه الآن قبل أن تندم هناك ، وكل عملٍ ترى أنه يجلب لك رضى الرحمن ويدخلك الجنان فاعمله الآن .

    { وتلك الجنةُ التي أورثتموها بما كنتم تعملون}.

    وختاماً ياطالب الجنان :

    احذر من قطاع الطريق الذين يفسدون عليك طريق الجنان وهم أصناف :

    صديق السوء .  القنوات الفاسدة .  العلاقات المحرمة .

    واحذر من : مشاهدة الصور الآثمة . والمال الحرام .  وآفات اللسان .

    والاغترار بزينة الدنيا قد يجعل بعضنا يغفل عن جنان الخلد .

    ياطالب الجنان ، إن الجنة درجات ومنازل " هم درجات عند الله  " فكن في أعالي الدرجات بهمتك وطموحاتك .

    اللهم إنا نسألك الجنة وماقرب إليها من قول أو عمل .

    اللهم ارزقنا في الدنيا جنة القرب منك ولذة الأنس بك .

    اللهم اجعلنا ممن إذا حضره الموت بٌشر بمقعده من الجنان .

    اللهم اجعلنا يوم القيامة من الآمنين . ولحوض نبيك من الواردين . وممن يأخذ كتابه باليمين . وممن يشرب من حوض نبيك الكريم .

    سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    تأملات فيي سورة الفلق

    0:00

    قصة السفينة التي لاتغرق

    0:00

    البكاء من خشية الله

    0:00

    كتابة الإنجازات

    0:00

    من أسباب زيادة الإيمان

    0:00



    عدد الزوار

    4100347

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 90 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1589 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة