• الخميس 09 شَوّال 1445 هـ ,الموافق :18 ابريل 2024 م


  • 40 وصية للتائبين


  •  

    مما يسعد القلب رؤيتك لذلك التائب ورجوعه إلى الله، وسلوكه الصراط المستقيم، ونحمد الله أن أعداد التائبين والتائبات في ازدياد.

    ومع فرحتنا لهذه الفئة الصالحة إلا أن المتأمل لبعض حالات الشباب والفتيات بعد التوبة يجد فيها خللاً ونقصاً وجهلاً، وهذا لا غرابة فيه؛ لأن عالم التوبة جديد عليهم.

    لذا اخترتُ لهم بعض الوصايا التي تفيدهم في طريق التوبة؛ لعلها أن تنير الدرب وتصحح السير وتأخذ بأيديهم نحو المنهج المعتدل في الاستقامة.

    ـ الوصايا:

    1- احمد الله على أن وفقك الله للتوبة ولم يقبض روحك وأنت تمارس الذنوب.

    2- اعلم أنك كنتَ ميتاً فأحياك الله بنور الهداية (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ).

    3- اعلم أن الله يفرح بتوبة التائب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " للهُ أشدُّ فرحًا بتوبةِ عبدِه المؤمنِ من رجلٍ في أرضِ دوِّيَّةٍ مَهلَكةٍ معه راحلتُه عليها طعامُه وشرابُه، فنام فاستيقظ وقد ذهبت فطلبها حتى أدركه العطشُ ثم قال: أرجعُ إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموتَ فوضع رأسَه على ساعدِه ليموتَ، فاستيقظ وعنده راحلتُه وعليها زادُه طعامُه وشرابُه فاللهُ أشدُّ فرحًا بتوبةِ العبدِ المؤمنِ من هذا براحلتِه وزادِه ". رواه مسلم.

    4- هل تعلم أن الله وعد بتبديل السيئات إلى حسنات للتائبين الصادقين، قال تعالى ( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) .

    5- هل تعلم أنك الآن ممن أحبهم الله تعالى، قال تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ) .

    6- عليك بالصدق في التوبة، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي: " إن تصدق الله يصدقك ".

    7- ابتعد عن رفقاء السوء ولا تجلس معهم وامسح أرقامهم من جوالك، وأزل كل ما يذكّرك بهم؛ لأنهم السم القاتل، ولو تساهلت في التعامل معهم فربما أخذوك إلى طريقهم.

    8- عليك بالدعاء أن يثبتك الله تعالى، وتأمل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ". رواه البخاري.

    9- لا تُغلِّب جانب الخوف من الله، واعلم بأن الله واسع المغفرة، قال تعالى: ( إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ )  وقال جل وعز: ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ ) .

    10- تخلص من جميع بقايا الماضي: كالصور، وتطبيقات الجوال المحرمة، وامسح مقاطع الفيديو المحرمة التي في جوالك، وهذا كله دليل صدقك في التوبة.

    11- قد تجد صعوبة في البداية في ترك الذنوب، ولكن جاهد نفسك واصبر وتذكر قوله تعالى: ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ) .

    12- حينما تخالط الصالحين فاعلم أن مجتمع الشباب الصالحين ليس معصوماً بل فيهم الحسن والأحسن والضعيف وسيء الخلق، فلا تقلق ولا تستغرب فالعبرة بالمنهج والدين لا بالأشخاص.

    13- ابدأ بتغيير سلوكك مع أهلك ومجتمعك منذ أول لحظة من الهداية؛ لأن ثمرة الاستقامة هو التغيير للأفضل.

    14- كن صاحب بداية جادة، وذا همة عالية في الأعمال الصالحة.

    15- حافظ على السنن الرواتب؛ لأنها تزيدك إيماناً وثباتاً وهي سبب لمحبة الله لك وطريق لكي تذوق حلاوة الإيمان.

    16- اقرأ في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة وقصص الصالحين؛ لأنها تثبّتك على الدين، قال تعالى: ( وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ) .

    17- قد يسخر بعض الناس منك بعد توبتك من أقارب أو زملاء المدرسة أو أصدقاءك في الحي فلا تلتفت لهم وكن معتزاً باستقامتك على المنهج الصحيح الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

    18- مما يرقق قلبك زيارة المستشفيات ومغسلة الأموات والمقبرة.

    19- مما يفيدك في توبتك زيارة المواقع المفيدة على الانترنت التي فيها المواعظ، المقالات، الفتاوى، واحرص على المواقع الموثوقة لأهل العلم والدعاة المعروفين بسلامة المنهج.

    20- احرص على العبادة الفردية، مثل صيام النافلة وقيام الليل والعمرة بين وقت وآخر، وهذه العبادات لها أثر كبير في ثباتك على الدين.

    21- املأ فراغك بالأمور الجادة مثل حلقة التحفيظ، وحضور البرامج التربوية، وطلب العلم.

    22- عليك بتنظيم الوقت ووضع الأهداف التي تعينك على السعادة في حياتك القادمة، وحاول الوصول لها مثل: زواج بعد سنة، البدء بحفظ القرآن، حضور دروس ومحاضرات كل أسبوع.

    23- اعرض استشارتك على بعض المشايخ وطلاب العلم ولا تتفرد في حل أمورك.

    24- احرص على مجالس الذكر التي تناسبك، في مستوى المحتوى والأسلوب.

    25- احذر من مداخل الشيطان، قال تعالى: ( وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ).

    26- لا تستعجل في إنكار المنكرات التي قد تواجهك بعد توبتك سواء كانت المنكرات في بيتك أو في مقر وظيفتك أو في بلدك، وكن حكيماً في كل ممارساتك، قال جل وعز: ( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ) .

    27- انقُل خبراتك في الماضي إلى درس لك في حياتك الجديدة، مثال: التساهل في صديق السوء هو سبب ضياعك، إذن لا تتساهل في المستقبل في مصاحبة الفساق.

    28- اعلم أن ذنوبك العظيمة ليست مانعاً من أن تكون رجلاً عظيماً بعد الهداية، وتأمل ماذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل الهداية وماذا أصبح بعدها، وماذا كان حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه قبل الهداية وماذا أصبح بعدها؟ فالعبرة بحالك بعد التوبة لا بحالك قبل التوبة.

    29- لابد من الفهم الصحيح للهداية، واعلم أنه يجوز لك أن تمارس كل المباحات باعتدال، وكل ذلك بالضوابط الشرعية.

    30- ابتعد عن مواطن الفتن، والفتن نوعان: ١- شهوات. ٢- شبهات ولا تتساهل في مقدماتها؛ لأن المقدمات ستؤدي بك للنهايات.

    31- احرص على رحلة إيمانية، كالعمرة مع صحبة صالحة.

    32- اقرأ في قصص التائبين والتائبات لترى نماذج وقدوات في التوبة.

    33- لا تبدأ بالدعوة إلى الله ومناصحة الناس إلا بعد معرفة أصول الدعوة وشروطها وصفات الداعية وتتدرب على شيء من ذلك.

    34- اطلب العلم بالطريقة الصحيحة، ويفيدك في هذا أن تجلس مع طالب علم حكيم ليخبرك بالوسيلة المناسبة لك في التعلم.

    35- تعرف على الأحكام المتعلقة بالتوبة، فقد تكون أخذتَ مالاً حراماً من قبل فهنا لابد أن ترجعه لصاحبه فإن لم تجده فتصدق به عنه، وهكذا قد تكون لديك مسائل أخرى تحتاج إلى إجابة، فطلب العلم يفيدك في مسائلك هذه.

    36- احذر الغلو والحماس الزائد، وداوم على القليل من الأعمال الصالحة، قال صلى الله عليه وسلم: " أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل " واعلم أن الغلو طريق للانتكاسة.

    37- أكثر من قراءة القرآن ليمتلئ قلبك بحب الله تعالى.

    38- بادر بالزواج - إن أمكن - لتحصن نفسك؛ لأن أكثر الذنوب المؤثرة على الاستقامة هي الشهوات.

    39- لابد من مراعاة التوازن في تعاملك مع القضايا التي تنزل بك، واحرص على إعطاء كل ذي حق حقه.

    40- خذ الفتوى من أهل العلم فقط، واحذر من فتاوى بعض الشباب الذين ليس لهم في التوبة سوى أشهر وربما كان الجهل ملازماً لهم، وكم من تائب سأل بعض التائبين الذين لم ترسخ قدمهم في العلم فكانوا سبباً لضلاله ووقوعه في المتاهات.

    41- أوصيك بإخبار رجال الأمن بالأماكن التي ربما كانت سبباً لضلالك من قَبل، مثل: مكان ذلك الساحر، أو شخص كان يبيع المخدرات، وهكذا.

    42- اعلم أن ذنوب الخلوات سبب للانتكاسات، وطاعة الخلوات سبب للثبات.

    نسأل الله أن يثبتك على الدين، وأن تكون قدوةً صالحة في مجتمعك.

     


    مواد آخرى من نفس القسم

    مكتبة الصوتيات

    تلاوة خاشعة من سورة آل عمران

    0:00

    سورة النبأ

    0:00

    تلاوة من سورة آل عمران - 14-17

    0:00

    ثمانون سؤالا وجوابا

    0:00

    من أخبار السلف

    0:00



    عدد الزوار

    4136421

    تواصل معنا


    إحصائيات

    مجموع الكتب : ( 21 ) كتاب
    مجموع الأقسام : ( 90 ) قسم
    مجموع المقالات : ( 1590 ) مقال
    مجموع الصوتيات : ( 996 ) مادة